«الجهاد» يتبرأ من «وثيقة المبادئ».. وخبراء: هدفه تغطية فشل «الإخوان»

أعلن الحزب الإسلامي التابع لـ«تنظيم الجهاد»، الخميس، تبرؤه من وثيقة بروكسل المعروفة إعلاميًا بـ«وثيقة المبادئ» التي أعلن عنها، الأربعاء، بهدف إنهاء ما وصفوه بـ«حكم العسكر» واسترداد ثورة يناير.


واتهم الحزب جماعة الإخوان المسلمين ومن شاركوا في المؤتمر بتنفيذ «مخطط أمريكي للتدخل في شؤون البلاد»، مؤكدًا أن الولايات المتحدة «شعرت بمخاوف بعد تزايد تهديدات تنظيم القاعدة وارتفاع معدل التفجيرات فى الفترة الأخيرة».


وأعلنت شخصيات سياسية مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى، من العاصمة البلجيكية بروكسل، وثيقة قالت إن هدفها «استرداد ثورة 25 يناير». وتضمنت 10 بنود، منها عودة الجيش إلى ثكناته، وإرساء مبدأ العدالة الانتقالية، وإشراك كل القوى السياسية في الحكم بعد استرداد الثورة.
وقال الحزب في بيان صادر عنه: «الأمر مازال قيد البحث والتشاور لمعرفة كل ما يحيط بالموضوع فيما يخص اجتماع شخصيات إخوانية وليبرالية تابعة للتحالف في بروكسل، وما يدور في أروقة الخارج بين قيادات التيار الإسلامي وعلى رأسهم قيادات الجماعة والسياسيين من التيارات الليبرالية واليسارية، ويمثلها الدكتور أيمن نور، وأحمد حسن الشرقاوى».
وأضاف البيان «نذكر أننا دائمًا ما كنا نؤكد أن هناك مفاوضات تدور في الخفاء للقضاء على الثورة الإسلامية الوليدة من رحم ثورة 25 يناير، ونبرأ من أي مفاوضات لا تأتي بحقوق الشعب كاملة، وعلى رأسها عودة مرسي ومجلس الشورى ودستور 2012، وقبل ذلك كله القصاص من القتلة المجرمين المفسدين».
وأكد الحزب أن ممثليه في الخارج الدكتور ياسر سري، الجهادي المقيم في لندن، ومجدي سالم، نائب رئيس الحزب، رفضا المشاركة في المؤتمر.


وقال محمد أبوسمرة، القيادي بالحزب، إنهم لم يشاركوا في الاتفاقية «لعلمهم بوجود مفاوضات في الخفاء برعاية دولة خليجية على علاقة بالولايات المتحدة، وأن ما تم الإعلان عنه في بروكسل متفق عليه مع الجانب الأمريكي الذي استشعر الخوف بعد تهديدات القاعدة وتزايد عمليات التفجير في الفترة الأخيرة».
وأضاف لـ«المصرى اليوم» أن أيمن نور وبعض الأحزاب الليبرالية التابعة للتحالف وراء عقد المؤتمر، متعجبًا من انعقاده فى بروكسل وليس تركيا.


وأوضح «أبوسمرة» أن الوثيقة التي أعلن عنها في بروكسل «تأتي ردًا على ظهور بوادر تحالف إسلامي ثوري يسعى إليه الجهاديون بعيدًا عن الإخوان»، مؤكدًا أن لديه معلومات تفيد بأنه «تم الاتفاق على عودة مرسي ليطرح نفسه للاستفتاء».


ولفت إلى أن «الولايات المتحدة وافقت على هذه البنود، وستبدأ التدخل في شؤون مصر لعودة الرئيس المعزول وإلغاء الانتخابات الرئاسية، بعد مخاوفها من تشعب الجهاديين وعودة العمل المسلح ضدها، والتهديد بقيام ثورة إسلامية برعاية الجهاديين»، على حد تعبيره.
وقال حاتم عزام، القيادى بحزب الوسط، إن الوثيقة المعلن عنها في بروكسل «تهدف لاستعادة الثورة، وتوحيد صفوفها لتحقيق أهدافها المعروفة»، نافيًا وجود أي علاقة للجاني الأمريكي أو غيره بالأمر.
ونوه إلى أنهم يهدفون إلى «إسقاط النظام العسكري، وبناء نظام ديمقراطي حديث يعتمد على تداول سلمي للسلطة دون تدخل القوات المسلحة في العمل السياسي».
وقال الدكتور كمال حبيب، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، «الإخوان يحاولون في الفترة الأخيرة صناعة فعاليات ثورية جديدة للتغطية على تراجع حشودهم وعدم انضمام أي شرائح اجتماعية جديدة لهم»، مؤكدا «فشل الإخوان» في اجتذاب طوائف جديدة على أرض الواقع.
وأضاف لـ«المصري اليوم» أن كل الأسماء الموقعة على الوثيقة «تأخونت» من خلال مواقفها السياسية الملازمة للجماعة، وأن هذا التحرك الخارجي «إعلاميًا أكثر منه تنظيميًا».
وتابع «حبيب» بالقول إن الجماعة تحاول تشكيل لوبي في الخارج لمواصلة الضغوط على السلطات المصرية من خلال هذه التحركات، مشيرًا إلى أن مصادر تمويل الجماعة لتنظيم هذه الفعاليات «تأتي من قطر وتركيا والجمعيات الخيرية الأهلية التابعة لها، ورجال الأعمال الإخوان مثل يوسف ندا».
وقال الدكتور أحمد بان، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية «وثيقة بروكسل محاولة جديدة للإخوان لتحريك المشهد بعد أن فشلت الجماعة في خلق حالة ثورية ونشر الفوضى في الشارع المصري».
وأضاف «انطلاق الوثيقة من بروكسل يكشف عن وجود قوى دولية داعمة لها»، مستطردًا «أتصور أن الولايات المتحدة الأمريكية تقف وراء الوثيقة، في محاولة منها لإبقاء أوراق في أياديها، لكن هذه الوثيقة لن يكون لها أي أثر».