لعقودِ طويلة، ظل العرب يتناقلون «تغريبة بني هلال»، التي عُرِفَت لاحقاً باسم «السيرة الهلالية»، التي تتناول هجرة قبيلة بني هلال بين بلدان العرب، والحكايات الملحمية المرتبطة بشخوصها على مدى طويل، ليمتزج الواقع الحقيقي مع الخيال الشعبي للرواةِ الشعبيين، ويكون النتاج هو قرابة مليون بيت شعر، في أكبر ملحمة أدبية عرفها العرب في تاريخهم.
ولسنواتٍ طويلة، ظل الشاعر عبدالرحمن الأبنودي يتنقل بين القرى والمدن العربية، ويُقابل الرواة الذين ورثوا السيرة الهلالية عن أجدادهم، في محاولة لحفظ التراث المصري والعربي الهام.
جهود «الأبنودي» كانت الأساس الذي بُنِيَ عليه متحف السيرة الهلالية بمدينة «أبنود» في محافظة قنا، وهو أول متحف من نوعه في مصر يحافظ علي هذا الإرث الأدبي الخالد ويحميه من الاندثار، ويربط بين الحاضر الثقافي والفلكلور الشعبي.
ويقول حمدي الصحابي، من زعماء قبيلة بني هلال بالأقصر، إن «متحف السيرة الهلالية يؤكد مكانة مصر وريادتها ودورها في حماية التراث الشعبي المصري والعربي» .
وأضاف أن «متحف السيرة الهلالية يدل على قيمة الحكاية التراثية، عند المصريين بشكلٍ خاص والعرب بوجة عام، بوصفها واحدة من أهم السير الشعبية وأكبر عمل أدبي ملحمي في التراث العربي».
ويشير «الصحابي» إلى أن «الفضل في ظهور هذا المتحف للنور يعود للجهد العظيم الذي بذله الشاعر عبدالرحمن الأبنودي على مدار ثلاثين عاما قضاها من عمره ليجمع هذه السيرة ويجعلها ملتقى فكريا للتراث الشعبي وأدبائه، حيث طاف الأبنودي وجال في تلك الفترة من عمره ليلتقي برواة السيرة الهلالية ويدونها».
ويقع هذا الصرح الثقافي المهم علي مساحة 870 مترا مربعا، وقد تحملت الهيئة العامة لقصور الثقافة كل التكاليف المالية لهذا الصرح الكبير.
ويقول أحمد خليل، المسؤول عن إدارة متحف السيرة الهلالية، إن «المتحف يحتوي على 15 مجلدا و96 شريط كاسيت ومجموعة سيديهات لتلك الشرائط والمجلدات، وكل تلك المقتنيات تروي وتحكي السيرة الهلالية بكامل تفاصيلها لتروي لنا ما ظل الأبنودي يجمعه لثلاثين عاماً من عمره ويجمعها لمحبي التراث» .
كما يوجد بداخل متحف السيرة الهلالية قاعة عرض تحتوي علي صور فوتوغرافية للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي من أحقاب زمنية مختلفة بين رواة وشعراء السيرة الهلالية، ويحتوي كذلك على ملحق آخر به غرفة لحفظ وعرض الشرائط الصوتية التي تحمل السيرة.
الفيديو:
الصور: