حذاء مرسي.. مرشح اللحظة الأخيرة!

حسام السكري الأحد 25-05-2014 01:42

قبل أيام من الصمت الانتخابي أضافت بعض المواقع المحسوبة على الإخوان مرشحا جديدا إلى جوار المرشحين المتنافسين. ونشروا إلى جانب صورتيهما، صورة كتبوا تحتها «حذاء مرسي». ومن الغريب أن عددا من زوار هذه المواقع قرروا التصويت للحذاء، رغم أنه لم يعقد مؤتمرا انتخابيا واحدا ولم يعلن عن برنامج أو رؤية أو حتى خطوط عريضة لما ينتوي فعله إذا فاز في الانتخابات، وهو ما يكشف زيف ادعاءات من طالب منهم بأن يكون لكل مرشح برنامج واضح.

‎ قرار الجماعة بدفع مرشح في آخر لحظة، يثير عددا من علامات الاستفهام. فقد ساد الاعتقاد لفترة، أن أنصار المعزول متمسكون بعودته شخصيا. ومن غير الواضح ما إذا كان التحول المفاجيء محاولة للالتفاف على الصعوبات التي تعوق عودة مرسي، بتقديم بديل مقرب من الرئيس السابق. أم ان حذاء المعزول أثبت جدارة بتقديم ما يمكن اعتباره رؤية لخروج الجماعة من أزمتها، بما أجبر المؤيدين على اعتباره مرشحهم المفضل.

‎تأتي هذه الخطوة قبل أيام من الاختيار الحاسم الذي سيواجهه المصريون. وليس من الواضح ما إذا كانت العليا للانتخابات ستقبل به كمرشح ثالث أما لا، إلا أن دفع الحذاء للصدارة يؤكد ما قاله محللون سياسيون من أن الإخوان سينهون مقاطعتهم للانتخابات في اللحظة الأخيرة، ويحاولون أرباك المنافسين بمرشح لم يحسب أحد حسابه.

‎عدد من المحللين الاستراتيجيين المقيمين بشكل دائم في محطات التليفزيون، لفت النظر إلى إشكاليات تخص ترشيح اللحظة الأخيرة هذا. منها مثلا أن الفردة اليسرى فقط من الحذاء هي التي ظهرت في تصميمات الترشيح. وهو ما يرجح صحة ما أشيع من الفردة اليمنى قد اختطفت من الرئيس مرسي فجر الخميس الماضي. وقد نفى ذلك أحد المحللين الاستراتيجيين المتخصصين في شؤون الحركات الإسلامية وهو بالمناسبة محلل يتمتع بلحية جليلة تضفي على تحليلاته عمقا خاصا فيما يتعلق بالبعد الاستراتيجي الديني والفقهي. وقد أكد الملتحي الاستراتيجي أن هناك دلالة خاصة للدفع بالفردة اليسري بالتحديد، نظرا لأن الفردة اليمني استخدمت عادة للدخول في الأماكن التي تجلها الجماعة مثل مقر المرشد، أو غرفة الطعام في قصر الاتحادية. أما دخول الانتخابات بالفردة اليسرى فيظهر مدى الاحتقار الذي تكنه الجماعة لمصر وللعملية الانتخابية برمتها.

‎اختيار الحذاء والدفع به كمرشح انتخابي يضع العملية كلها أمام تحديات عدة، ليس آخرها إشكالية اختيار الرمز الانتخابي الذي يسهل التعرف عليه في ورقة التصويت. فقد أرست الهيئة العليا للانتخابات مبدأ هاما، عندما رفضت أن يكون اسم المرشح هو رمزه في الوقت ذاته. ولهذا السبب تجاهلت الهيئة اقتراحا باختيار المصباح ليكون رمزا للسيد صباحي.

‎هذه المسألة قد تشكل صعوبة في حالة الحذاء الذي لا يحمل اسما محددا، فمن غير المعقول أن يكون الكرسي أو الهلال أو

‎الشمسية مثلا رمزا للحذاء، خاصة وأن مؤيديه قد يلتبس عليهم الأمر ويبطلون أصواتهم اعتقادا منهم بأن الفردة المرشحة ليست موجودة على قائمة الاختيارات.

‎وفي لقاء عبر الأقمار الصناعية حاول مراسل سي ان ان في القاهرة تفسير نظرة المجتمع المصري لأحذيته، من خلال عرض مقطع من أحد الأفلام يظهر عراكا على مقهى في حي من الأحياء الشعبية.

‎من الصعب معرفة ما إذا كان عطل تقني أو حالة الذهول والتحديق في الفراغ التي أصابت كبير المذيعين هي السبب في انقطاع الإرسال، إلا أن

‎بمجرد توالي أنباء الترشيح عقدت جامعة كولومبيا الأمريكية مؤتمرا بحثيا تبين من خلاله أن الغرب يولي اهتماما خاصا بعلاقة العرب بأحذيتهم التي يبدوا أنها تشكل عقدة ما في الشخصية العربية. فبينما يتفاخر أغلبهم باقتناء أحدث وأغلى أنواعه، يستخدم الحذاء وصانعه، لأسباب غير مفهومة، وفي سياقات متباينة، للتعبير عن الإهانة أو الرفض.

‎ويولي المجتمع بشكل عام أهمية خاصة لمسألة سقوط حذاء على رأس مسؤول. وهو ما يعتبره الكثيرون، لسبب ما، مقابلا لانتهاك الشرف.

‎ويقال إن مستقبل مسؤول كبير في إحدى وزارات الخارجية تأثر بشكل حرج عندما رمى عليه أحد المارة حذاءه أثناء زيارته للقدس. ورغم كفاءة المسؤول إلا أن رئيس الحكومة وقتها شعر بالحرج من الاستمرار في تكليفه بمهامه رغم أنه كان واحدا من أكفأ مسؤولي حكومته.

‎ترشيح حذاء في منصب رفيع قد يشكل تحولا جذريا في توجهات مجتمع يفرض أشكالا كثيرة من الاضطهاد على من فيه، وما فيه. وهو ما دعا جامعة كولومبيا لاتخاذ قرار بتحويل المؤتمر إلى حدث سنوي يرصد علاقة المجتمع العربية بأحذيته. وهي خطوة أثارت قلقا في دوائر عربية عدة رأت أن الجامعة الأمريكية بهذا العمل تعمد إلى التعرف على خلفيات قد تشكل تهديدا لمصالح قومية.

‎وبصرف النظر عن القرار الذي ستتخذه الهيئة العليا للانتخابات، للرد على هذا التطور المفاجيء، فإن المصادر داخل الجماعة تشي بأنها تدرس مجموعة من البدائل في حال الاعتراض على مرشحهم. وقد يكون من بينها إعلان جمهورية موازية يرأسها المرشح المطروح، أو على الأقل تشكيل حكومة ظل تحت قيادته.

إعدمهم يا سيسي لو سمحت! أقصد إبراهيم ولميس!

الجزء الأول : سيهام سعيد وحوار مع خروفي الملحد

@sokkari

*مذيع ومستشار إعلامي والرئيس السابق لبي بي سي العربية