بلاتر والمونديال الأخير

ياسر أيوب الخميس 12-06-2014 21:54

شاهدت على شاشة التليفزيون بلاتر مبتسماً وهو يقف فى قصر بلانالتو يسلم رئيسة البرازيل ديلما روسيف كأس العالم الذى من أجل الفوز به بدأ المونديال الحالى.. وشاهدته مبتسماً أثناء تحيته وحفاوته بنجم مصر الكبير والقدير حسن شحاتة.. وشاهدته فى مواقف أخرى كثيرة بنفس الابتسامة التى لم أصدقها.. فلم ينجح بلاتر فى إقناع كثيرين فى العالم بفرحته بانطلاق مونديال جديد.. فالرجل سافر إلى البرازيل تسبقه اتهامات الفساد وفضائح إسناد مونديال 2022 إلى قطر نتيجة رشاوى تلقتها وجوه كثيرة داخل الفيفا وقد تطال فى النهاية بلاتر نفسه.. فمنذ أن نشرت «صنداى تايمز» تحقيقها الضخم قبل أسبوعين عن شبكة الفساد داخل كرة القدم العالمية والذى حفل بعشرات المستندات والأدلة وأوراق رسمية ورسائل إلكترونية ومكالمات تليفونية وشيكات وحسابات بنكية..

بدأت تتوالى التقارير والحقائق وكأنها حبات عقد انفرط.. وقد بدأ كثيرون يشيرون إلى المونديال الحالى كآخر مونديال لبلاتر كرئيس للفيفا الذى لن ينجح فى البقاء بعد كل هذا الفساد سيدا للكرة العالمية.. فقد اقترب موعد رحيله وغيابه حتى إن لم يجر اتهامه رسميا بأى شىء.. وعلى عكس ما كان يتوقع الكثيرون.. فلم يكن بدء المونديال سبباً أو دافعاً لصرف اهتمام الناس عن قضية فساد الفيفا وقطر.. بل الذى جرى كان العكس تماما.. فلم يهتم الناس بالمونديال ونجومه ومنتخباته وانتظار بدء مبارياته.. وإنما كان مونديال الفساد يستهويهم أكثر ويجذب اهتمامهم وانتباههم أكثر من المونديال الحقيقى.. هكذا كتب وعلق كثيرون جدا مثل أندرو جنينجز.. الصحفى الكبير، أحد أهم وأشهر من حاربوا وواجهوا فساد الفيفا وبلاتر.. وعاد أندرو يكتب من جديد ويصرخ مشيراً إلى أن الفساد ليس قطر فقط.. فالمونديال الحالى فى البرازيل هو أيضا صفقة فاسدة بين بلاتر، رئيس الفيفا، وريكاردو تكسيرا الذى كان رئيسا لاتحاد الكرة البرازيلى حين فازت بحق استضافة هذا المونديال..

وقال أندرو إن العالم الآن يشاهد المونديال الذى هو فى الحقيقة مسرحية فاسدة لبلاتر ومسؤولى الفيفا وكثير من مسؤولى الكرة والسياسة فى البرازيل.. وأكد أندرو أن رئيسة البرازيل كان يجب أن تكون أكثر قوة وشراسة فى مواجهة هذا الفساد فلا تسمح مثلا بإعفاء ضريبى فادح وفاضح لكل الشركات المتعاملة مع الفيفا والمشاركة له أو التدخل لتغيير كثير من القوانين والقواعد البرازيلية من أجل المونديال وإرضاء الفيفا وأباطرته الكبار.