إيناس عبدالدايم: فترة حكم الإخوان خدمت الأوبرا أكثر مما أضرتها (حوار)

كتب: سحر المليجي الجمعة 30-05-2014 07:53

قالت الدكتورة إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية، إن الأحداث المؤلمة التى مرت بمصر خلال حكم الإخوان، خدمت الأوبرا أكثر مما أضرتها، حيث وعى الناس أهمية الفنون والثقافة بعد نهاية تلك الفترة، واكتسبت الأوبرا جمهورا جديدا.

وأضافت فى حوار لـ«المصري اليوم»، أن إصرار دار الأوبرا على استمرار عروضها الفنية في ظل الأحداث السياسية الساخنة، كان هدفه توصيل رسالة للعالم بأن مصر آمنة، وأن بعض ما يتم نقله للعالم عن مصر كان غير حقيقى، وإلى نص الحوار:

■ ما رأيك فى الانتخابات الرئاسية؟

ـ الانتخابات الرئاسية كان مشهدها عظيمًا، وأكدت أننا لسنا ضمن العالم الثالث، بل إننا أمام شعب واع ٍ يسعى لرسم مستقبله وأخرجت المصريين إلى حالة الفرح التى غابت عنهم خلال الفترة الماضية، وكنت سعيدة بمنظر المصريين الذين حرصوا على المشاركة، لينقلوا مصر إلى حالة الأمل فى المستقبل، وهو ما جعلنى أشعر بالفخر أننى مصرية وسيدة، بعد أن أثبتت المرأة المصرية أنها المحرك الرئيسى للثورة، وهى التى تدفع البلاد نحو الاستقرار.

■ كيف ترين فوز السيسى وخسارة حمدين؟

ـ السيسى يحظى بشعبية كبيرة، وهو ما ظهر فى تأييد الملايين له، وفقًا لنتيجة الانتخابات، وشاهدنا حب الناس له من خلال الصور التى حملها المواطنون أمام اللجان

أما حمدين فهو رجل سياسى يستحق الاحترام والتقدير لموقفه، وأثبت خلال تاريخه السياسى أنه يحب بلده.

■ هل تغير دور الأوبرا فى ظل الأوضاع السياسية التى تمر بها مصر؟

ـ دور الأوبرا المصرية اختلف حاليا عما كان عليه قبل 3 سنوات من كونها مسؤولة فقط عن تقديم الفنون الكلاسيكية والرفيعة كباقى نظيراتها فى دول العالم، إلى مراعاة المسؤولية المجتمعية أيضا، حيث لا يمكن أن ننعزل عما تمر به البلاد من أحداث سياسية، لأننا جزء من المجتمع، فضلا عن اقترابنا من مواقع الأحداث السياسية فى ميدان التحرير ووسط القاهرة.

رسالتنا الواضحة التى نقدمها للعالم حاليا أن «مصر آمنة»، ولهذا خرجنا من مقر الأوبرا بالقاهرة، إلى محافظات مصر السياحية، وأقمنا حفلات مفتوحة فى الأقصر وشرم الشيخ والغردقة وبورسعيد، ونسعى الآن إلى التنسيق لعرض «أوبرا عايدة» فى سهل حشيش لدعم السياحة المصرية، بمشاركة عدد من الفنانين العالميين.

■ ماذا عن دوركم بالدول الأخرى وخاصة الأفريقية فى ظل التوجه المصرى نحو توثيق العلاقات مع جيراننا فى القارة السمراء؟

ـ لدينا دعوات كثيرة للمشاركة فى حفلات بدول العالم المختلفة، وحاليا الفرق الفنية للأوبرا تشارك فى حفلات بالمغرب والشارقة ودبى والعراق، وأغلب الدول العربية، كما أن تواجدنا فى أوروبا قوى جدا، حيث نقدم عروضا فى فرنسا وإنجلترا، ولكن لم توجه إلينا دعوات للمشاركة فى حفلات بالدول الأفريقية.

■ توليت رئاسة الأوبرا فى وقت صعب، حيث قامت ثورة يناير، تلتها فترة حكم الإخوان، ولا يزال الوضع غير مستقر؟

ـ بالفعل كانت المرحلة صعبة بسبب الأحداث التى مرت بها مصر، وكان لابد من التكيف مع كل ما يحدث فى المجتمع، وتمثلت الصعوبة فى كيفية تقديم الأنشطة الفنية للأوبرا، وهل سيتم تقديم هذه الفنون فى شكلها التقليدى، وكيف سيتم التغلب على عقبات تقديمها، وكان القرار أن نستمر فى تقديم فننا باعتبارنا عنصرا فعالا فى المجتمع، ونحن متمسكون بتقديمه، والتجويد فيه، وخاطبنا كل دول العالم للتأكيد على استمرار تعاوننا معهم.

