دائمًا ما تبدأ الأمور بتوقعاتٍ كُبرى وأسماء رَنانة، قبل أن تنتهي في النهاية إلى لا شيء.
من جاري لينكر وديفيد بلات وبريان روبسون، مروراً بألان شيرر وبول سكولز وديفيد بيكهام، ووصولاً إلى ستيفن جيرارد وفرانك لامبارد وواين روني، يَنطلق الإنجليز من حقيقة أنهم المهد الأول لكرة القدم بشكلها الحديث، وأنهم يملكون الدوري والأندية الأنجح في العالم، وأن تلك الأسماء قادرة على تشكيل منتخب قوي والذهاب بعيداً في كأس العالم، قبل أن تبدأ المباريات بأداء باهت وخروج مُحبط في النهاية، ومنذ كرة «جيوف هيرست» التي منحت إنجلترا مونديال 1966 أمام ألمانيا رغم أنها لم تعبر خط المرمى.. لم يستطع المنتخب الفوز بأي بطولة عالمية رغم كل الأسماء التي تبادلت حمله.
في تلك المرة، لن يتسلَّح الإنجليز بالأسماءِ الكبرى، بقدر ما سيذهبون إلى البرازيل ببعض الآمال غير المنطقية التي يخلقها، قبل أي شيء، موسم تاريخي لنادي ليفربول، رغم نهايته المأساوية، ليس فقط لأن 5 لاعبين من أحمر «ميرسيسايد» قد يلعبون ضمن تشكلية إنجلترا الأساسية، ولكن الأهم هو الطريقة التي استطاعوا بها المنافسة على الدوري حتى الجولة الأخيرة رغم أن أحداً لم يرشحهم لشيء عند بدايته.
لن يذهب الإنجليز بأسماءٍ كُبرى، لا يوجد جون تيري ولا أشلي كول ولا ريو فيردناند، «لامبارد» سيكون احتياطياً و«روني» لن تُعقد عليه الطموحات كذي قبل، لأن الإنجليز، بدلاً من كل هؤلاء، سيذهبون بحافلة مدرسية تحمل مجموعة من المراهقين بمتوسّط أعمار لا يزيد على الـ22 عاماً، يقودها، فقط، ستيفن جيرارد، في محاولةٍ سيزيفية مُعتادة لصنعِ شيء ما، وأكثر الأمور المُلهمة في تلك المرة أن أحداً لا ينتظر الكثير.. لذلك فقد يحدث الكثير.
«المصري اليوم» تستكمل استعراض منتخبات مونديال البرازيل الـ32، وفي هذا الملف نلقي الضوء على الوضع الحالي للمنتخب الإنجليزي، والمسيرة التي سيمشيها «القائد» ستيفن جيرارد.. بأملٍ يَسْكُن قلبه.
إنجلترا هي من قدمت كرة القدم إلى العالم، ولكن منتخبها لم يحصد حتى الآن سوى لقب واحد في البطولات الكبيرة عندما استضاف الإنجليز بطولة كأس العالم 1966.
ويمثل هذا الرقم إحدى الأرقام المهمة في كأس العالم والتي لم تتغير منذ عام 1966، فيما مثل أكبر عقده للإمبراطورية السابقة والتي غابت شمس الفوز بكأس العالم عنها مرارًا.. المزيد
«لا يمكننا أن ننزلق الآن»، نفس الكلمات التي أخبر بها رفاقه عند الذهاب إلى غرفة خلع الملابس في مباراة دوري الأبطال النهائية عام 2005، حين تأخر الفريق أمام ميلان 3-0، وظن الجميع أن المباراة قد انتهت، وتمنى آخرون وجود «تشيلسي»، منافس قبل النهائي، بدلاً من الليفر كي يحمل النهائي بعض النديَّة والإثارة، ولكن ما حدث تحديداً أن كلمات «القائد» جعلت رفاقه في مزاجٍ مُلائم لتحقيقِ المُعجزات، رأسيته في مَرمى «ديدا» بالدقيقة 54 فتحت الطريق، يُلَوّح للجماهير بيده أن يشجّعوا لآخر ما يستطيعون، «لا تخف من الظلام لأنه في نهاية المطاف ستتبين لك سماء ذهبية» كما غَنُّوا معاً لسنواتٍ، دقيقتان بعدها ويجعل «سميتشر» الأمور قريبة، قبل أن يحضر «جيرارد» نفسه ركلة جزاء في الدقيقة 60، «حتى لا تذهب أحلامَك أدراجَ الريح»، «ألونسو» يتعادل، ليفربول سجَّل ثلاثة أهداف في 7 دقائق فقط، «واصل المشي والأمل يَسْكُن قلبك»، كل كلمات الأغاني قد صارت حقيقة ولها مَعنى في ليلة إسطنبول تِلك، «لن تمشي وحيداً أبداً».. المزيد
تأهلت إنجلترا إلى بطولة كأس العالم بالبرازيل بسجل يخلو من الهزائم كبطلة للمجموعة الثامنة في التصفيات الأوروبية.
وقدم المنتخب الإنجليزي عروضًا رائعة في نهاية التصفيات، وحقق ثلاثة انتصارات وتعادل مرة واحدة في آخر أربع مباريات استقبل مرماه خلالها هدفًا يتيمًا.. المزيد
رغم قوة الدوري الإنجليزي وثراء الأندية وكون البلاد هي مهد كرة القدم، حيث تأسس الاتحاد الإنجليزي عام 1863، وانضم إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1905، فإن رصيد إنجلترا من الإنجازات العالمية لا يضم إلا بطولة كأس عالم وحيدة وتفتقر إلى الألقاب القارية..المزيد