رغم مسيرته المتوسطة في التصفيات واستعداداته الهزيلة والتوقعات غير المتفائلة من الخبراء، يرغب منتخب كوريا الجنوبية في تحقيق النجاح مجددا ببطولات كأس العالم من خلال نسختها الجديدة التي تستضيفها البرازيل منتصف العام الحالي.
ويسعى المنتخب الكوري إلى عبور الدور الأول «دور المجموعات» وبلوغ الدور الثاني على الأقل.
وخمدت الانتعاشة الكروية التي أثارها وصول الفريق للمربع الذهبي بمونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان سريعا ولكن الاهتمام بالمنتخب الكوري في هذا البلد ظل هائلا.
وخلال مشاركة الفريق في المونديال البرازيلي هذا العام، سيتابع الملايين من الكوريين بلا شك مباريات الفريق عبر شاشات التلفزيون وأمام شاشات العرض العملاقة في الميادين انتظارا للاحتفال بفريقهم في حالة تأهله إلى الأدوار الفاصلة في البطولة.
كما ينتظر أن يسافر عدد من أعضاء نادى مشجعى كوريا الجنوبية خلف الفريق المعروف بلقب «محاربو تايجوك» إلى البرازيل رغم أن تكاليف هذه المغامرة تبلغ نحو 8300 دولار تشمل ثمن تذاكر مباريات الفريق في البطولة.
وقال بان وو ريونج، المتحدث باسم نادي «ريد ديفلز لمشجعي المنتخب الكوري»، إن 150 عضوا بالنادي الذي تأسس في 1996 سيسافرون خلف الفريق لتشجيعه ومساندته في البطولة.
كما سيسافر بان البالغ «43 عاما» بنفسه إلى البرازيل حيث يغمره التفاؤل بأداء الفريق في المونديال المرتقب.
وقال «بان»: «نعتقد أن الفريق سيعبر مرحلة المجموعات ويمكنه بلوغ دور الثمانية بالبطولة»، معربا عن اعتقاده بأن منتخب كوريا الجنوبية يتمتع بروح جيدة وعلى استعداد لبلوغ دور الثمانية للمرة الأولى في بطولات كأس العالم خارج أرضه.
ولكن هذه التوقعات لا تجد رواجا حقيقيا لدى الخبراء رغم كون المنتخب الكوري هو الأكثر نجاحا من بين جميع المنتخبات الآسيوية حتى الآن على مدار تاريخ بطولات كأس العالم.
ولا يتوقع الخبراء بالتأكيد أن يكرر المنتخب الكوري إنجاز 2002 عندما احتل الفريق المركز الرابع في البطولة.
ولكن هذا الفريق الذي يقوده المدرب الوطني وأسطورة كرة القدم الكورية هونج ميونج بو على استعداد دائما لتفجير المفاجآت.
ويشارك المنتخب الكوري الجنوبي في النهائيات للمرة التاسعة في تاريخه ولكن تأهله للمونديال البرازيلي لم يكن سهلا حيث كان فارق الأهداف هو طريق الفريق لحجز بطاقة التأهل على حساب منتخب أوزبكستان في نفس المجموعة التي تصدرها المنتخب الإيراني.
وتولى هونج أحد نجوم المنتخب الكوري سابقا مسؤولية تدريب الفريق في يونيو 2013 بعد حسم تأهل الفريق للنهائيات مباشرة حيث ترك مواطنه تشوي كانج هي المسؤولية في أعقاب التأهل مباشرة.
كما جاءت جولة الفريق في الولايات المتحدة خلال يناير وفبراير لتثير مزيدا من القلق بين أنصار المنتخب الكوري قبل شهور قليلة على انطلاق فعاليات المونديال بسبب النتائج المتواضعة للفريق في هذه الجولة حيث فاز «1/صفر» على منتخب كوستاريكا وخسر «صفر/4» أمام المكسيك و«صفر/2» أمام المنتخب الأمريكي.
وحافظ المدرب هونج على هدوئه وأكد على أن اللاعبين بذلوا قصارى جهدهم. وقال «كان معسكرا تدريبيا تعلمنا فيه الكثير وتحسن مستوانا».
وفي آخر مباراة ودية سابقة خاضها المنتخب الكوري ضمن استعداداته للمونديال البرازيلي ، حقق الفريق الفوز على نظيره اليوناني «2/صفر» في عقر داره بالعاصمة أثينا في الخامس من مارس الماضي ليعيد هذا الفوز بعض الأمل للفريق.
والأكثر من هذا، عزز المنتخب الكوري صفوفه في اللقاء باللاعبين المحترفين في الاندية الاوروبية والذين غابوا عن جولة الفريق الأمريكية.
ويأمل المنتخب الكوري في عبور الدور الأول بالمونديال للمرة الثالثة في تاريخه.
ويمثل خط الوسط إحدى نقاط القوة في المنتخب الكوري، بينما يبدو الهجوم هو نقطة الضعف الواضحة بالفريق.
ويخوض المنتخب الكوري فعالايت الدور الأول بالمونديال البرازيلي ضمن المجموعة الثامنة الصعبة التي تضم معه منتخبات روسيا وبلجيكا والجزائر.
ويعلق المشجعون في كوريا الجنوبية آمالهم على روح الفريق والرغبة الشديدة لدى اللاعبين في التألق والنجاح وهي العناصر التي قدمت دفعة هائلة إلى منتخبات كوريا الجنوبية في الماضي.
وحتى إذا قدم الفريق أسوأ مما هو متوقع له في المونديال البرازيلي، يمكن للمنتخب الكوري أن يثق في أنه سيظل الفريق المفضل لدى الكوريين خاصة وأن الدوري الكوري ليس على ما يرام في الفترة الحالية حسبما يرى كيم.