الأحزاب السياسية هي المتحدث الرسمي باسم الشعوب لدى الحكومات، وهي الممثل والمعبر عن رغباتها وآمالها، ولكن بعض الأحزاب أحيانًا ما تضغى مطامعها السياسية على مصالح الشعوب التي اختارتها، ومنذ تاريخ نشأة الأحزاب في العالم نجح البعض منها في إثبات تواجده وهو ما جعله حزبًا مؤثرًا منذ لحظة تدشينه حتى الآن، والبعض الآخر تواجد وذاع صيته، لكنه لم يستمر نظرًا للأخطاء الجسيمة التي ارتكبها المسؤولون عنه.
وفيما يلي قائمة رصدها موقع «25» لأسوأ 22 حزبًا سياسيًا حول العالم.
1. حزب العمال القومي الاشتراكي (ألمانيا)
تولى زعامته أدولف هتلر نمساوي المولد خلال الفترة (1934 -1945)، عمل على مناهضة مبادئ الشيوعية والسامية واستبدالها بالفكر القومي، وانتهى به الأمر إلى ترسيخ ديكتاتورية فاشية في ألمانيا، وسياسة خارجية تستهدف غزو العالم وتوسيع حدود الحكم النازي، أدت سياسات القمع العنصري التي تبناها إلى مقتل ما يقدر بـ 6 ملايين يهودي، إلى جانب الجماعات الأخرى غير اليهودية والمعارضين.
2. الحزب الشيوعي (الاتحاد السوفيتي)
كان أكبر حزب في تاريخ الاتحاد السوفيتي قبل تفكيكه، أسسه فلاديمير لينين من الأكثرية البلشفية في حزب العمل الاشتراكي الديمقراطي الروسي، قبل قيام الثورة البلشفية، وأصبح الحزب الحاكم لروسيا خلال حكم «لينين» الذي امتد خلال الفترة (1898 -1917)، وتبنى الحزب الفكر الاستاليني خلال حكم خليفته جوزيف ستالين (1917-1980)، ومن بعدها تحول الحزب الحاكم لمؤسسة تعسفية تهيمن وحدها على كل نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في روسيا، كما سيطر الحزب على القوانين واللوائح التي تسير عمل الحكومة، حتى أتى ميخائيل جورباتشوف إلى الحكم في 1985 وقام بعدة إصلاحات سياسية واقتصادية أضعفت الحزب.
3. الحزب القومي الفاشي (إيطاليا)
أسسه بينينو موسليني في أكتوبر 1922 بعدما أصبح رئيسًا لوزارء إيطاليا، وعمل خلال حكمه على تدمير المعارضة السياسية مستعينًا بالبوليس السري، وأمر بحظر الإضرابات العمالية، ورسخ هو وتابعوه لحكم سلطوي من خلال حزمة من القوانين التي حولت نظام الحكم في الدولة إلى «ديكتاتورية الحزب الواحد»، وسيطر «موسليني» على كل مفاصل الدولة ومؤسساتها في 1926، حتى استولى على رئاسة إيطاليا فى 1930 وتمت الإطاحة به في 1943.
4. الحركة الوطنية (إسبانيا)
الحركة تمثل حزبًا واحدًا حكم إسبانيا بيد من حديد بدءًا من عام 1945 وحتى وفاة كوديلو فرانكو عام 1975، وخلال الفترة التي سيطر فيها الحزب على الحكم تم الزج بـ270 ألف رجل وامرأة في السجون، ولاذ 500 ألف منهم بالفرار بعد اندلاع الحرب الأهلية في إسبانيا، ومن منهم وقع بيد قوات الأمن أعيد إلى إسبانيا، أو تم الزج به في معسكرات النازي.
وخلال السنوات الأولى من حكم الحزب (1940-1942) شهدت إسبانيا وفاة 200 ألف مواطن.
5. الحزب الشيوعي (الصين)
تأسس في يوليو 1921 بعد هزيمة الحزب القومي في حرب أهلية، ورسخ الحزب لحكم سلطوي بالصين، ولايزال هو الحزب الوحيد في العالم الذي يسيطر بشكل منفرد على حكم دولة، وبرغم أن السلطة التي يمتلكها الحزب الحاكم تتمتع بحصانة وغطاء دستوريين، فإنه كثيرًا ما يخترق القانون بسبب جذوره اللينينية.
