رأى الصحفي الأمريكي توماس فريدمان أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتقد أنه «سوبرمان»، مضيفا أن أمريكا وأوروبا والإصلاحيين الأوكرانيين لديهم «القدرة مع بعضهم البعض على إطلاق قوة مضادة قد تصيبه بالعجز».
وقال «فريدمان»، في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الخميس، إن «بوتين» يعتقد أنه يعرف خصومه أكثر مما يعرفون أنفسهم فيما يتعلق بالقضية الأوكرانية.
وقال «فريدمان» إن «بوتين» يعتقد أن الأمريكيين لن يأخذوا أبدا قضية موارد الطاقة على محمل الجد، وأن الأوروبيين لن يكونوا جادين أبدا بشأن فرض عقوبات، مضيفا أن الإصلاحيين الأوكرانيين لن يكونوا جادين بشأن الحكم، وأن بإمكانه السيطرة على القوات الانفصالية التي أطلقها في شرق أوكرانيا كما يحلو له.
وأشار الكاتب الأمريكي إلى أنه منذ استبعاد الولايات المتحدة إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا، كان يجب أن تعتمد قدرتها قصيرة الأمد في التأثير على بوتين على عقوبات محددة الأهداف.
وأضاف أنه لذلك يتعين على «أوباما» أن يجتمع بقادة الكونجرس، مضيفا أن عليه أيضا وضع خطته على الطاولة بشأن توسيع مجال التنقيب عن النفط.
ومضى «فريدمان» في مقاله: «إن بوتين يعتقد أنه يعرفنا أكثر مما نعرف أنفسنا، ويعتقد أننا نتحدث كثيرا دون تطبيق أي شيء على أرض الواقع، ولديه العذر في ذلك: فمنذ عقود مضت، فشل الحزبان في أمريكا في تطوير استراتيجية خاصة بالطاقة، ودفعنا نحن ثمن ذلك».
ورأى «فريدمان» أن «بوتين» يعتقد أيضا أنه يعرف الأوروبيين جيدا، نظرا لأن الكثير منهم من المستفيدين من النفط والغاز الخاص به، موضحا أن رد فعل أوروبا جاء حتى الآن في صورة شعور بالضيق من «بوتين» أكثر من الغضب منه أو فرض عقوبات عليه.
وقال الكاتب الأمريكي إن الإصلاحيين الأوكرانيين لديهم دور كبير ليلعبوه، إذ يجب عليهم إيجاد سبيل لإجراء انتخابات حرة ونزيهة في أكبر القطاعات الممكنة من الأراضي الأوكرانية في 25 من الشهر الحالي، ثم الانتقال بسرعة إلى الانتخابات البرلمانية وإصلاح دستوري لوضع أسس لحكم لائق.
وأكد «فريدمان» أن آخر ما يريده «بوتين» لأوكرانيا هو حكومة إصلاحية منتخبة بنزاهة يكون لها شرعية ربط أوكرانيا بالاتحاد الأوروبي.