لم تقرأ يارا سلام البرنامج الانتخابى للمرشح حمدين صباحى، كان قرارها باختياره مبنيا على رفضها التام أن يتولى المشير عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، حيث تابعت حواراته التليفزيونية، واعتبرت أن خطابه يبدو محافظا ضد السيدات، ولأنه كان عضوا فى المجلس العسكرى فى ذات الوقت الذى أجريت فيه كشوف العذرية على عدد من الفتيات اللاتى تم اعتقالهن من ميدان التحرير.
«صباحى هو الاختيار الصح والوحيد أمام التيار المدنى، لأنه المرشح المدنى الوحيد فى الانتخابات، خاصة أنه ينتمى إلى نفس الأرضية السياسية التى أنتمى إليها». تقول يارا إنه على الرغم من أن النتيجة تبدو محسومة لصالح المرشح العسكرى فلابد أن يمثل التيار المدنى بنسبة من الأصوات تعكس حجم المعارضة التى ستواجه المشير عبدالفتاح السيسى فى بداية حكمه.
تضيف: «أنا حنتخب حمدين صباحى عشان مش عاوزة السيسى»، مؤكدة أن نتيجة الانتخابات محسومة، وأن صوتها لن يغير كثيرا من النتيجة النهائية لكنها ترى أنه من الضرورى تواجد صوت التيار المدنى فى الصندوق حتى وإن كان بنسبة ضئيلة. واعتبرت سلام، التى تقيم بمنطقة مصر الجديدة، انتخاب رئيس عسكرى قمعا للحريات على حساب الأمن، مؤكدة أن الفترة التى تلت خلع محمد مرسى لم تأت إلا بمزيد من القمع بدعوى مكافحة الإرهاب، وأشارت إلى أن الأجهزة الأمنية مازالت غير قادرة على ضبط مرتكبى العمليات الإرهابية، أى أن القمع لم يحقق الأمن المنشود.
وصول عبدالفتاح السيسى إلى كرسى الرئاسة لا يثير بداخلى إلا التخوفات، فهو يحمل خلفية عسكرية، ولايزال يتحدث باسم الجيش فى حواراته الإعلامية، ويصدر صورة البطل الذى أنقذنا من حكم الإخوان. مضيفة أن حالة عسكرة الدولة تستدعى كل القيم العسكرية، مثل الانضباط وإصدار الأوامر والتعليمات وعدم تقبل النقاش أو الرأى الآخر، ما يعنى تقليص مساحة الحرية.
كما أبدت سلام تخوفها من القاعدة الشعبية المؤيدة للمشير عبدالفتاح السيسى، والتى تؤيد انتهاك حقوق الإنسان بدعوى مكافحة الإرهاب، حيث يمكن القبض على أى شخص معارض وإلصاق تهم الإرهاب به أو الانضمام إلى جماعة الإخوان المسلمين.
«مفيش حد عنده خلفية عسكرية ويتوقع منه حماية حقوق الإنسان».. هكذا قالت سلام ملخصة كل تخوفاتها.