تأتي زيارة المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، للإمارات، للمشاركة في منتدى الإعلام العربي من ناحية ولتعزيز العلاقات بين البلدين من ناحية أخرى، لتؤكد مدى عمق العلاقات بين البلدين، حيث تعد الإمارات من أوائل الدول التي باركت ثورة 30 يونيو.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا كبيرًا عقب إزاحة «الإخوان» عن الحكم، حيث أيدت أبوظبي تولي عدلي منصور رئاسة مصر، وأكدت دعمها الكامل والمستمر للشعب المصري في تنفيذ خارطة الطريق، التي أعلنتها القوات المسلحة بمشاركة القوي السياسية والدينية، يوليو الماضي.
كما شهدت العلاقات السياسية دفعة قوية عقب «30 يوينو»، حيث تبادل الطرفان الزيارات رفيعة المستوى، كما لعبت الدبلوماسية الشعبية المصرية دورًا في دعم العلاقات مع أبوظبي، حيث أعربت عن تقديرها وشكرها لموقف الإمارات الداعم للقاهرة.
لم يقتصر دعم الإمارات لمصر على الدعم المعنوي، بل امتد ليشمل دعمًا ماليًا، حيث وقع الطرفان اتفاقية لدعم البرنامج التنموي المصري، في أكتوبر الماضي، والتي بموجبها تقدم أبوظبي 4.9 مليار دولار، لتنفيذ عدد من المشاريع التنموية بمصر والتي من بينها، إنشاء 50 ألف وحدة سكنية، بناء 25 صومعة لتخزين القمح بسعة 60 ألف طن للصومعة الواحدة، وبناء 79 وحدة للرعاية الصحية الأساسية، وإنشاء خطين لإنتاج أمصال اللقاحات، بناء 100 مدرسة، وإنشاء 479 مزلقان، وتوفير 600 أتوبيس للمساهمة في تأمين خدمات النقل العام.
واتسعت أشكال الدعم الإماراتي لمصر، لتشمل سيولة نقدية ممثلة في منحة مالية قدرت بمليار دولار تم تحويلها يوليو الماضي، فضلاً عن إمدادها بالمواد البترولية، حيث بلغت قيمة الدعم المقدم من المواد البترولية من قبل السعودية والكويت والإمارات خلال الفترة من 30 يونيو وحتى ديسمبر الماضي نحو 4.9 مليار دولار، الأمر الذي ساعد مصر على تخطي أزمة المواد البترولية خلال تلك الفترة.
كما تحتل الإمارات المركز الثالث في قائمة الاستثمارات الأجنبية في مصر، حيث تتخطى قيمة رؤوس أموالها الـ4.5 مليار دولار، في حين بلغت عدد الشركات الإماراتية بمصر نحو 638 شركة، وفق ما أشار السفير المصري لدى الإمارات، إيهاب حمودة.
بالإضافة إلى ذلك، وقعت شركة «أرابتك» الإماراتية والقوات المسلحة، اتفاقًا تقوم بمقتضاه «أرابتك» ببناء مليون وحدة سكنية في مصر للشباب ومحدودي الدخل، بتكلفة تصل إلى نحو 40 مليار دولار، فضلاً عن تقوم أبو ظبي بتمويل مشروع تدريب أكثر من 100 ألف شاب وفتاة لتأهيلهم وتدريبهم علي أحدث البرامج الفنية والتقنية، بقيمة 250 مليون جنيه.
وعلي صعيد العلاقات العسكرية، تأتي المناورات العسكرية، «زايد 1»، والتي تعد الأولى من نوعها بين البلدين من حيث قوة الوحدات المشاركة وتنوعها من بحرية وجوية وخاصة، لتمثل نقلة نوعية في العلاقات المصرية الإماراتية، ولتعزيز العمل المشترك وتبادل الخبرات في المجالات العسكرية، الأمر الذي يسهم في رفع القدرة العسكرية القتالية والتأهب لمواجهة التحديات والظروف التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وللتأكيد على أن أمن دول الخليج على رأس أوليات الأمن القومي المصري.
فرغم أن العلاقات المصرية الإماراتية متينة، إلا إن «الدعم العربي لمصر لن يستمر طويلاً وعلى مصر أن تفكر في حلول مبتكرة وغير تقليدية» هذه العبارة أكد عليها وزير شئون الرئاسة الإماراتي، منصور بن زايد آل نهيان، من قبل.. فموقف الإمارات الداعم لمصر يستحق الإشادة، لاسيما في ظل حالة عدم الاستقرار والتدهور الاقتصادي التي شهدته الدولة عقب 30 يونيو، ومن ثم يجب على رئيس مصر القادم وضع استراتيجية واضحة لسياسة مصر الخارجية قائمة على الندية والمصالح المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.