برانديللي..نموذج للمثالية ومصدر للتفاؤل ينعش آمال «الآزوري»

كتب: الألمانية د.ب.أ الإثنين 02-06-2014 23:14

في بلد مثل إيطاليا شهد ثلاثة رؤساء للوزارة غير منتخبين في أقل من عامين و68 حكومة تعاقبت على حكم البلاد في آخر 70 عامًا ، تكون هناك الكثير من الأسباب للشعور بالتشاؤم.

ورغم هذا ، لا يشعر تشيزاري برانديللي المدير الفني للمنتخب الإيطالي الآزوري، بأي نوع من التشاؤم.

وأراد برانديللي، 56 عامًا في الماضي أن يصبح مهندسًا معماريًا ولكنه كان لاعبا لكرة القدم.

ويتحدث برانديللي، كقس ولكنه يبدو كعارض أزياء بحلته الأنيقة ورباط العنق ومثبت الشعر.

وتولى برانديللي، مهمة تدريب الآزوري، بعد الكارثة التي تعرض لها الفريق في بطولة كأس العالم الماضية 2010 بجنوب أفريقيا والتي خاضها للدفاع عن لقبه العالمي ولكنه خرج صفر اليدين من الدور الأول للبطولة تحت قيادة المدرب مارشيلو ليبي.

وكانت مهمة برانديللي، هي إعادة الحياة إلى الفريق. وبدأ هذا المدرب عمله مع الفريق في ظروف صعبة لكنه عمد إلى تغييرات جذرية حيث توارى تحت قيادته أسلوب اللعب الذي اشتهر به الآزوري، لفترات طويل والذي اشتهر بلقب الكاتيناتشيو، والذي يعتمد على الأداء الدفاعي بشكل مكثف.

وقال برانديللي، إنه يفضل الفوز 4/3، على الفوز 1/صفر مشيرًا إلى أن ما يهمه هو أن يقدم فريقه أداءًا هجوميًا ويهز الشباك بأكبر عدد من الأهداف حتى إذا اهتزت شباك الفريق بعدد من الأهداف أيضًا.

وأوضح برانديللي ، في مقابلة مع صحيفة «إل كورييري ديلا سيرا» الإيطالية: «لا يجب أن نخشى من مشاعرنا. الضعف والقابلية للانكسار والوهن جزء منا».

ويمتلك برانديللي، أيضًا وصفة ليستخرج من مهاجمه غير المروض ماريو بالوتيللي، أفضل شيء ممكن حيث يشير برانديللي، لهذه الوصفة قائلًا يحتاج للحب.

ويتميز برانديللي، بنزعته المثالية ففي الثامنة عشر من عمره ، التقى مانويلا كافي التي كانت في الخامسة عشر من عمرها آنذاك ، وتزوجها وأنجبا طفلين ولم ينفصلا حتى وفاتها في 36 نوفمبر 2007 عن عمر يناهز 45 عاما متأثرة بمرض السرطان.

وترك برانديللي، فريق روما بعد أسابيع قليلة من التعاقد معه ليكون إلى جوار زوجته ويرعاها خلال تلقيها الجلسات الصعبة للعلاج الكيميائي.

وقال برانديللي في 2008 ، في مقابلة اتسمت بالصراحة الفائقة مع صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية: «اندهش كثيرون. لكن بالنسبة لي ، كان قرارا طبيعيا. كرة القدم تروع أحيانا من الأمور الطبيعية».

وفي ذلك الوقت ، ظن برانديللي، أنه لن يرتبط مجددًا بأي علاقة مع سيدة أخرى. ولكنه سيسافر إلى البرازيل ، للمشاركة في المونديال البرازيلي ، بصحبة صديقته التي ستقيم معه في مانجاراتيبا بالقرب من ريو دي جانيرو، حيث سيشهد معسكر الآزوري هناك تواجد زوجات وصديقات وأطفال أي من اللاعبين الـ23 بالفريق أو أعضاء الطاقم التدريبي.

وقال برانديللي: «كل الأشياء الجديدة تفاجئ المتحفظين وقليلي التحمل والصبر. الأمر لن يمنع اللاعبين من التركيز. على العكس ، سيعمل اللاعبون بشكل أفضل. العائلات والأطفال يخففون من حدة التوتر لدى اللاعبين».

ورغم هذا ، سيحظر على اللاعبين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي عبر الانترنت خلال تواجدهم في المعسكر البرازيلي ، طبقا لقرارات برانديللي.

وفي ظل نزعته المثالية ، وقبل كل هذا النتائج الجيدة التي يحققها مع الفريق (كوصيف للبطل في كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2012) والمركز الثالث في كأس العالم للقارات 2013) ، نال برانديللي الاحترام الهائل في إيطاليا.

وصاح المشجعون المنتمون لليمين المتطرف من المدرجات قبل عامين ليس هناك إيطاليون ببشرة سوداء، حيث كانت الهتافات موجهة إلى بالوتيللي خلال إحدى المباريات.

والآن ، ما من أحد يمكنه التشكيك في مهارة بالوتيللي نجم هجوم ميلان والآزوري والنجم الذي يتخذه الأطفال الإيطاليون مثلًا أعلى لهم.

وقال برانديللي ، عن ثنائية بالوتيللي في شباك المنتخب الألماني بالمربع الذهبي لبطولة يورو 2012: «للمرة الأولى في تاريخ المنتخب الإيطالي ، يقود لاعب ذو بشرة سوداء المنتخب الإيطالي لقهر ألمانيا».

وأضاف برانديللي ، إلى صحيفة إل كورييري ديلا سيرا الإيطالية: كل شيء كان حاضرا في هذه المباراة. كل شيء. الأطفال تفهموا هذا. ونحن البالغون ما زلنا نتجادل بشأن الإيطاليين الجدد».

ويثق اللاعبون في فلسلفة المنتخب الإيطالي الجديدة والقائمة على اللعب الجيد واتخاذ المبادرة والاستحواذ على الكرة.

كما يتقبل اللاعبون الميثاق الأخلاقي الذي وضعه برانديللي بمجرد توليه المسؤولية والذي يعمد إلى معاقبة أي انتهاكات من لاعبي الفريق سواء كانت خلال تواجدهم مع المنتخب أو مع أنديتهم.

ولم يفلت من العقوبات أي لاعب ، طبقا لهذا الميثاق ، أي لاعب يصدر منه انتهاكا بما في هذا النجوم الكبار مثل دانييلي دي روسي.

وقال برانديللي: «لاعبو كرة القدم بمثابة المرجع. إذا ارتديت قميص المنتخب الوطني ، عليك أن تكون جديرا به. إذا بصقت أو رفضت استلام ميدالية أو ضربت منافسا برسغ اليد ، فإنك لا تستحق هذا القميص فى تلك اللحظة".

ويرى برانديللي ، في 2011 عندما تدرب على ملعب صادرته السلطات من المافيا في كالابريا ، أن فريقه يواجه مهمة تتجاوز المنافسة في الملعب ونتائج المباريات. وقال: «المنتخب الوطني لا يتعين عليه فقط أن يكون رمزا للعب النظيف ولكن عليه أيضا أن يقدم شيئا مهما للمجتمع المدني وأن يكون مرجعا نموذجيًا».

تشيزاري برانديللي، المدير الفني للمنتخب الإيطالي.

صورة أرشيفية لتشيزاري برانديللي، المدير الفني للمنتخب الإيطالي.

برانديلي

المدير الفنى للمنتخب الإيطاتلى سيزار برانديللي