لها حلية من الذهب تتصل بسلسلة ومشبك.. شكلها سداسي كنجمة.. محلاة بزهرات من الطراز الفرعوني وبأحجار الفيروز والياقوت.. في وسطها رسم بارز يمثل رمز النيل موحدًا بين الشمال الذي يمثله «البردي»، وبين الجنوب ممثلا في «اللوتس».. إنها قلادة النيل..
وقد سجل اسم المستشار عدلي منصور في قائمة طويلة نالت تلك القلادة التي تعد أعلى وسام مصري، بعدما أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي أول قراراته بمنحه إياها، لدوره التاريخي في إدارة المرحلة الانتقالية.
وقلادة النيل يحصل عليها من قدّم خدمات «جليلة» للوطن، ويعود تاريخها إلى عام 1915، في عهد السلطان حسين كامل، ويختص رئيس الجمهورية بمنحها وفقًا للقانون رقم ٥٢٨ لسنة ١٩٥٣ المعدل بالقانون رقم ١٢ لسنة ١٩٧٢، حيث تهدى لرؤساء الدول ولأولياء العهود ولنواب الرؤساء، ولها المقام الأول بين الأوسمة المصرية.
وتضمن قلادة النيل لحائزها جنازة عسكرية، كما ضمنت له أعلى تكريم من الدولة في حياته، وبموجب القانون المنظم لها يحصل عليها رؤساء مصر بحكم مناصبهم.
وشكلها عبارة عن سلسلة من الذهب تتعاقب فيها 3 وحدات مربعة الشكل من الذهب المحلى بالميناء، تحوي رموزًا فرعونية الطراز، وتتكرر الوحدات الثلاث على التوالي، الأولى ترمز إلى حماية البلاد من الشرور، والثانية ترمز إلى الرخاء والسعادة التي يجلبها النيل، والثالثة ترمز إلى الخير والدوام، وتتصل كل وحدة بالأخرى بزهرة من الذهب في شكل دائري، محلاة بأحجار الفيروز الأزرق والياقوت الأحمر، وتثبت أركانها في فرعي السلسلة.
ومُنحت قلادة النيل لعدد من الشخصيات، التي أثرت الحياة المصرية بأعمالها، فمنحها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إلى عزيز المصري، أحد قادة الجيش المصري قبل ثورة يوليو 1952، وعميد الأدب العربي، الدكتور طه حسين، عام 1965، كما مُنحت لرائد الاقتصاد المصري طلعت حرب.
وعلى المستوى الفني كان من بين الحاصلين عليها موسيقار الأجيال، محمد عبدالوهاب، وكوكب الشرق، أم كلثوم، وفي مجال الأدب فكانت من نصيب الكاتب الكبير توفيق الحكيم، والروائي العالمي نجيب محفوظ، عام 1988.
كما حصل عليها العالِم الدكتور أحمد زويل، عام 1999، فضلًا عن الدكتور محمد البرادعي، عام 2006، والدكتور مجدي يعقوب.
ومن الشخصيات الدينية، التي نالت قلادة النيل، الشيخ جاد الحق على جاد الحق، شيخ الأزهر الأسبق، والبابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
ولا يقتصر منح قلادة النيل على الشخصيات المصرية فحسب، بل من أشهر الذين حصلوا عليها من خارج البلاد، الزعيم الجنوب، أفريقي نيلسون مانديلا، والملكة الإنجليزية، إليزابيث الثانية، والإمبراطور الياباني أكيهيتو.
وبعد ثورة 25 يناير، منح الرئيس الأسبق، محمد مرسي، قلادة النيل، لوزير الدفاع الأسبق، محمد حسين طنطاوي وزكريا محيي الدين، فضلًا عن حصول اسم محمد نجيب ومحمد أنور السادات وسعد الدين الشاذلي، عليها. وأصبح «منصور» أول الحاصلين عليها في عهد الرئيس السيسي.