6. حزب الكومينتانج (الصين)
ويعرف أيضًا باسم الحزب القومي، وتولى زعامته كاي شيك، بعد وفاة زعيمه السابق صن يات صن في 1925، ولأنه ينتمي للفكر المحافظ، عمل شيك على تعزيز الثقافة الصينية ومبادئها والتخلص من كل مبادئ الديمقراطية الغربية التي تبناها «صن»، وبعد أن لقى الحزب هزيمة أمام الحزب الشيوعي الصيني عام 1949 لجأ لتشكيل حركة سلطوية في تايوان، ولكنه فشل وعاد بخفي حنين.
7. حزب العمال (كوريا)
هو الحزب الذي حكم كوريا الشمالية منذ تأسيسه عام 1946 على يد كيم سونج الثاني، وشهدت كوريا خلال السنوات الخمسة الأولى من حكم الحزب حربًا مع كوريا الجنوبية، حين قام كيم سونج الثاني بغزوها، وكاد يسيطر عليها لولا تدخل الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
8. الحزب الشيوعي (فيتنام)
أسسه هو تشي منه عام 1925 استعدادا لمحاربة الاحتلال الفرنسي لبلاده، اشتهرالحزب بحملات الاعتقال الموسعة التي نفذها أعضاؤه (ومعظمهم من البرلمانيين) حيث قاموا باعتقال 2500 شخص من القوميين غير الشيوعيين، وأجبروا 600 آخرين على الفرار ومغادرة البلاد، كما اعتقلوا مئات المعارضين السياسيين ونفوا آخرين بعد محاولة انقلاب ضد الحكومة تم إحباطها في يوليو 1946.
9. الحزب الشيوعي (كمبوديا)
تولى زعامته بول بوت، الشيوعي الثوري، وعرف تابعيه باسم «الخمير الحمر»، تولى الحزب حكم كمبوديا عام 1975. وخلال السنوات الثلاثة الأولى من زعامة «بوت » كان الهلاك هو المصير المحتوم لما يقدر بـ3 ملايين مواطن من إجمالي سكان كمبوديا البالغ عددهم 8 مليون، إما لحكم قضائي بالإعدام، أو بسبب سوء التغذية، أو تدهور الرعاية الصحية، أو العمل الجبري، حيث أجبر الحزب الحاكم أهالي المدن على العمل في المزارع الموجودة في أماكن نائية بالريف، وخسر الحزب السلطة عام 1979، حين أسس اليساريون الغاضبون من نظام بول بوت جمهورية كموبديا الشعبية.
10. حزب جولكار (إندونيسيا)
عرف أيضًا باسم «حزب الجماعة الوظيفية»، وصل لسدة الحكم في إندونيسيا خلال حكم سوهارتو، الرئيس الثاني لإندونيسيا، الذي حكمها لمدة 32 عامًا خلال الفترة (1966-1999)، وبعد عام 1973 قام سوهارتو بحظر الأحزاب السياسية كافة، عدا حزبين فقط سمح لهم بمعارضة الحزب الحاكم هما الحزب الديمقراطي الإندونيسي، وحزب التنمية المتحد، وسيطر الحزب على القناة التليفزيونية الوحيدة الموجودة في إندونيسيا، كما سيطر على الانتخابات وأدار الفعاليات الانتخابية بأسلوب العصا والجزرة، واستعان فيها الحزب ببلطجية لترهيب الشعب.
11. الاتحاد الاشتراكي العربي
أسسه العقيد الراحل معمر القذافي، بعد وصوله للحكم بعد ثورة الفاتح من سبتمبر، التي قادها ضد الملك إدريس عام 1969، وألغى الأحزاب ليصبح الاتحاد الاشتراكي العربي الليبي هو الحزب الأوحد الحاكم والمتحدث باسم الشعب، وقام القذافي بتأميم قطاع النفط، وتوجيه العوائد التي يدرها في تعزيز الإمكانات العسكرية، وتنفيذ برامج اجتماعية، وتمويل الجماعات الثورية في العالم.
