70 مليار دولار حجم الاستثمارات البرازيلية في المونديال

زكريا ناصف الخميس 12-06-2014 21:53

لماذا تسعى الدول لتنظيم الأحداث الرياضية ؟ وما هى الفوائد التى تعود عليها من تنظيم تلك الأحداث؟ وهل الرياضة تؤثر على الاقتصاد؟ وهل هناك علاقة مباشرة بين الرياضة والدخل القومى للدول؟

إن البرازيل تملك الإجابة عن تلك الأسئلة ومن خلال التقارير الاقتصادية عن البرازيل، فالرياضة فى البرازيل تعتبر من أهم مصادر الدخل القومى وتؤثر فى الاقتصاد والاستثمار، والرياضة تعتبر ضمن رؤية وخطط البرازيل المستقبلية.

لذا قررت دخول البرازيل من بوابة الاقتصاد والاستثمار الرياضى ووقفت عند تقارير وأرقام وتصريحات لوزير الرياضة بالبرازيل.

دعونى أولاً أتحدث عن 190 مليون برازيلى يعشقون الرياضة ويتخذونها أسلوب حياة وينفقون عليها، وليست كرة القدم فقط، بل هناك رياضات أخرى كالطائرة ورياضة الشواطئ والسيارات ولعبات قديمة تقليدية، وغير مكلفة، ومنذ أن وضع المسؤولون فى البرازيل الرياضة ضمن الرؤية المستقبلية كانت أول مشكلة حقيقية هى ميزانية الرياضة، حيث كانت تنفق 53% منها على الرواتب، وكان القرار بتخصيص 20% فقط للرواتب، و80% على المشروعات والاستثمارات الرياضية.

وعن تصريحات وزير الرياضة البرازيلى عن تنظيم البرازيل للأحداث الرياضية، فالبرازيل نظمت بطولة القارات 2013، وكأس العالم 2014، وأوليمبياد 2016، وبطولة أمريكا اللاتينية 2019، وعن كأس العالم 2014 يقول إن 70 مليار دولار هى حصيلة استثمارات البطولة من البنية التحتية والمطارات والطرق والملاعب، وأن أهم استثمارات البطولة هى السياحة 3 ملايين سائح، والضرائب 30 مليار دولار، وتكنولوجيا الاتصالات والخدمات، وأن هناك فرص عمل تصل إلى 332 ألف فرصة عمل دائمة، و380 ألفاً مؤقتة، وأن الدولة ستتكلف 5 مليارات دولار لتنظيم هذا الحدث، حتى صناعة المنسوجات فى البرازيل ستنتعش بسبب هذا الحدث الرياضى العالمى.

أما عن أوليمبياد 2016 فيقول وزير الرياضة البرازيلى إن 700 ألف وظيفة جديدة ستكون متاحة حتى موعد البطولة، وإن 15 مليار دولار سيتم توفيرها للمشاريع التى وافقت عليها اللجنة الأوليمبية، ومن أهم أهداف تلك الأحداث الرياضية هو الإرث الذى سيترك للشعب البرازيلى للتأكيد على حضارة وثقافة الشعب البرازيلى، وليس ملاعب وإنشاءات فقط، لأن تلك الأحداث الرياضية هى بمثابة مرآة لدولة متحضرة، وأن البرازيل هى السوق الرياضية القادمة اقتصادياً واستثمارياً وثقافياً واجتماعياً وسياحياً.

نقف عند رقم مهم جداً وهو ما ينفقه الرعاة على الرياضة فى البرازيل، والذى يصل إلى مليار دولار سنوياً، بزيادة 200% عن عام 2005، وهذا تأكيد على الاستقرار الاقتصادى للاستفادة من رعاية الأحداث والبطولات الرياضية فى البرازيل، وتقوم الحكومة فى البرازيل بتسهيل فرص الاستثمار فى الرياضة، وذلك بالاهتمام ببناء وتطوير الملاعب والصالات المغطاة والمراكز الرياضية والملاعب المفتوحة، وتسهيل الإجراءات لتشجيع المستثمرين وخلق الفرص الاستثمارية لهم. إن البرازيل تملك رؤية لقيمة الرياضة اقتصادياً، وتملك شعباً يعشق ممارسة ومشاهدة الرياضة، وتملك شواطئ ومساحات لاستغلالها لانتشار الرياضة، كما تملك مناخاً يساعد على ممارسة الرياضة. إن مصر تملك كل تلك الإمكانيات ونحن على أبواب مستقبل جديد بعد الاستحقاقات التى قررها الشعب من دستور ورئيس ثم مجلس للشعب وشعب يعشق الرياضة ولكن لا يمارسها.

إن الصحة والتعليم والرياضة والثقافة هى الطريق لبناء مستقبل أطفالنا وشبابنا، لأنهم الأمل وهم من سيقودون مستقبل مصر. وبدون وضع الرياضة، من وجهة نظرى، ضمن أولويات الرؤية لدولة نريدها متحضرة تؤثر وبشكل مباشر ليس فقط فى الحالة الصحية والاجتماعية للمجتمع ولكن أيضا تؤثر فى الجانب الاقتصادى والدخل القومى لمصر لما نملكه من موارد طبيعية وبشرية واستثمارية، وتبقى الرؤية السياسية وتوفير المناخ الملائم لتحقيق الحق فى ممارسة الرياضة لجميع شرائح المجتمع دون تمييز كحق على الدولة يكفله الدسـتور ثم توفير مناخ الاستثمار الرياضى للقطاع الخاص من تشريعات وقوانين وبنية أساسية فيما يخص إنشاء المشروعات الاستثمارية والتجارية وتنظيم الأحداث الرياضية ورعاية المنتخبات الوطنية وزيادة التوعية والتثقيف بقيمة الرياضة تجاه المجتمع، ويتحمل تلك المسؤولية جميع مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى والهيئات الرياضية والقطاع الخاص.