■ فى ظل إعلان بعض الدول حظر السفر إلى مصر عقب ثورة 30 يونيو.. كيف تعاملتم مع الفرق الفنية التى كان مقررا لها تقديم عروض فنية بمصر؟

ـ من الحظ السيئ أن دولا كثيرة بدأت تبتعد وأخذت فى تأجيل التعاون مع الأوبرا، لهذا قابلنا كل سفراء دول العالم، وتواصلنا مع المراكز الثقافية للدول المختلفة داخل مصر، للتأكيد على الأمان داخل الأوبرا واستمرار أعمالنا الفنية، ومنهم من تفاعل معنا، وآخرون أرجأوا قدوم فرقهم، ولا ننسى أن هناك دولا كثيرة دعمتنا، كما أن فنانين عالميين جاءوا فرادى إلى مصر وقدموا عروضا متميزة.

■ وهل إصراركم على استمرار العروض الفنية فى ظل الأحداث السياسية الساخنة كان له رسالة ما للعالم؟

ـ صحيح.. والرسالة كانت أن مصر آمنة، وأن بعض ما يتم نقله للعالم عن مصر كان غير حقيقى، ولهذا كان قرارنا بعدم التوقف عن نشاطنا ولو ليوم واحد، ولم تنطفئ أضواء الأوبرا ولا مرة واحدة طوال السنوات الثلاث التى تلت ثورة 25 يناير، فالأوبرا لو أغلقت أبوابها لن يكون معنى ذلك سوى أن الظروف المجتمعية داخل مصر غير طبيعية، وأن البلاد غير آمنة، خاصة فى ظل توقف عدد من المؤسسات الفنية عن العمل.

أردنا أيضا بعث رسالة طمأنينة إلى المصريين، لأن استمرار الأوبرا فى عملها يعد نقطة ضوء مهمة لنفسية المواطنين فى الداخل، لهذا تحملنا كل الظروف القاسية التى مررنا بها.

■ هل تأثرت الأوبرا بفترة حكم الإخوان؟

ـ الأحداث المؤلمة التى مرت بمصر خلال حكم الإخوان خدمتنا أكثر مما أضرتنا، لأنه مع الأحداث توقفت كل الأنشطة الفنية، وبعد مرور تلك الفترة وعيت الناس أهمية الفنون والثقافة، واكتسبنا جمهورا جديدا حيث كان صوتنا قبلها لا يصل إلا لفئات معينة، ولذا لم نعد بشكل كلاسيكى بل أضفنا أشكالا فنية تتناسب مع الجمهور الجديد، وتم إعادة هيكلة برنامج عروض الأوبرا بمنتهى السرعة.

■ وكيف استطعتم تخطى أزمة اعتذار بعض الفرق العالمية؟

ـ استعنا بفنانين عالميين رحبوا بالعزف داخل مصر، كما أن الفرق الفنية الخاصة بنا والتى يبلغ عددها 13 فرقة فنية، قدمت عروضها على المسارح الخمسة التابعة للأوبرا، كما كان للموسيقى العربية دور قوى ومؤثر بمحاولة بث روح التفاؤل والأمل والبهجة والسعادة بين الناس، للخروج من الصراعات التى نعيشها فى الشارع وعلى شاشات التليفزيون.

■ إلى أى مدى هناك إقبال على العروض الفنية بالأوبرا.. و ماذا عن مصير أوبرا المنصورة والتى تعرضت لأضرار كبيرة فى حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية؟

ـ رغم الأحداث التى تمر بها البلاد إلا أن هناك إقبالا مميزا من الجماهير، حتى إنه وفقا لآخر الإحصائيات زاد عدد الحضور 14% خلال الفترة الأخيرة، وأغلب الحضور من الشباب، ونتوقع زيادة الأعداد خلال الأعوام المقبلة، ولذا نحرص على تقديم عروض لكافة فئات المجتمع. أما عن أوبرا المنصورة فقد طرحنا فكرة عودتها إلى مسارحنا، لكن لم يتم إقرار ذلك، حيث تقدمت أكثر من هيئة تابعة لوزارة الثقافة بطلبات لضم المبنى إليها بعد ترميمه، ونحن الآن لدينا 5 مسارح، حيث يتبعنا مسرح سيد درويش بالإسكندرية، وأوبرا دمنهور، ومسرح الجمهورية، وقاعة الموسيقى العربية، والمسرح المكشوف، وهناك أيضا «واحة أكتوبر» التى سيتم افتتاحها عام 2015، بعد 15 عاما من إهمال استكمالها، وتم إسناد البناء إلى قطاع الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة لسرعة الانتهاء من المشروع.