أشرف راشد سفير مصر فى روما: السدود الإثيوبية بعيدة عن مجرى النيل وتقام بخبرة إيطالية - مصرية.. وهدفها توليد الكهرباء

الأحد 23-05-2010 00:00

أكد السفير أشرف راشد، سفير مصر لدى روما، أن إيطاليا تتفهم دور القاهرة فى اتفاقية مياه النيل، وكشف راشد فى حوار هاتفى مع «المصرى اليوم» عن أن إنشاء مجموعة من السدود فى إثيوبيا، ليس له علاقة بقضية المياه، موضحا أن هذه السدود بعيدة عن مجرى النيل، وأن الهدف منها هو توليد الكهرباء بالتعاون بين الخبرات المصرية والإيطالية.

وإلى نص الحوار:

■ هناك اتفاق مصرى ـ إيطالى على تطهير ما يسمى بـ«حدائق الشيطان» بمنطقة العلمين من الألغام وسيتم إقراره خلال زيارة الرئيس ضمن الـ24 اتفاقية.. فهل يعتبر هذا اعتذارا عمليا من الجانب الإيطالى، وما أوجه تطبيقه؟

- تقدم إيطاليا بعض الجهود الخاصة فى هذا الشأن للقوات المسلحة المصرية بهدف تنمية منطقة العلمين، ويعتبر التعاون الإيطالى نموذجا للدول الغربية الأخرى المسؤولة عن مشكلة زرع حقول الألغام بالساحل الشمالى، والقائمة منذ الحرب العالمية الثانية، والتى تعوق جهود التنمية فى هذه المنطقة الشاسعة.

■ من بين القضايا المطروحة للنقاش على الساحة حالياً مشروع إنشاء سد «تانا بليز» فى إثيوبيا بالتعاون مع إيطاليا، وهذا المشروع متعلق بقضية مياه النيل التى تعد مصر طرفا أصيلا فيها، فما تقييمكم لهذه القضية؟

ـ بداية إيطاليا تتفهم الدور المصرى فى قضية مياه النيل وتدعم موقف القاهرة، ولكن هناك التباساً تجاه إنشاء مجموعة من السدود فى إثيوبيا، فالحقيقة أن هذه السدود بعيدة عن مجرى النيل، والهدف منها هو توليد الكهرباء بالتعاون بين الخبرات المصرية والإيطالية.

■ نعلم أن هناك نشاطاً إيطالياً ملحوظاً فى مجال التعليم فى مصر، ما هى ملامح ذلك؟

- بدأت إيطاليا منذ سنوات تأسيس مدارس فنية فى القاهرة والإسكندرية، وهى مدارس تدريب عمالة ذات كفاءات عالية، ونحن كسفارة نعمل على زيادة عدد هذه المدارس، وهناك اتفاقية أبرمت مؤخرا بين الطرفين بشأن تأسيس جامعة إيطالية غير تقليدية فى القاهرة تضم تخصصات علمية دقيقة فى مجال التكنولوجيا.

■ كيف تقيّم أوضاع المصريين فى إيطاليا؟

ـ فى بداية عملى بروما التقيت وزير الداخلية الإيطالى، وكان حديثه معى عن الجالية المصرية أروع ما يكون، بل وصفها بأفضل الجاليات على الرغم من التفاوت فى مستوى العمالة المصرية، وفى نفس الوقت لم يصدر عنها أى أعمال خارقة للقانون الإيطالى أسوة بجاليات أخرى تعيش هنا وتشكل مصدر قلق للإيطاليين، وكل ما يشغلهم هو الدخول بشكل غير شرعى للأراضى الإيطالية.

■ هل هناك حلول عملية من الجانب الإيطالى للتصدى لظاهرة الهجرة غير الشرعية للمصريين تحديدا؟

- هناك مشروع قائم من قبل وزارة العمل الإيطالية تسهيلا لتواجد عمالة مصرية مؤهلة ومدربة وفقا لاحتياجات السوق الإيطالية، خاصة العمالة اليدوية مثل سائقين ونجارين وسباكين.

■ وما حقيقة ما يتردد عن أن السلطات الإيطالية تتعمد إغراق سفن الهجرة غير الشرعية قبالة شواطئها؟

- هذا كلام غير صحيح وعكس ما يحدث، وقد زرت مراكز الهجرة غير الشرعية فى جنوب إيطاليا، وشاهدت عن قرب معاملة الإيطاليين للمهاجرين، وكيف يعاملونهم بشكل إنسانى، حيث يوفرون لهم المأكل والملبس والرعاية الصحية، كما يوجد بهذه المراكز إخصائيون اجتماعيون يعملون على دراسة أحوال المهاجرين، ومعرفة أسباب الهجرة التى تختلف من مهاجر غير شرعى لآخر، والتحقق من جنسية كل فرد على حدة.

■ وما حقيقة إنكار المهاجرين غير الشرعيين جنسيتهم المصرية ؟

- التعامل مع المهاجرين بطرق غير شرعية يختلف وفقا لطبيعة البلاد الوافدين منها، على سبيل المثال مهاجرو الصومال نظرا لظروف الحروب فى بلادهم يسمح لهم بالدخول، ومن حقهم طلب اللجوء، أما مهاجرو البلاد المستقرة سياسيا مثل مصر فتتم إعادتهم إلى بلادهم فى أقرب طائرة، ولهذا السبب يتعمد البعض إنكار جنسيته خاصة أنه يصل إلى السواحل الإيطالية دون أوراق ثبوتية.

■ هل معسكرات الإيواء التى تنتشر فى جنوب إيطاليا بها أطفال مصريون؟

- أولا هذه ليست معسكرات كما يردد البعض، وكما قلت هى مراكز إيواء تخضع لإشراف الصليب الأحمر الإيطالى، ويُحاسب فى هذه المراكز من يعامل المهاجرين معاملة سيئة، ولا يُفهم من كلامى هذا أن المقيمين بها يعيشون فى فنادق، فمدة الإقامة بها لا تتجاوز أسابيع حيث يتم ترحيل الوافدين إليها بمجرد معرفة هويتهم. أما عن الأطفال فالسلطات الإيطالية تتعامل مع من لم يبلغ السن القانونية وفقا للقانون المصرى وهو من دون 21 عاما فهو قاصر، والمعاملة معه مختلفة حيث تتم استضافتهم فى هذه المراكز حتى بلوغ السن القانونية.

■ وكيف تتم استضافتهم؟

- يتم تدريب هؤلاء القصر وإعدادهم لسوق العمل من خلال تعليمهم اللغة الإيطالية وحرفة تساعدهم على العمل فى إيطاليا، ولكن ما يحدث أن هؤلاء القصّر يهربون من المراكز سعيا وراء الرزق وتسديد الديون التى تكبدوها للسفر إلى إيطاليا، وهنا يكمن الخطر الذى لا يدركه البعض وهو أن هؤلاء القصر قد تلتقطهم عصابات للعمل فى أعمال غير شرعية، أو أن يقبلوا الأعمال الدنيا. وهذا لا يعنى أننا نشجع الأطفال للهجرة عبر البحر فالذى يصل إلى هذه المراكز عدد قليل جدا، وقد لا يصل أحد.