رغم ما قاله نجم كرة القدم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش عن بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل يبدو أن هذه النسخة من كؤوس العالم ستقدم بطولة استثنائية خاصة مع مشاركة جميع المنتخبات الثمانية التي أحرزت ألقاب النسخ السابقة من البطولة.
ومع تأهل المنتخبات الثمانية التي سبق لها الفوز باللقب العالمي، ينتظر أن يكون مونديال 2014 نسخة أيقونية من بطولات كأس العالم وأن تختلف كثيرا عن باقي النسخ.
ومن المؤكد أن المشاركة في بطولة كأس العالم بالبرازيل ليست كالمشاركة في البطولة بأي مكان آخر.. ولهذا، كانت جميع المنتخبات الكبيرة والقوى الكروية العملاقة حريصة تماما على العبور إلى النهائيات التي تستضيفها بلاد السامبا منتصف هذا العام.
ورغم العقبات العديدة والمفاجآت التي واجهت بعض هذه القوى خلال التصفيات، نجحت المنتخبات المتوجة باللقب سابقا في شق طريقها بنجاح إلى «أرض كرة القدم».
وقال اللاعب السابق بيبيتو الفائز بلقب كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة مع المنتخب البرازيلي، لوكالة الأنباء الألمانية: «جميع أبطال العالم سيلعبون في البرازيل.. بالنسبة لي، ستكون أقوى بطولة كأس عالم في التاريخ».
وإلى جانب المنتخب البرازيلي، الذي يشارك في النهائيات دون خوض التصفيات بصفته منتخب البلد المضيف، تأهلت منتخبات الأرجنتين وأوروجواي وألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا إلى النهائيات لتشهد هذه البطولة صراعا مثيرا بمشاركة جميع المنتخبات الثمانية التي استحوذت على ألقاب الـ19 نسخة السابقة من بطولات كأس العالم.
واحتاج المنتخب البرتغالي إلى الملحق الأوروبي الفاصل ليتأهل إلى النهائيات، ولكن قليلين فقط يشككون في قدرة الفريق على المنافسة بقوة على اللقب، خاصة أنه سيخوض البطولة بقيادة نجم هجومه كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في العالم لعام 2013.
كما كان المنتخب الهولندي بقيادة نجميه آريين روبن، مهاجم بايرن ميونخ، الألماني وروبن فان بيرسي، مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي، من أول المنتخبات المتأهلة للمونديال البرازيلي.
ومع وجود المدرب الكبير لويس فان جال صاحب الخبرة العريضة على رأس القيادة الفنية للفريق، يسعى الفريق إلى تغيير المصير الذي لازمه في الماضي حيث فشل في جميع محاولاته لانتزاع اللقب العالمي رغم بلوغه المباراة النهائية للبطولة ثلاث مرات سابقة كانت آخرها في البطولة الماضية عام 2010 بجنوب أفريقيا.
ورغم هذا، يبرز المنتخبان الإسباني بقيادة لاعبيه تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا والألماني بقيادة لاعبه الموهوب مسعود أوزيل كأقوى المنافسين للمنتخب البرازيلي على لقب البطولة.
ويأمل المنتخبان الإسباني والألماني وأيضا المنتخب الهولندي في إنهاء اللعنة التي تلاحق المنتخبات الأوروبية في بطولات كأس العالم التي تقام بالأمريكتين.
ولم يسبق لأي منتخب أوروبي أن توج بلقب بطولة كأس العالم في أي من النسخ التي أقيمت بالأمريكتين.
وإذا نجح المنتخب الإسباني في الدفاع عن لقبه العالمي سيمدد فترة نجاحه عالميا وأوروبيا حيث سيكون أول فريق في التاريخ يفوز بأربعة ألقاب متتالية في بطولتي كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية كما سيثأر الفريق لهزيمته «صفر/3» أمام المنتخب البرازيلي في نهائي كأس القارات منتصف العام الماضي.
كما تشارك القارة الأفريقية في هذه البطولة بخمسة منتخبات قوية وكبيرة هي منتخبات الكاميرون بقيادة المهاجم صامويل إيتو وغانا بقيادة لاعب الوسط المتألق مايكل إيسيان ونيجيريا بقيادة جون أوبي ميكيل وكوت ديفوار بقيادة المهاجم المخضرم ديدييه دروجبا والجزائر.
وتعاقب أربعة مدربين على قيادة المنتخب المكسيكي خلال مسيرته في التصفيات ولكن الفريق سيصطدم بالمنتخب البرازيلي في المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة.
أما المنتخب الأمريكي المنافس العنيد للمكسيك في اتحاد منطقة كونكاكاف «أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي» فيواجه بقيادة مديره الفني الألماني يورجن كلينسمان واحدة من أكثر المباريات إثارة في الدور الأول عندما يلتقي المنتخب الألماني الذي يقوده المدرب يواخيم لوف الذي كان مساعدا لكلينسمان نفسه في تدريب المنتخب الألماني بكأس العالم 2014 بالبرازيل.
وتضم المجموعة «السابعة» منتخبي البرتغال وغانا مما قد يجعلها المجموعة الأقوى في الدور الأول للبطولة وإن تنافست في هذا مع المجموعة الرابعة التي تضم ثلاثة منتخبات سبق لها التتويج باللقب وهي منتخبات أوروجواي وإنجلترا وإيطاليا بخلاف المنتخب الكوستاريكي.
كما تشارك القارة الآسيوية بأربعة منتخبات هي اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران بينما تشهد البطولة مشاركة ستة منتخبات من أمريكا الجنوبية وهي البرازيل والأرجنتين وأورجواي إضافة لمنتخبات كولومبيا بقيادة المهاجم راداميل فالكاو جارسيا وتشيلي بقيادة أليكسيس سانشيز والإكوادور بقيادة اللاعب أنطونيو فالنسيا.
وقال «إبراهيموفيتش»، بعد خسارة المنتخب السويدي أمام نظيره البرتغالي في الملحق الأوروبي: «شيء واحد يبقى مؤكدا.. كأس العالم بدوني، لا يستحق المشاهدة».
ومن المؤكد أن غياب «إبراهيموفيتش» يعد خسارة لمشجعي كرة القدم المتابعين لفعاليات البطولة ولكن المونديال البرازيلي لديه الكثير ليقدمه حتى في غياب إبراهيموفيتش.
والحقيقة أن اللاعب الأكثر إزعاجا لأصحاب الأرض في هذه البطولة هو الأرجنتيني ليونيل ميسي المعروف بلقب «البرغوث» والذي يركز كل اهتمامه على البطولة المقبلة على أرض البرازيل المنافس العنيد لمنتخب بلاده حيث يبدو المونديال البرازيلي هو البطولة الأكثر أهمية في مسيرة ميسي الكروية.
وفي البرازيل، يفكر قليلون للغاية في احتمالية فوز الأرجنتين باللقب خاصة بعدما نقل المدرب لويز فيليبي سكولاري، المدير الفني للمنتخب البرازيلي، تفاؤله إلى المشجعين قائلا: «المنتخب البرازيلي ليس تحت ضغط التتويج بلقب البطولة.. سيتوج الفريق باللقب».