ذكرت شبكة «سي إن إن»، الإخبارية الأمريكية، أن «ما يحدث في العراق دراماتيكي، خطير ومن المحتمل أن يكون تاريخيا، لكنه ليس مفاجئا بالنسبة إلى البعض لأنه لم يأت من فراغ».
وأضافت، في تقرير الجمعة:«على مدى سنوات، تكهن خبراء بأن عوامل، بعضها موغل في التاريخ، وبعضها الآخر مرتبط بقرارات مهمة حديثة، صبت الزيت على النار في المنطقة الملتهبة».
وتابعت:«رغم أنه لم يكن في حجم ما كان عليه قبل حرب عام 1991، إلا أنّ جيش صدام حسين كان يتشكل من نحو 430 ألف عسكري مدعومين بنحو 400 ألف آخرين في وحدات شبه عسكرية، عندما غزت الولايات المتحدة العراق ربيع 2003».
وقالت الشبكة:«بعد التفكك الذي شهده، تم اتخاذ قرار بحله إلى جانب وزارتي الدفاع والإعلام من قبل الحاكم الإداري المدني الأمريكي للعراق ساعتها بول بريمر».
وأوضحت:«تسبب ذلك في فقدان مئات الآلاف لوظائفهم فجأة من دون سابق إعداد، وأولئك الذي كانوا في مستويات قيادية عليا-من رتبة عقيد فما فوق- والذي لهم خبرات باستراتيجيات المعارك وتكتيكاتها-تلقوا الضربة الأعنف حيث تم حرمانهم من مستحقاتهم والعمل مع الحكومة الجديدة، لذلك تعين عليهم أن يبحثوا عن مكان آخر».
ونقلت عن البروفيسور في معهد لندن للعلوم السياسية والاقتصادية فواز جرجس، قوله «إن مئات، ربما آلاف من ضباط صدام حسين المدربين جيدا والموهوبين التحقوا بتنظيم داعش، وهذا يعني أنّ هذه القوة المقاتلة-حتى ولو ضمت مقاتلين أجانب- على معرفة شاملة بالعراق، كما أن زعماءها منظمون بكيفية أفضل وأذكى وأكثر تمرسا في القتال من بعض قيادات الجيش العراقي الحالية».
وأضاف:«لقد سمح ذلك لـ(داعش) أساسا بالحصول على الخبرات وبأن يكون لدى التنظيم دوافعه وأن يكون له قيادة وسيطرة، إنه جيش مصغر يعمل في دولتين هما سوريا والعراق».
وشددت الشبكة على أن «تنظيم (داعش) لا يقاتل فقط بل إنه يحقق انتصارات، وتقدمه في سوريا والعراق، وهو الذي انبثق على أتقاض القاعدة الخاسرة في العراق، يعكس تناميه كقوة مقاتلة ضاربة».
وتابعت:«يعود تنامي قوة التنظيم إلى النجاح الذي أحرزه في سوريا مع دخولها حربا أهلية، ولم يكن له ذلك لو لم يحصل على التدريب الملائم والأموال الكثيرة».
ويقول رمزي مارديني وهو باحث في مجموعة المجلس الأطلسي في الأردن، بحسب الشبكة:«لقد كانت هناك جهود ملموسة لتحويل العراق وسوريا إلى ساحة طائفية. لديهم أجندا أساسها إنشاء دولة الخلافة على مساحة واسعة تضم العراق وسوريا».
وأضافت:«اعترف وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج، بأن النزاع السوري أثر بصفة سلبية على دول أخرى مثل العراق، وقال إنه لذلك ينبغي أن يتم التوصل لبعض الاتفاقات بشأن سوريا حتى لو لم تحلّ كل شيء، وما يحدث يؤكد أهمية إعادة إطلاق الجهود في، الشهور المقبلة للتوصل إلى حل بشأن سوريا».
وأضاف:«أما بالنسبة إلى العراق فإنّه من الحيوي أن يتحقق تقدم سياسي يساعد الحكومة العراقية على التعامل بفعالية مع ما يحدث».
وقالت الشبكة:«بإشارته للتقدم السياسي يرجح أن (هيج) يشير إلى الانقسام الطائفي الذي يهز الطبقة السياسية في العراق الذي يقود حكومته نوري المالكي الشيعي في الوقت الذي تجد فيه الأقلية السنية نفسها على الهامش».
ونقلت عن السفير السابق في العراق جيمس جيفري، قوله إن «للسنة تاريخا في العراق الحديث ولاسيما في جيشه وكثير من جنرالاته كانوا سنة وإثر ذلك لم يكن هناك جهد لجلب السنة إلى الحكومة».
وأضاف:«استغلت (داعش) الهوة السحيقة بين السنة والشيعة لدرجة أنّها عثرت على مأوى ومركزا للتجنيد، وأعتقد أنّ تنامي (داعش) يمكن أن يتوقف بإقناع أغلب السنة بأن مستقبلهم سيكون أفضل مع حكومة مركزية في بغداد تكون حكومة توافق ووحدة بمزيد من المشاركة السنية».