الرئيس سيرجيو راموس

ياسر أيوب الجمعة 30-05-2014 22:09

لم تكن صحيفة ماركا الرياضية الإسبانية الشهيرة مضطرة للحديث عن الانتخابات الرئاسية المصرية تاركة تلك المهمة لصحف ومجلات سياسية إسبانية كثيرة جدا.. إلا أن بعض شباب مصر أجبروا الصحيفة الإسبانية على ذلك، بعدما قرر هؤلاء الشباب ممارسة حقهم الدستورى فى التصويت، لكنهم داخل اللجان لم يختاروا المشير السيسى أو حمدين صباحى وإنما اختاروا النجم الإسبانى الكبير سيرجيو راموس، مدافع ريال مدريد، رئيسا لمصر.. وتحت عنوان «راموس رئيسا لمصر» كتبت الصحيفة الإسبانية عن هؤلاء الشباب فى مصر الذين لم يقنعهم السيسى أو الصباحى فاختاروا راموس.. وعلقت الصحيفة قائلة إن راموس أنقذ ريال مدريد فى اللحظات الأخيرة فى النهائى الأوروبى أمام أتلتيكو مدريد.. فهل تحتاج مصر مثل الريال لرئيس مثل راموس ينقذها فى اللحظات الأخيرة؟

.. وإذا كان الأمر كله قد تحول إلى مجرد نكتة فإنها نكتة لا تثير إلا القليل من الضحك والكثير جدا من الأسى.. فهؤلاء الذين دخلوا اللجان واختاروا سيرجيو راموس أو محمد أبوتريكة أو كريستيانو رونالدو أو فلورنتينو بيريز، رئيس نادى الريال، أو ستيفن جيرارد.. وحرصوا على تصوير بطاقات تصويتهم ليضعوا تلك الصور لاحقا عبر مواقع التواصل الاجتماعى..

وقد يعارضنى أحد واصفا ذلك بأنه الاحتجاج من باب السخرية السياسية وتأكيد عدم احترام ما يجرى وعدم قبوله أيضا، إلا أننى لا أراه كذلك بل هو استمرار لمسلسل خلط الأوراق والأفكار والمعانى والأدوار على الطريقة المصرية.. فأنا أحترم الذى ذهب ومنح صوته للسيسى أو صباحى.. وأحترم أيضا رغم اختلافى معهم هؤلاء الذين قاطعوا ولم يذهبوا غير مقتنعين بالأمر كله.. وأحترم كذلك الذين ذهبوا وأبطلوا صوتهم فى هدوء دون حرص على تصوير ذلك ليجروا بسرعة ويضعوا الصور أمام الأصدقاء إثباتا لخفة الدم.. ومن الواضح أن أصحاب نكتة سيرجيو راموس ليسوا من شباب السياسة أو شباب الثورة وإنما هم من عشاق كرة القدم ومتابعيها الذين يختصرون الحياة كلها فى شكل ملعب كرة فيه فائز ومهزوم ونجوم وصعاليك وفرحة وفوضى.. وبهذه المناسبة أود التوقف أمام رياضيين أعلنوا بوضوح تأييدهم للمشير السيسى.. لا أتوقف معترضا على ذلك بل أراه من حقهم تماما.. لكننى فقط أود لفت انتباههم جميعا إلى أوقات سابقة كانت فيها نفس تلك الوجوه تصرخ زاعقة تنادى بالموت الزؤام أو الفصل التام بين السياسة والرياضة.. ثم فوجئت بهم فى الانتخابات الأخيرة يلغون أى حواجز وفواصل اخترعوها سابقا للفصل بين السياسة والرياضة.