عن مهرجان رأس البر للأفلام القصيرة

سمير فريد الأربعاء 11-06-2014 21:40

كنت ومازلت وسوف أظل من الداعين إلى إقامة مهرجان سينمائى فى كل محافظة مصرية على الأقل، فالمهرجان يعنى إنعاش الحياة الثقافية، والعمل على رفع مستوى تذوق الفنون والآداب، خاصة السينما كما يعنى أن توفر المحافظة قاعة عرض مناسبة، وفندقاً مناسباً للضيوف سواء من داخل أو خارج مصر، ومن شأن هذه المهرجانات المساهمة فى الدعاية للسياحة الداخلية والخارجية، بل الدعاية السياسية أيضاً.

ولذلك كله سعدت بإقامة مهرجان رأس البر للأفلام القصيرة فى محافظة دمياط، والتعاون المثمر بين المحافظ محمد عبداللطيف منصور والمخرج السينمائى عمر عبدالعزيز، رئيس المهرجان، الذى عقدت دورته الأولى من 6 إلى 8 يونيو الماضى. وعمر عبدالعزيز من مخرجى السينما المصرية الذين قدموا العديد من الأفلام المتميزة، خاصة الكوميديات بالمعنى الدرامى الصحيح للكوميديا، كما أنه عضو نشط فى نقابة المهن السينمائية، ولم يكن من الغريب أن يتم انتخابه فى مجلس النقابة.

غير أن الفنان والزميل العزيز الذى أعتز بصداقته لم يوفق فى اختيار وقت انعقاد المهرجان أثناء مهرجان الإسماعيلية الدولى السابع عشر والمخصص أيضاً للأفلام القصيرة إلى جانب الأفلام التسجيلية الطويلة، ولم يوفق فى أن تكون مدة انعقاد المهرجان يومين فقط فليس من المعقول أن يتنافس رأس البر الجديد مع الإسماعيلية العريق، وليس من المفهوم إقامة مهرجان لمدة يومين.

مهرجانات السينما مهنة لها أصول وقواعد متعارف عليها، والحد الأدنى لمدة أى مهرجان 7 أو 6 أيام، ومن الممكن بالطبع أن تكون هناك عروض سينمائية لمدة يومين أو حتى يوم واحد، ولكنها فى هذه الحالة لا تسمى مهرجاناً، والمهرجان الذى لا يحقق الأهداف المذكورة فى بداية هذا المقال لا داعى لإقامته، واستخدام كلمة مهرجان فى عنوانه.

وبعض الناس تقول أحسن من لا شىء، ولكن الحقيقة أن لا شىء أحسن، وفى العالم مهرجانات للسينما تكاد لا تحصى وعددها بالآلاف، والأسلوب المتبع فى كل الدول أن يحصل كل مهرجان على الترخيص بإقامته من المركز الوطنى للسينما بغض النظر عن الدعم المالى من عدمه، وإنما لضمان اتباع الأصول المهنية، وحتى لا يؤثر بالسلب على المهرجانات الأخرى التى تتبع هذه الأصول، وهذا ما نتمناه لمهرجان رأس البر فى دورته الثانية العام المقبل إن شاء الله.

samirmfarid@hotmail.com