حاكم مصر في عيون مريديه: «مبعوث السماء لأرض المحروسة»

كتب: معتز نادي الأحد 11-05-2014 21:17

يبدو وكأنها سمة مصرية، أن يكون لعدد من رؤساء مصر، أو من هو قاب قوسين أو أدنى من الجلوس على عرش البلاد، أنصار يرون أن الرئيس «هدية السماء» أو «مبعوث الله» ليكون فاتحًا بـ«إيمانه» أرض المحروسة، ولا مانع من القول إنه «يقابل الله مرتين» أو منحه صبغة صوفية ترى أنه «ابن سيدنا الحسين».

في عهد الزعيم الراحل، جمال عبدالناصر، تكشف ذاكرة مصر المعاصرة، التابعة لمكتبة الإسكندرية، وصف إحدى الصحف له، آنذاك، بـ«المؤمن» خلال حديثه للمصريين عن شهر رمضان، وهي الصفة، التي ظلت تلاحق الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، إلى أن اغتالته جماعات دينية متطرفة.

خطاب عبد الناصر

صفة «المؤمن» اشتهر بها السادات بدرجة أكبر، بعدما جعل الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع في دستور البلاد الدائم، عام 1971، وكان لا يمانع في صبغ خطبه السياسية بعبارات مستمدة من آخر كتاب سماوي يؤمن به غالبية مستمعيه.

Download Video as MP4

السادات

لدرجة أن الدكتور، زكريا البري، وزير الأوقاف، آنذاك، كتب بعد 10 أيام من رحيل «الرئيس المؤمن»، مستمرًا في منحه تلك الصفة، كما رأى أنه «حمى النص الدستوري وعرض الأمر على الشعب في استفتاء عام، وقرر صراحة ودون مواربة أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي ليقطع الطريق على كل من أراد أن يخرج النص عن أهداف الإسلام الواضحة».

ومع تبدل الأزمان وتغير الحُكام، عقب ثورة 25 يناير، وإنهاء فترة حكم الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، خرجت سيدة تطلق على نفسها «الشيخة ماجدة» تشير إلى رؤيتها في المنام لـ«بشائر» تؤكد عوة مبارك لحكم مصر، وفي حال عدم حدوث ذلك ستتعرض مصر لـ«حروب وزلزال كبير».

Download Video as MP4

الأمر تكرر ولكن بجلباب ولحية مع محمد مرسي، المدعوم من جماعة الإخوان المسلمين، الذي وصل إلى سلطة مصر.

جمال عبدالهادي، أحد أنصار مرسي، رأى في خطبة دينية أن يتحدث مع مريديه عن رؤية تشير إلى مجلس اجتمع خلاله النبي محمد و«المعزول»، وعندما حان وقت الصلاة، قرر النبي أن يقدم مرسي لإمامة المصلين.

Download Video as MP4

وواصل «عبدالهادي» أحاديثه على منصة اعتصام رابعة العدوية، وسط تكبير وتهليل من أنصار حكم مرسي، مشيرًا إلى رؤية أخرى ترى أن جبريل عليه السلام نزل إلى مسجد «رابعة» للصلاة مع المعتصمين، معتبرًا أنها إشارة لنصرتهم.

Download Video as MP4

أحد تلامذة محمد عبدالمقصود، عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، التي تعد ذراعًا دينيًة حاولت «الإخوان» الاستعانة بها خلال فترة حكمها، تحدث عن أن «مرسي راجع راجع» إلى اعتلاء سدة الحكم.

التلميذ يدعى فوزي السعيد، والمكان اعتصام رابعة العدوية، والمستمعون أنصار «المعزول»، الذين تعرضوا لتحذير من «السعيد» يفيد بأنهم لو شككوا في عودة مرسي فهو «تشكيك في ربنا».

كما رأى «السعيد» أن مرسي هدية و«ربنا كان مخبيه».

Download Video as MP4

وبعيدًا عن النبي محمد أو الملك جبريل، خرج الداعية السلفي، مسعد أنور، ليشبه مرسي بوجه النبي يوسف، ويرى أنه يشبهه في حكمه لمصر، بعدما خرج من السجن واعتلى عرشها.

Download Video as MP4

الخطاب الديني لمرسي وأنصاره كان من بين الأسباب، التي دعت المصريين للخروج ضده، لكن بعد الإطاحة بعد تكرر الأمر مع اختلاف الأسماء والمناصب، وهو ما ظهر جليًا لدى مرشح رئاسي فرص فوزه «أقوى».

الصورة نفسها كررها الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، مع المرشح الرئاسي، عبدالفتاح السيسي، أثناء توليه وزارة الدفاع، معتبرًا أنه ووزير الداخلية، اللواء محمد إبراهيم، «مبعوثان» من الله.

Download Video as MP4

وعلى إحدى المنصات، يجلس أحد الشيوخ مرتديًا زي الأزهر، ويطالب مستمعيه: «أحبوا من أرسله الله لمصر ليكن فاتحًا لها، ناصرًا لشعبها ومؤيدًا لكرامتها، الفريق عبدالفتاح السيسي، ابن سيدنا الحسين».

Download Video as MP4

و«إذا كانت مصر هي هبة النيل، فإن الله منح مصر هبة بإرادة شعبها القوي وهي المشير عبد الفتاح السيسي».. هكذا يقول السفير محمود كارم، منسق حملة المرشح الرئاسي، في كلمات وجّهها إلى أبناء القبائل المصرية العربية في مؤتمر صحفي حضره أعضاء جمعية الحزام الأخضر ونقابة الفلاحين، قبيل ساعات من أول طلة تليفزيونية للسيسي على المصريين، 5 مايو الماضي.

وقتها تحدث السيسي عن أن «الخطاب الديني في العالم أفقد الإسلام إنسانيته، قدمنا ربنا بشكل لا يليق بمقامه العظيم، وهذا يحتاج من كل الحكام مراجعة مواقفهم، لأنه هيسألنا يوم القيامة وهيقولنا قدمتوني للناس إزاي؟».

وأضاف السيسي: «الحاكم لازم ينتبه وهو مسؤول ويقود الناس، والدين الحقيقي في تقديري مش اللي بنمارسه بالطريقة دي».

Download Video as MP4

الجرائد نفسها دخلت على الخط، فلا تمانع إحداها من الخروج بعنوان كبير على صدر صفحاتها، كاتبة: «السيسي يقابل الله مرتين»، الأمر الذي أثار ردود الفعل على شبكات التواصل الاجتماعي، خاصة موقع «تويتر».

السيسي يقابل الله مرتين

عنوان الصحيفة نفسها، أتى بعد يوم من لقاء السيسي ورؤساء مجالس إدارات الصحف ورؤساء تحرير الصحف في مصر، وقتها تحدث «المشير» موجهًا انتقاداته لفترة الحكم السابقة، وقال: «المجتمع غير قابل وغير مستريح لعملية الإسلام السياسي لأنه قلق على حاضره ومستقبله».

Download Video as MP4