إدارة أوباما تعيد «القوة الناعمة» للخدمة.. وتنهى «الحرب الاستباقية»

السبت 29-05-2010 00:00

أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن بلادها تستعمل قوتها بطرق جديدة تعتمد على التأثير بشكل غير مباشر وذلك بعد ساعات من كشف إدارة الرئيس باراك أوباما عن استراتيجية جديدة للأمن القومى، تنهى بمقتضاها عقيدة الرئيس السابق جورج بوش، الخاصة بالحرب الاستباقية القائمة على القوة العسكرية، وهو ما يعيد «القوة الناعمة» رسميا إلى الخدمة.

قالت هيلارى كلينتون «إن بلادها ليست أقل قوة لكنها بحاجة لممارسة قوتها بطرق مختلفة، وهى فى طور التحول من الاستخدام والتطبيق المباشر للقوة إلى مزيج من القوة والنفوذ غير المباشرين أكثر تطورا وصعوبة».

وبخصوص ما سمته «القوة الذكية»، أضافت: «على الولايات المتحدة موازنة ودمج جميع عناصر قوتها من دفاع ودبلوماسية وتنمية، وكذلك قوتها الاقتصادية وقوة نموذجنا». ونبهت الوزيرة الأمريكية إلى أن مثل هذه الاستراتيجية الجديدة تتطلب فضلا عما سبق، «الدبلوماسية المتأنية والصبورة». غير أنها حذرت من أن عجز الميزانية والدين فى الولايات المتحدة يشكلان تهديدا للقوة الدبلوماسية لهذا البلد على المدى البعيد.

وأضافت، ردا على سؤال فى معهد بروكنجز «لا يمكننا الحفاظ على هذا المستوى من التمويل بالعجز والدين دون خسارة نفوذنا»، مشيرة إلى أن من شأن ذلك أن يؤثر على «القرارات الصعبة التى يتعين علينا أن نتخذها». وفى كلمة لمناقشة مبادئ الأمن القومى الجديدة للإدارة الأمريكية قالت كلينتون مضيفة: «إن الديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية لا تزال أمورا محورية بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية».

كانت إدارة أوباما كشفت، أمس الأول، عن تخليها عن مصطلح «الحرب على الإرهاب» وتركيزها على ما يوصف بـ«الإرهاب الداخلى»، وذلك فى استراتيجيتها الجديدة للأمن القومى. وتضمنت الاستراتيجية نبذا ضمنيا لمبدأ الحرب الاستباقية ضد ما يسمى الإرهاب. ونصت الوثيقة على أن الولايات المتحدة ليست فى حالة حرب عالمية على «الإرهاب» أو على «الإسلام» بل هى حرب على شبكة محددة هى تنظيم القاعدة و«الإرهابيين» المرتبطين به.

وتنهى هذه الاستراتيجية سياسة عهد بوش بإعادة تشكيل النظام العالمى من خلال استخدام القوة الأمريكية، وتقر بزيادة دور روسيا فى العالم وظهور قوى جديدة مثل الصين والهند. وكان بوش استهدف فى استراتيجيته للأمن القومى فى 2006 الإرهاب كمفهوم بشكل أكثر تحديدا، معلنا أن «الحرب على الإرهاب لم تنته».

ويعرف الخبير العسكرى والاستراتيجى الأمريكى جوزيف ناى القوة الناعمة بأنها القدرة على التوصل إلى الغاية المطلوبة من خلال جذب الآخرين، وليس باللجوء إلى التهديد أو الجزاء. وهذه القوة تعتمد على الثقافة، والمبادئ السياسية، والسياسات المتبعة. وإذا تمكنت من إقناع الآخرين بأن يريدوا ما تريد، فلن تضطر إلى إنفاق الكثير بتطبيق مبدأ العصا والجزرة لتحريك الآخرين فى الاتجاه الذى يحقق مصالحك.

كان الرئيس الأمريكى قال فى خطاب أدائه القسم فى يناير 2009 إن القوة وحدها غير قادرة على حماية أمريكا، وأكد الحاجة إلى إعادة بناء التحالفات على الساحة العالمية والعمل من خلال المنظمات الدولية التى بنتها أمريكا وحاول بوش تدميرها. إنها بالتأكيد دعوة لإعادة الاعتبار إلى العولمة السياسية والاقتصادية وأدوات «القوة الناعمة» التى خدمت مصالح واشنطن.

فى المقابل، نشرت مؤسسة الملاحم، الجناح الإعلامى لقاعدة الجهاد فى جزيرة العرب، تسجيلا مصورا بعنوان «أمريكا والفخ الأخير»، جاء فيه أن أسباب الصراع مع ما سمته «الغرب الصليبى» لاتزال قائمة. وتضمن التسجيل حديثا للقيادى عثمان الغامدى قال فيه إن الغارات التى استهدفت قرية المعجلة فى محافظة أبين قبل أشهر، نفذتها طائرات أمريكية بمساعدة من الحكومة اليمنية.

كما تضمن صور قياديى القاعدة اللذين قتلا فى الغارات على أبين وشبوة، واشتمل على حديث مطول للقيادى قاسم الريمى شن فيه هجوما شديدا على الحكومة اليمنية وحكومات دول الخليج وأشاد بالعملية التى نفذها الضابط الأمريكى نضال حسن فى قاعدة فورت هود، ومحاولة النيجيرى عمر الفاروق تفجير الطائرة الأمريكية. واختتمت الملاحم تسجيلها بصور تظهر النيجيرى عمر الفاروق عبدالمطلب جنبا إلى جنب مع القيادى محمد بن عمير فى أحد معسكرات التدريب.