«في هذا المسلسل راح أموت».. آخر ما قاله «السوالقة» قبل وفاته بين يدي «رياحنة»

كتب: بسام رمضان الجمعة 09-05-2014 04:32

«في هذا المسلسل راح أموت، وفي المسلسل الآخر أيضاً بموت، الله يستر ما أموت اليوم»، كانت آخر العبارات التي تلفظ بها الممثل الأردني محمود السوالقة، الثلاثاء، بعد تأديته لمشهد وفاة في مسلسل «إخوة الدم»، الذي كان بالفعل المشهد الأخير له في الحياة التي فارقها بعد أقل من عشر دقائق، كما روى زملاء لـCNN.

حالة الصدمة والذهول التي خيمت على فريق العمل كما يروي مخرجه، حسن أبو شعيرة، لـ«CNN، لم تكن بسبب انتهاء أجله فحسب، كما يقول، بل لتزامنها مع تأدية السوالقة مشهدي وفاة في عملين منفصلين في اليوم ذاته، ما دفعه للقول: «في هذا المسلسل راح أموت، وفي المسلسل الآخر أيضاً بموت، الله يستر ما أموت اليوم».

ويقول «أبو شعيرة»، الذي أشار إلى أنه استجمع تلك التفاصيل في وقت لاحق من الوفاة: «لقد أدى محمود دوره بأريحية تامة، وكنا قد أعدناه ما يزيد على سبع مرات، وفي كل مرة كان يؤديه دون كلل، وكان المشهد يجسد لحظة إطلاق بطل العمل النار عليه في لحظة غدر، حيث كان يمثل دور قاطع طريق مع ابنه في العمل، الممثل منذر رياحنة».

ويتابع لـCNN: «لم تبد على السوالقة أي آثار إعياء عند انتهاء المشهد، وطلب المدير الفني للعمل منه البقاء مستلقياً على الأرض، بعد تنفيذ المشهد ليقول له: (خليك لأنك ميت)، فيما رد عليه السوالقة بالقول: (ما أنا ميت فعلاً)».

حتى هذه اللحظات، لم يكن السوالقة فارق الحياة، إلا بعد أن قرر مخرج العمل الانتقال للتصوير إلى موقع مجاور لاستكمال المشاهد، وما إن مرت 7 دقائق على ركوب السيارات الخاصة بالعمل، حتى تلقى «أبوشعيرة» اتصالاً مع أحد العاملين وقال له: «محمود السوالقة مات».

ويتذكر المخرج الأردني، في تصريحاته لـ«CNN»، ابتسامة السوالقة الدائمة قائلاً: «لقد رحل وكان رجلاً طيباً محبوباً، كلنا مغادرون». ويؤكد أبو شعيرة احتفاظ العمل بمشهد الوفاة عند عرضه، قائلاً إنه يمثل عقدة رئيسية فيه، تتمحور حول ثأر «رياحنة» من قتلة والده في بقية العمل.

وبين أن «السوالقة» عند نقله إلى مستشفى في «الشونة الجنوبية»، بمنطقة البحر الميت التي كان يجري التصوير فيها، «لفظ أنفاسه الأخيرة وحاول قول شيء ما..»، فيما لفت إلى أنه كان يعاني من انسداد في الشريان التاجي قبل عام، وأجرى عملية جراحية في حينه. إلى ذلك، وجه فنانون أردنيون رسالة إلى نقابة الفنانين الأردنيين وشركات الانتاج، بتوفير مستلزمات للسلامة العامة خلال تصوير الأعمال الفنية، خاصةً في المواقع ذات البيئة الصعبة، والتي تتطلب رعاية طبية».

وقال الممثل الأردني، أنور خليل، زميل السوالقة في أعمال أخرى، إن الممثلين في الأردن يعانون من عدم إبرام اتفاقيات تأمين خلال تصوير أعمالهم، قائلاً إن تواجد طاقم طبي في مواقع التصوير ليس متوفراً دائماً.

وقال: نحن الممثلون الأردنيون نعمل في ظروف إنتاجية صعبة، أحياناً نعمل دون تأمين، ونؤدي مشاهد في بيئات صحراوية وجبلية».