متى يتكلم المشير طنطاوى؟

ياسر أيوب الخميس 05-06-2014 21:48

وسط زحام وصخب الحياة فى مصر الآن.. ما بين رئيس ألقى خطاب وداع شديد الصدق والرقى، ورئيس جديد يستعد ليتسلم مهمته بكل طموحاته الشخصية ورهانات الناس على نجاحه فى استعادة مصر وإعادة بنائها.. لم ينتبه الكثيرون لما قاله المدرب الكبير حسن شحاتة حين أكد أن إقالته من منصبه كمدير فنى لمنتخب مصر كان طلبا من المشير حسين طنطاوى وقت أن كان رئيسا للمجلس العسكرى الأعلى يدير كل شؤون الحكم فى مصر.. ولم يكن شحاتة وحده وإنما أكد ذلك أيضا سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة فى ذلك الوقت.. وقال زاهر إنه بعد انتهاء مباراة مصر وجنوب أفريقيا.. يونيو 2011.. بالتعادل وخروج مصر من تصفيات نهائيات أمم أفريقيا.. استدعاه المشير طنطاوى الذى كان فى مقصورة استاد الكلية الحربية وقال له إنه آن أوان التغيير.. وعاد زاهر إلى مجلس إدارة اتحاد الكرة الذى وافق بالإجماع على طلب المشير طنطاوى بإقالة حسن شحاتة.. وعلى الرغم من الإحساس بأن كلاً من شحاتة وزاهر يقولان ما حدث بالفعل وليست لهما أى مصلحة فى الادعاء على رجل بات خارج السلطة.. إلا أنها تبقى فى النهاية رواية من طرف واحد.. أى ناقصة وغير مكتملة طالما بقى المشير طنطاوى صامتاً.. وأعرف أن المشير طنطاوى لن يتكلم سواء للرد أو التعليق على ما قاله شحاتة وزاهر أو فيما يخص أى روايات وحكايات أخرى أهم وأخطر وأعمق تخص مصر نفسها فى واحد من أصعب وأغرب أوقاتها.. ولا أملك الآن إلا أن أطالب المشير طنطاوى بالكلام مع كامل تقديرى واحترامى لكل ما عاناه وتحمله الرجل من اتهامات ظالمة وكاذبة وجارحة، ولايزال البعض يصر عليها رغم تعدد شهادات براءة طنطاوى التى جاءت من خارج مصر وداخلها.. فإن كان لايزال صعبا أن يحكى طنطاوى الآن عن كواليس وأسرار تلك الفترة التى أدار فيها مصر المجروحة والتائهة.. فبإمكانه على الأقل أن يحكى عن كرة القدم التى يعشقها.. وهل صحيح أنه أفرط فى استخدام الجيش لكرة القدم كجزء من رغبته فى تأسيس جمهورية الضباط فى مصر؟.. وهل كان شاهدا على الاستخدام السياسى لكرة القدم، والذى بلغ أوجه فى السنوات الأخيرة من حكم مبارك؟.. وهل صحيح أنه رفض تطبيق المادة 18 من قانون الفيفا فى مصر ليبقى الجيش محتفظا بثلاثة أندية عسكرية تلعب فى الدورى الممتاز؟.. وما هى إجاباته وردوده ورؤيته حول مأساة استاد بورسعيد؟.. ولست هنا أفتش عن حكايات جديدة ومثيرة بدافع الفضول، إنما أحب فقط أن يسكت كل هؤلاء الذين تحدثوا كثيرا باسم طنطاوى سواء فى أمور مصر وثورتها وجيشها أو حتى كرة القدم وملاعبها وأنديتها.. ولأننا أيضا نحتاج لكشف كل الخبايا، ووضع حدود جديدة وصارمة ودائمة تمنع أى استخدام سياسى جديد للكرة أو اختيار أو إقالة أى مدرب مرة أخرى بقرار سيادى.