12. الحركة من أجل مجتمع جديد (الفلبين)
تأسس عام 1978 على أن يكون مظلة يجتمع تحتها عدة أحزاب أخرى، بما في ذلك الأحزاب الليبرالية التي دعمت فريدناند ماركوس في اللجنة الوطنية، الذي أصبح رئيسًا بعد ذلك وسخر الحزب لخدمة مصالحه، وبدعم منه أطلقت الحكومة بيانها رقم 1081 الذي يقضي بتطبيق الأحكام العرفية في سبتمبر 1972، وقيد ماركوس حرية الإعلام وانتهك الحقوق المدنية، وأغلق البرلمان، وأمر بحملة اعتقالات موسعة لقادة المعارضة السياسية.
13. حزب العمل التقدمي (كوبا)
تأسس عام 1950 بزعامة فولجينسيو باتيستا الذي وصل سدة الحكم للمرة الثانية في كوبا بانقلاب عسكري قاده عام 1952 بعد هزيمة محققة في الانتخابات الرئاسية، انتهج «باتيستا» سياسات قمعية، وقيد الحريات السياسية، واتصفت حكومته بالفساد المالي واستغلال مصالح كوبا التجارية في التعاون مع مافيا المخدرات وأصحاب أعمال الدعارة في هافانا، كما تعاون«باتيستا» مع العديد مع الشركات الأمريكية، وعزز إمكانات البوليس السري الذي قام بأعمال عنف وتعذيب صارخة ضد المواطنين، ونفذ أحكام الإعدام ضد كثيرين، ما أدى إلى وفاة ما يزيد على 20 ألف شخص.
14. زانو (زيمبابوي)
تأسس حزب زانو أو الجبهة الوطنية عام 1989، من اندماج حزبي الاتحاد الوطني الإفريقي لزيمبابوي والاتحاد الشعبي الإفريقي لزيمبابوي، (زابو) في حزب واحد أطلق عليه اسم «زانو»، أو الجبهة القومية، التي تحولت إلى حزب وحيد سيطر على مقاليد الحكم في زيمبابوي خلال حكم روبرت موجابي الذي تولى الرئاسة عام 1987 ، وبعد عام 2000 أصبح موجابي وحزبه الحاكم محط انتقاد عالمي بسبب قانون الإصلاح الزراعي الذي انتزع العديد من الأراضي من أصحابها بالقوة والعنف، الأمر الذي دفع بعض القوى الدولية لفرض العقوبات على موجابي والحزب، ورغم أن الهدف الأساسي من قانون الإصلاح كان إعادة توزيع الأراضي بشكل عادل، فإن إجراءاته أدت إلى تدهور اقتصادي بالغ.
15. الحزب الشيوعي (رومانيا)
تأسس الحزب الشيوعي الروماني عام 1921 إثر انقلاب داخل الحزب الاشتراكي ، ولكنه ظهر كلاعب سياسي قوي على الساحة الحزبية في رومانيا أغسطس 1944 ، بعد الانقلاب الذي أطاح بحكم يون أنتونيسكو، الموالي للنظام النازي، وظل الحزب الشيوعي الروماني الذي اتصفت سياساته بقمع الحريات وبتحويل رومانيا لدولة بوليسية ينشط فيها البوليس السري، يسيطر على الحكم حتى رحيل آخر رئيس له وهو نيكولاي تشاوشيسكو الذي وصل للحكم في رومانيا عام 1965، وتم إعدامه هو وزوجته في ديسمبر 1989.
16. الحزب الشيوعي (أوزبكستان)
تأسس الحزب عام 1925 بزعامة فلاديمير أوفانوف، وسيطر الحزب على الحكم في أوزبكستان ليعاني الأوزبكستانيون أقسى ألوان القمع في ظل سياساته تحت زعامة إسلام كاريموف الذي حكم أوزبكستان خلال الفترة بين (23 يوليو1989-29 ديسمبر1991)، واتخذت الحكومة العديد من الإجراءات التعسفية ضد الأحزاب السياسية الموجودة، وتم حل الحزب في نوفمبر 1991.
17. الحزب الشيوعي (بلغاريا)
أسسه ديميتار بيلاجويف عام 1903، ولكنه أصبح حزبًا حاكما لبلغاريا عام 1946 ، وبرغم معارضة الحزب للحرب العالمية الثانية، فإنه أيد ثورة أكتوبر في روسيا، وقام بعد وصوله للحكم وانضمامه للكومينفورم (منظمة ستالين لتنسيق أنشطة الأحزاب الشيوعية الحاكمة) بطرد كل من اشتبه فيه بمناصرة الرئيس اليوغسلافي جوزيف بروز تيتو، بعد استبعاد الحزب الشيوعي اليوغسلافي من المنظمة، كما زج الحزب الحاكم في السجن بالمعارضين للثورة البلغارية التي أثمرت عن إعلان بلغاريا جمهورية في 1946.
