لم يحدث فى التاريخ الإنسانى ــ فى ظنى ــ أن هناك دولة انتظرت رئيسها المقبل كما هى مصر الآن! فهى تنتظر بكل الشوق والخوف والعشم واليقين والشك والأمل واليأس رئيسها المقبل.. تنتظر مصر الرئيس المقبل بكل ما فى صدرها من هموم وإحباطات وقهر عاشته طوال أربعة عقود.. رئيسا يعيد لها هيبتها المفقودة، ويسترد لها احترامها الذى كان.. رئيسا يزرع بيديه الحب والإخلاص والإيثار والقناعة والعدالة، كما يزرع الصحراء والوديان ويطوقها بالطرق والمصانع والمناجم والخدمات.. رئيسا لا يحابى ولا يجامل، ولا يخشى إلا الله.. الضعيف أمامه قوى حتى يسترد له حقه، والقوى أمامه ضعيف حتى يقتص منه!!
مصر تنتظر رئيسها القادم وكلها أمل أن تكون رؤيته وحلمه باتساع مصر وتاريخها وحضارتها، وأن تكون رسالته منسجمة مع رسالة مصر التاريخية فى التحضر والوسطية والرخاء والنماء والأمن، وأن تكون أهدافه ألا يكون فى مصر فقير ولا بائس ولا مظلوم ولا محروم ولا مغبون ولا مقهور ولا مريض ولا عاطل.. مصر تنتظر رئيسا قامته كقامتها وهيبته كهيبتها، هى أيام قليلة وسنرى الرئيس القادم الذى صنعناه بدموعنا آملين أن يكون على قدر العشم والأمل الكبير!
كمال الدين حسين الشريف
استشارى إعلام وتنمية ــ أسيوط