ربما يخوض المنتخب الأسترالي فعاليات بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل تحت قيادة مدرب جديد وبتوقعات قليلة وأمام منافسين أقوياء، ولكنه ما زال يأمل في أن تسير مشاركته في هذه البطولة على نحو جيد.
وأوقعت القرعة المنتخب الأسترالي ضمن المجموعة الثانية بالدور الأول للمونديال والتي يلتقي فيها منتخبات إسبانيا وهولندا وتشيلي.
وقال النجم الإيطالي المخضرم أليساندرو دل بييرو، الذي يلعب لفريق سيدني الأسترالي حاليا: «المنتخب الأسترالي فريق جيد ولكنها مجموعة صعبة للغاية.. ستكون مفاجأة سعيدة بالنسبة لي إذا تأهل الفريق لدور الستة عشر».
وأضاف «دل بييرو»، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: «لكن المنتخب الأسترالي فريق جيد، ولذلك يمكن أن يحدث أي شيء».
ومنذ عام 2005، اعتمد المنتخب الأسترالي بشكل أساسي على المدربين الأجانب لقلق المسؤولين بالاتحاد الأسترالي للعبة من عدم قدرة المدربين المحللين على التعامل بالشكل المطلوب مع نجوم الفريق الذين يتقاضون رواتب هائلة من أنديتهم التي يحترفون بها خارج أستراليا.
وقاد المدرب الهولندي الشهير جوس هيدينك المنتخب الأسترالي للتأهل إلى كأس العالم 2006 بألمانيا وبلغ معه الدور الثاني للبطولة كما قاد مواطنه بيم فيربيك الفريق لكأس العالم التالية عام 2010 بجنوب أفريقيا لكنه خرج معه من الدور الأول.
وبعدها أسندت المهمة للمدرب الألماني هولجر أوسييك الذي قاد الفريق إلى نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل قبل فسخ التعاقد معه في أكتوبر الماضي عقب هزيمتين ثقيلتين مني بهما الفريق أمام المنتخبين البرازيلي والفرنسي وديا وبنتيجة واحدة «صفر/6».
وأسندت المهمة للمدرب الوطني آنجي بوستيكوجلو البالغ «48 عاما» في نوفمبر الماضي ليترك فريق ملبورن فيكتوري الأسترالي ويتولى قيادة الفريق في المونديال البرازيلي.
وعلى مدار الشهور الستة التي قضاها في المنصب حتى الآن، واجه بوستيكوجلو مهمة صعبة للغاية حيث كان عليه استبعاد بعض اللاعبين كبار السن من الفريق والدفع بدماء جديدة على حساب العناصر القديمة التي أطلق عليها الجيل الذهبي للكرة الأسترالية.
ولا ينتظر الأستراليون أداء رائعا ونتائج مبهرة من فريقهم في المونديال البرازيلي حيث بدأ بوستيكوجلو مرحلة إعادة بناء الفريق ويتطلع إلى إكساب عدد من اللاعبين الجدد الخبرة بمثل هذه البطولات الكبيرة تمهيدا للمشاركات المقبلة في هذه البطولات وأيضا لبطولة كأس آسيا التي تستضيفها بلاده مطلع العام المقبل.
ويشتهر بوستيكوجلو، المولود باليونان، بأنه المدرب الأسترالي الأكثر نجاحا حيث أحرز لقب الدوري الأسترالي أربع مرات حتى الآن خلال مسيرته التدريبية.
ويرجح ألا يضم المنتخب الأسترالي المشارك في المونديال البرازيلي من اللاعبين أصحاب الخبرة العريقة والذين شاركوا في بطولتي كأس العالم 2006 و2010 سوى ثلاثة لاعبين هم تيم كاهيل وجوش كينيدي ومارك بريشيانو وإن حامت الشكوك حول كاهيل لإصابته قبل أسابيع قليلة.
وفي المقابل، سيغيب عن صفوف الفريق في المونديال البرازيلي نجوم كبار مثل الحارس مارك شوارزر وبريت إيمرتون وهاري كيويل.
ولا يقتصر التجديد في الدماء على تغيير الوجوه القديمة وإنما لجأ بوستيكوجلو أيضا إلى تغيير أسلوب اللعب بعدما اعتمد المنتخب الأسترالي كثيرا في الماضي على أسلوب الأداء البدني والاستحواذ على الكرة مع التحضير البطيء للهجمات.
ويدرك الأستراليون أن فريقهم سيقدم فكرا جديد في المونديال البرازيلي ولكنهم لا يتوقعون أن يكون قادرا على المنافسة بقوة.
وانتظر الفريق حتى الدقيقة 83 من مباراته أمام العراق في مدينة سيدني ليسجل الهدف الذي أكد تأهله للمونديال البرازيلي وذلك رغم امتلاء مدرجات الاستاد تماما في هذه المباراة.
وبدا لاعبو الفريق الأسترالي كبارا في السن في مواجهة النجوم الشبان بالمنتخب العراقي.
وقال مشجع حزين على التأهل الصعب للفريق: «لم ننتظر حتى المباراة الأخيرة لنحسم تأهلنا إلى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.. لن نذهب إلى البرازيل بثقة كبيرة».
ويضاعف من هذا الشعور أن الفريق أهدر فوزا ثمينا على نظيره الإكوادوري وديا حيث تقدم بثلاثية نظيفة قبل أن يرد المنتخب الإكوادوري بقوة في نهاية المباراة ويفوز «4/3».