هو الإسكندر الأكبر أوالإسكندر الثالث والإسكندر المقدوني، وهو مولود في 20 أو 21 يوليو 356 ق.م بمقدونيا، وكان أبوه متزوجًا بسبع أو ثمانية نساء،إلا أن أوليمپياس كانت المفضلة لديه وأقربهنّ إليه لفترة من الزمن لإنجابها لوريث ذكر له، هو الإسكندر.
تربّى الإسكندر على يد مرضعة وخادمة تُدعى «لانيك»، وهي شقيقة كليتوس الأسود، أحد القادة المستقبليين في جيش الإسكندر وفي وقت لاحق، تتلمذ الإسكندر على يديّ ليونيدس الإيپروسي، وهو أحد أقارب أمه، وقد نشأ الإسكندر نشأة الشباب المقدونيين النبلاء، فتعلّم القراءة والكتابة، وعزف القيثارة، وركوب الخيل، والمصارعة، والصيد.
وعندما بلغ عامه العاشر، أحضر أحد التجار حصانًا مطهمًا إلى الملك فيليپ وحاول الملك ركوب الحصان الذي استعصي ركوبه على الجميع فأمر الملك بذبحه غير أن الإسكندر طلب من والده أن يسمح له بمحاولة ترويضه وركوبه فقبل فيليپ وسمح لولده أن يحاول فنجح فاشترى الحصان ومنحه لولده ولازم هذا الحصان الإسكندر طيلة أيام حياته وحمله في أغلب غزواته.
ولما بلغ الإسكندر الثالثة عشرة من عمره، كلف أبوه الفيلسوف أرسطو ليلقنه الفلسفة والمعارف البشرية المختلفة أنهى الإسكندر تعليمه في سن السادسة عشرة.
غادر والده فيليپ ليشن حربًا على بيزنطة، فترك شؤون الحكم في بلاده إلى ابنه الشاب، فحكم الإسكندر بالنيابة عن والده بصفته وليًا للعهد وبعد مغادرة فيليپ، ثارت القبائل الميدية التراقية على الحكم المقدوني مستغلة حداثة سن الإسكندر وعدم درايته بالشؤون السياسية والحربية، لكن الأخير فاجأهم، ورد عليهم ردًا قاسيًا، فأجلاهم عن مناطقهم ووطن فيها أغريقًا.
وبعد عودة فيليپ، أُرسل الإسكندر على رأس قوة عسكرية صغيرة إلى جنوب تراقيا لإخضاع الثورات القائمة فيها وفي 336 ق.م، كان فيليپ قد توجه إلى إيجة لحضورحفل زفاف ابنته كليوپاتراعلى إسكندر الأول ملك إيپروس فاغتاله قائد حرسه الشخصي، وتم قتل الجاني فورًا وبعد مقتل فيليپ بايع النبلاء الإسكندر ملكًا على عرش مقدونيا وقائدًا عامًا لجيشها، وهو لم يتخط العشرين من عمره.
بدأ الإسكندرعهده بإبادة خصومه وتوالت غزواته وفتوحاته الإسكندر أبوابها للإسكندر واستقبلته كمنقذ فاستولي على صور، وخضعت معظم المدن والبلدات الشامية للإسكندردون قتال، أثناء مروره بها متجهًا إلى مصر فيما فتحت مدينة القدس أبوابهاسلمًا للإسكندر فدخلها دون مقاومة،إلى أن وصل إلى الفرم ابوابة مصر الشرقية، في خريف 332 ق.م، ولم يجد مقاومة من المصريين ولا من الحامية الفارسية عند الحدود ففتحها بسهولة.
عبر النيل ووصل إلى العاصمةمنف،فاستقبله أهلها كمحرر منتصر، ثم سار بقواته بحذاء الفرع الكانوبي للنيل، متجهًا إلى ساحل البحر المتوسط، وحط رحاله بالقرب من بحيرة مريوط، وراعه أهمية المكان المحصور بين البحيرة والبحر المتوسط، ووجد في المكان قرية صغيرة تُسمى«راكودة»، وكلف أحد معاونيه ويدعى «دينوقراطيس»ليشرف على بناء مدينة في هذا المكان تحمل اسم القائد المقدوني وهي الإسكندرية،التي قُدّر لها أن تصبح عاصمة مصر لاحقًا خلال عهد البطالمة.
وفي معبد آمون في واحة سيوة توج المصريون الإسكندر فرعونًا على مصروسُمي ابنًا لكبير آلهته وألبسوه تاجه وشكله كرأس كبش ذوقرنين فلقب بذلك«الإسكندرذوالقرنين»ومنذ ذلك الحين،أخذالإسكندريزعم بأن زيوس-آمون هو والده الحقيقي ثم رجع إلى منف.
وقبل مغادرته مصرحرص على أن ينظم البلاد تنظيمًا دقيقًا فأبقي على النظم المصرية القديمةوتنويع الحكم بين المصريين والإغريق الذين وضع بين أيديهم السلطة العسكرية والمالية،وأبقى للمصريين السلطة الإدارية،ووزع السلطات بالتساوي،ولم يعين حاكمًا عامًا مقدونيًاوأبقى على منف عاصمةً لها.
وقبل أن يغادرمصر، أوصى موظفيه بالقيام ببعض الإصلاحات للمعابد وتجديد معبدالكرنك، وكان الإسكندر قد ورث عن أبيه مملكة متينة الأساس وجيشًا قويًا وحقق أهداف أبيه التوسعيّة، وانطلق في 334 ق.م في حملة على بلاد فارس، فتمكن من دحر الفرس وطردهم خارج آسيا الصغرى.
ثم شرع في انتزاع ممتلكاتهم الواحدة تلو الأخرى في سلسلة من الحملات العسكرية دامت عشرسنوات تمكن الإسكندرمن كسرالجيش الفارسي وتحطيم القوة العسكرية للإمبراطورية الفارسية الأخمينية وتمكن من الإطاحة بالشاه الفارسي داريوش الثالث، وفتح كامل أراضي إمبراطوريته.
وقد توفي في مدينة بابل«زي النهاردة» في 10 يونيو 323 ق.م، عن 32 سنة في بابل وقد تمكن الإسكندرخلال غزواته من خلط الثقافة الإغريقية الهلينية بالثقافات الشرقية المختلفة للشعوب الخاضعة له، كما أسس أكثر من عشرين مدينة تحمل اسمه في أنحاء مختلفة من إمبراطوريته، أبرزها وأشهرها هي مدينة الإسكندرية في مصر.