18. حزب المؤتمر من أجل الديمقراطية والتقدم (بوركينا فاسو)
أسسه بليز كومباوره في 15 أكتوبر 1987 إثر انقلاب دموي على الرئيس توماس سانكارا، في بوركينا فاسو، ونجح في الوصول للحكم بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 1991، و1998، و2005، و2010، وانتهى حكم الحزب أيضًا بانقلاب عسكري على حكمه في فبراير 2011 احتجاجا على عدم دفع منحة خاصة بالسكن كانت السلطات قد وعدت الحرس الرئاسي بها. وفر كومپاوره من قصره واتجه إلى مسقطة رأسه مدينة زينياري، ولكن بعدها جرت محادثات بين المتمردين والمسؤولين وتم الاتفاق على تسويات بعد وقف إطلاق النار.
19. حركة المقاومة الوطنية (الكونغو)
تأسس الحزب في 20 مايو 1967 على يد جوزيف ديزيريه موبوتو، الذي أسسه عقب انقلاب على الحركة الوطنية الكونجولية الحاكمة بزعامة باتريس لومومبا، وقام على إثره بتشكيل حكومة بصلاحيات رئاسية ونصب نفسه رئيسًا لها وللدولة، ودشن برنامج «الأصالة الوطنية» الذي قام بموجبه بتغيير اسم الكونغو عام 1971 إلى «زئير» وتغيير اسمه إلى موبوتو سيسيكو، ووُصم عهده بالفساد المالي، حيث تضخمت ثروته بسبب استيلائه على الكثير من العوائد التي تردها المناجم ولم يألُ جهدًا في امتصاص دماء شعبه، واستمر حزبه يحكم الكونجو حتى أطاحت به ثورة مسلحة بقيادة لوران كابيلا عام 1997.
20. حركة المقاومة الوطنية (أوغندا)
أسسه يوري موسفني عام 1980 هي وجيش المقاومة الوطني عام 1981، ونجح بها في الوصول للسلطة عقب انقلاب عسكري أطاح بحكم تيتو اوكيلو في يناير 1986، وعرف الحزب بتوجهاته الماركسية، وحكم أوغندا بقبضة عسكرية، ووصم حكمه بكثرة الصراعات والحروب الداخلية والخارجية، ومنها حرب الكونغو الثانية التي شاركت فيها 8 دول إفريقية و25 جماعة مسلحة تصارعت على المعادن والموارد الاقتصادية، وراح ضحيتها حوالي 5.4 مليون شخص، إلى جانب الصراعات في منطقة البحيرات العظمى، هذا إلى جانب تعسف حكومته في التعامل مع المعارضة.
21. الحزب الشيوعي (تركمانستان)
تأسس عام 1924، ويمثل فرعًا أصيلًا من أفرع الحزب الشيوعي التابع للاتحاد السوفيتي، أصبح حزبا حاكمًا لتركمانستان حين تولى صفر مراد عَطِيَّفتش نيازُف أو صابر مراد نيازوف، زعامته عام 1985، والذي غير اسم الحزب بعدها لـ «الحزب الديمقراطي لتركمانستان» عام 1991، بعد إعلان تركمانستان استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، ووصم حكم نيازوف بالشمولية والديكتاتورية وكثرة الإجراءات التعسفية والقمعية، كان أشهرها قيامه بإعادة تسمية شهور السنة مستخدمًا كلمات من أصل روسي بلاده على استخدامها.
22. المجلس الأعلى للثورة (الصومال)
تأسس عام 1969 بعد استيلاء مجموعة من رجال الجيش والبوليس السري على حكم الصومال بمجرد تشييع جنازة الدكتور عبد الرشيد شيرماركى رئيس الجمهورية الذى اغتيل فى 15 أكتوبر من العام نفسه، وظل المجلس حاكما للبلاد خلال الفترة (1969-1991)، واتصف حكم المجلس بالقبلية والتعصب، وشيوع الصراعات بين العائلات الممتدة، وعانى الشعب الصومالي الكثير في ظل السياسات التي اتبعها المجلس والتي قامت على تأميم البنوك والشركات، وتشجيع المزارع التعاونية والعمل التطوعي.