بكيت كما بكى كل المصريين، عندما شاهدنا السيدة المكلومة فى ابنها أمين الشرطة الذى استشهد فى أحداث قسم كرداسة، بعد ذبحه بيد الإرهابيين.. شاهدت الحدث فى برنامج بأحد القنوات الفضائية المصرية التى كانت تغطى العملية الانتخابية لرئاسة الجمهورية فى يومها الأول.. لقد أتت هذه الأم الثكلى إلى لجنة انتخابات كرداسة لتدلى بصوتها لرئيس مصر القادم الذى ينتظره الجميع لعلها تقتص لابنها، وجلست أمام اللجنة تبكى تارة، وتحاول أن تزغرد تارة أخرى، وتقول الزغرودة مش عاوزة تطلع لحزنها الشديد على فقد ابنها الشهيد، وقد التف حولها ضابطان، أحدهما من الجيش، والآخر من الشرطة، وأقسما لها بالقصاص لابنها الشهيد ولشهداء مصر كلهم، وتبادلا تقبيل رأسها ويديها.. إنه موقف مؤثر ومحزن جداً لم أرَ مثله فى حياتى.. لعن الله الإرهابيين، وأهلكهم على ما فعلوا.. إن هذه السيدة الفضلى إحدى نساء مصر الفضليات اللاتى حضرن إلى الانتخابات بأعداد غير مسبوقة، وأدلين بصوتهن لأنه أمانة فى رقابهن، وهتفن تحيا مصر، ورقصن وهللن للمرشح الذى اخترنه، وكان عرساً ديمقراطياً بمصر كلها!.. إن هذه السيدة تستحق منا ومن الدولة المساعدة والتكريم، وبالذات من الرئيس القادم لمصر أنها أمنية لعلها تتحقق لرد جزء زهيد من حقها علينا أنها تستحق، أن تكون الأم المثالية لمصر فيها بنا نكرمها.
مهندس أمين رزق سمعان- الإسكندرية