قال «التحالف المصري لمراقبة الانتخابات الرئاسية»، إن عدة ظواهر سلبية تمثل أحد أشكال التزوير الكبرى، مثل «تسويد البطاقات، وإضافة أصوات بشكل غير قانوني» غابت عن الانتخابات الرئاسية الأخيرة، على الرغم من أنها كانت من «التجاوزات الدائمة» في الانتخابات السابقة.
وأكد التحالف، المكون من 128 جمعية، منها «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، ومركز أندلس لدراسات التسامح» خلال مؤتمر صحفي عقد، الخميس، لإعلان نتائج وتقييم الانتخابات الرئاسية، أن الحكومة تعاملت مع تصويت الوافدين «بشىء من العبث»، وأن «معايير المساواة في التعامل مع المصريين المقيمين بالخارج والوافدين داخل المحافظات المصرية المختلفة، غابت».
وأشاد حافظ أبوسعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عضو التحالف، بالسماح للمنظمات الدولية والإقليمية بمتابعة الانتخابات بشكل رسمي، عبر الاتفاق مع وزارة الخارجية للمرة الأولى في تاريخ مصر، موضحًا أن البيئة السياسية وفرت مناخًا جيدًا للانتخابات، وأنه لم يكن هناك إقصاء لأي تيار سياسي لتقديم مرشحيه، وأن من امتنع عن المشاركة بمرشح كان بإرادته.
وأوضح «أبوسعدة» أن التحالف رصد شكاوى من بعض الوافدين بعدم وجود أسمائهم في كشوف الناخبين، رغم تسجيلهم لأسمائهم مسبقًا بالطريقة التي حددتها اللجنة العليا للانتخابات، مطالبًا بالتحقيق في الأمر «لأنه يكشف نوعًا من العبث في كشوف الوافدين».
وانتقد «أبوسعدة» ما نقلته بعض وسائل الإعلام بشأن إحالة المقاطعين للتصويت إلى النيابة العامة، مؤكدًا أن ذلك «يخالف المادة 933 من الدستور، والتي تنص على أن المواثيق والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر هى جزء من القانون المصري، وأن العهد الدولي لحقوق الإنسان يؤكد حرية المواطن في المشاركة أو الامتناع».
وأكد عصام شيحة، الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن متابعي التحالف رصدوا نسبة المشاركة التي تراوحت بين 39% و40%، وأنها «النسبة التي حددها عبر عينة عشوائية، وتعتبر الأكبر في المشاركة منذ ثورة 25 يناير»، وأن ما يردده «الإخوان» بشأن تزوير الانتخابات وضعف الإقبال «غير صحيح».
وقال «رغم التجاوزات التي سجلها التحالف، إلا أن الانتخابات عبّرت بشكل كبير عن إرادة المصريين، وبإرادة واضحة لا يوجد فيها أي لبس، كما أن تلك التجاوزات لا تؤثر على نتائج الانتخابات».
وأكدت سمر الحسيني، مسؤولة متابعة الانتخابات بمركز أندلس لدراسات التسامح وحقوق الإنسان، أن التحالف رصد عدة تجاوزات، منها «الدعاية الانتخابية خارج اللجان»، وأنها «كانت من المؤيدين، وليست ممنهجة أو من الحملات الرسمية للمرشحين».
وأوضحت أن التحالف رصد تأخر فتح بعض اللجان، والتخبط في قرارات اللجنة العليا للانتخابات، خاصة فيما يتعلق بالمد لساعات أو ليوم ثالث، إلى جانب إغلاق 140 لجنة بسبب تغيب القضاة في اليوم الثالث، ومنع عدد من مندوبي المرشح حمدين صباحى من دخول اللجان والقبض على بعضهم، وذلك وفق شكاوى وردت من الحملة للتحالف.
وأشارت «سمر» إلى أن التحالف راقب أيضًا أداء وسائل الإعلام، وخرج بعدد من النتائج، منها أن التليفزيون المصري كان «الأكثر حيادًا» بين وسائل الإعلام، وأن حمدين صباحي تفوق على السيسي في ظهوره على الهواء مباشرة في القنوات «مع الوضع في الاعتبار أن السيسى هو من اختار الابتعاد عن أضواء الإعلام بإرادته»، على حد قولها.