رأى وزير الخارجية البريطاني الأسبق، توني بلير، أن جماعة الإخوان المسلمين تنتهج «أيديولوجية الأحزاب الشيوعية والفاشية»، وأنها كانت ستأخذ مصر إلى المسار الخطأ، مضيفا أن الأمل هو وجود حكومة على يد رئيس يتمتع بشعبية كبيرة.
وحول حملة القمع التي تمارسها الحكومة ضد جماعة الإخوان المسلمين في مصر، أوضح «بلير»، في لقاء تليفزيوني في برنامج «Market Place» على قناة «سي.ان.ان» الأمريكية أذاعته، السبت، أن النظام القضائي هو الذي يقرر من هؤلاء المتورطين في أعمال العنف، في إشارة إلى حكم المحكمة بإعدام عدد من أنصار الإخوان، قائلا إن عددا كبيرا من الشعب المصري يرى أن هذا الحكم «غير مسوغ».
وقال «بلير» إنه بالنسبة لدولة مثل مصر، ذات الأغلبية المسلمة مع 8 إلى 10 ملايين مسيحي، تريد أن تكون فخورة بقيمها التقليدية وحضارتها التاريخية، مضيفا أنها لا يجب أن تسير وراء «أيديولوجية الإخوان المسلمين»، التي كانت ستأخذها إلى الطريق الخطأ، على حد وصفه.
واستنكر «بلير» شعور الغرب بعض الأحيان بأن «جماعة الإخوان المسلمين مثل أي حزب، كالليبرالي البريطاني أو المسيحي الديمقراطي الألماني»، نافيا أن تكون كذلك تماما، ووصفها بأنها تتبع أيديولوجية «الأحزاب الشيوعية والفاشية».
وأكد «بلير» أن الأمل الأفضل لمصر الآن هو وضع حكومة على أيدي رئيس يتمتع بشعبية كبيرة للمضي قدما، متوقعا أن «هذا هو ما سيحدث قريبا»، مضيفا أن الحكومة الجديدة ستضع خطة للإصلاح على المستوى الاقتصادي والاجتماعي لتغيير مسار البلاد والسماح لمصر لتكون من أفضل الدول في القرن العشرين.
وعن كيفية مواجهة ما وصفه بـ«التطرف الإسلامي»، رأى «بلير» أنه ينبغي التعامل مع كل التيارات الإسلامية في مختلف دول العالم «بشكل منفصل»، مع الأخذ في الاعتبار اختلاف الظروف والدوافع التاريخية والقبلية والمحلية التي تخلق الأزمة في كل دولة، وذلك ردا على تساؤل المذيع عن مدى استعداد العالم لمواجهة «التطرف الإسلامي».
وذكر «بلير» أن العنصر المشترك بالنسبة لجميع التيارات، هو إساءة تفسير الدين، التي تدفع الناس إلى التعامل بشكل «متعصب ومتطرف»، مؤكدا أن ذلك الفكر يهدد استقرار وتقدم الدولة التي تتخذ فيها تلك الأيديولوجية مقرا لها وتُنشئ جذورها بها.
وتابع «بلير»: «ومع ذلك، يظل السؤال هل نحن مستعدون لمحاربة هذه الأيديولوجية، فكريا وسياسيا أم لا».
ورأى «بلير» أن الحل في وجهة نظره هو القول بوضوح أنه بإمكان أي شخص مسلم أو مسيحي أو يهودي أو هندوسي، التعايش دون إدخال دينه كعنصر مسيطر في الساحة السياسية.
كان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق دعا قادة الدول الغربية الشهر الماضي إلى التركيز على بحث تهديد ما وصفه بـ«التطرف الإسلامي»، محذرا من انتشار التهديد الذي تطرحه رؤية متشددة تشوه الرسالة الحقيقية للإسلام.