أنطونيو فالنسيا.. أسرع لاعب في العالم يبحث عن بدايةٍ جديدة

كتب: محمد المصري الإثنين 19-05-2014 11:58

ملاعب الكُرَة أقل اتساعاً من مضامير السباق، لذلك فأنطونيو فالينسيا ليس أفضل لاعب في العالم!

في تقرير الإتحاد الدولي لكرة القدم حول أسرع اللاعبين في العالم لعامِ 2013، وُضِع الإكوادوري أنطونيو فالنسيا على رأسِ القائمة، متفوقاً على أسماءٍ من قبيل جاريث بيل، آريين روبين، كريستيانو رونالدو وثيو والكوت، بسرعة قُدّرت بـ35 كم خلال الساعة، ورغم ذلك.. فإن جماهير مانشستر يونايتد مازالت، وخلال ثلاثة مواسم قضاها الجناح الدولي في أولدترافورد، تحاول الاقتناع بقدراته كجناحٍ أساسيٍّ للفريق.

بدأ «فالنسيا» مسيرته بصورةٍ قريبة من سرعته الاستثنائية، سَجَّل 17 هدفاً في 23 مباراة فقط مع منتخب الإكوادور تحت 20 عاماً، اعتبره الجميع مشروع أسطورة قادمة، واستطاع الانضمام للتشكيل الأساسي للمنتخب خلال مباريات كأس العالم عام 2006 وهو لم يزل في الـ20 من عمره فقط، دون أن يتوقَّف عند ذلك.. فقد استطاع قيادة الفريق لدور الـ16، وهي أفضل نُقطة في مشاركاته بكؤوسِ العالم، وخرج بهدفٍ وحيد أمام المُنتخب الإنجليزي، ورُشّح «فالينسيا» لجائزةِ أفضل لاعب شاب في المونديال أمام أسماء من قبيل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، قبل أن يخسرها ثلاثتهم أمام لوكاس بودولسكي مُهاجم المنتخب الألماني.

تِلكَ المسيرة المدهشة في سني عمره الصغير جعلت نادي ويجان أتليتك يتحمَّس لقدومه مُعاراً من نادي «فياريال» الأسباني عام 2006، قبل أن يشتريه بشكلٍ رسمي عام 2008، ليقدم حينها أفضل مواسمه تحت قيادة ستيف بروس، في موسمٍ شهد تواجد لاعب مصري توقع له الجميع أن يكون أحد أفضل مُهاجمي أوروبا اسمه عمرو زكي.

بنهايةِ هذا الموسم كان «فالنسيا» واحداً من أهم الأجنحة في الدوري الإنجليزي، مما دفع مانشستر يونايتد للتعاقد معه في صفقة تجاوزت الـ15 مليون دولار، واضعين على عاتقه أمل أن يكون أحد العناصر التي تدعم الفريق بعد رحيل أهم لاعبيه كريستيانو رونالدو.

ولكن ما حدث أن انطلاقة «فالنسيا» الاستثنائية لم تستمر، مع الوقت غابت له أي فاعلية على المرمى، صار جناحاً كلاسيكياً من منتصف القرن، يستغل سرعته في العَدوِ بالكرة قبل أن يرفعها دون نَظَر، ومع الوقت صارت كل أظهرة الدوري تُدرك طريقة لعبه ولم يعد حتى قادراً على تلك الرفعة، وباستثناء مباريات قليلة كان «فالينسيا» أحد أكثر لاعبي «يونايتد» المخيبين خلال السنوات الأخيرة.

في الموسمِ الأخيرة، الكابوسي لمانشستر يونايتد، ظهر «فالينسيا» كأساسي في 32 مباراة بكافة البطولات، بالإضافة إلى 11 مباراة أخرى دخلها كبديل، 43 مباراة خلال موسم كامل، ورغم ذلك أحرز فقط 4 أهداف، ولم يصنع لزملاءه سوى 5، وهي أرقام سيئة جداً لجناح هجومي لفريق مثل الـ«يونايتد»، مما جعله من أوائل الأسماء المطلوب التخلُّص منها في أولدترافورد عند بدء الصفحة الجديدة مع لويس فان جال.

كل هذا الإحباط، احتمالات الطرد من النادي، انخفاض المستوى، عمر الملاعب الباقي الذي أصبح أقل كثيراً من السنوات الثمانية التي أمضاها بداخله، كل ذلك على «فالينسيا»، كابتن المُنتخب الإكوادوري، أن يجعله وراء ظهره في البرازيل، وأن يحاول قيادة فريقه نحو نُقطة جيدة، في مجموعةٍ تعتبر سهلة نسبياً مع منتخب فرنسي مُترنح، سويسري عنيد، وهندوراسي في المُتناول.

«فالنسيا» لا يحتاج ذلك فقط من أجل صُنع بصمة مع منتخب بلاده، والوصول مرة ثانية إلى أفضل نُقطة في تاريخهم، وربما تجاوزها بسهولة لدورِ الثمانية في حال احتلوا قمة المجموعة وواجهوا منتخبات مثل إيران أو البوسنة أو نيجيريا التي ستتنافس على البطاقة الثانية في المجموعة التالية، ولكن «فالينسيا» أيضاً، ومع الاحتمالات الكبيرة لرحيله عن «يونايتد» في الصيفِ المُقبل، سيحاول تصدير نفسه في البرازيل كأحد الوجوه الصالحة للاستخدام في كرة القدم، وكأس العالم هو فرصته الأخيرة هذا الموسم للبحثِ عن بداية جديدة يستحقها هذا الشاب الذي كان مُبشراً جداً منذ ثماني سنوات، قبل أن يَفْتُر ببطءٍ.