مجرد إمارة في يوجوسلافيا ما بعد الحرب العالمية الثانية، حفنة صغيرة من البشر يَسعون إلى الاستقلالِ بدولتهم في مطلع التسعينات، قبل أن يخوضوا شيئاً أكثر صعوبة في تعريف ماهية هذه الدولة، ولكن حين ذَهب دافور سوكر وأصدقائه إلى فرنسا عام 1998، كانت كرة القدم، كالعادة، هي ما عرَّف العالم بمساحةٍ صغيرة على الخريطة تُدعى كرواتيا، وعلّم الكروات ما يجب أن يشعروه اتجاه وطنهم.
منذ تلك المعجزة الصغيرة، لم تمرّ كرواتيا بأوقاتٍ جيدة في كأس العالم، الخروج من مرحلة المجموعات في كوريا واليابان عام 2002، تكرار نفس الأمر في ألمانيا 2006، قبل أن تفشل أصلاً في الوصول إلى جنوب أفريقيا 2010، وبعد صراع كبير في التصفيات المؤهلة.. تبدو الأمور متاحة في تلك المرّة لتحقيقِ شيء جديد للذكرى، بأفضل جيل كرة كرواتي منذ «سوكر».
وما يزيد من حجم الآمال أن «سوكر» نفسه موجود في التجربة بصورةٍ كاملة، رئيس إتحاد الكرة منذ عام 2012، الشخص الذي يتابع بدقة كل خطوات التطور منذ ذلك الوقت، ويثق الكروات في الأخوين «كوفاتش» مدربي المنتخب بناءً على ثقة «سوكر» فيهم.
مُدافع بخبرةِ داريو سرنا، لاعب وسط قادر على أن تبني خطط الفريق كله عليه مثل لوكا مودريتش، خط هجوم يقوده إدواردو دا سيلفا وماريو مانذوكيتش، ومن خلفهم جميعاً تجربة مُلهمة جداً كـ«سوكر»، تبدو الأمور مهيئة للذهابِ من أجلِ مُعجزة ثانية، أو على الأقل رحلة ناجحة تُعيد تذكير العالم بأمة صغيرة لا تتجاوز الـ4 مليون شخص، ولكنهم قادرين على فِعل الكثير.
«المصري اليوم» تستكمل متابعة المنتخبات المشاركة في مونديال البرازيل في الصيفِ المُقبل، وفي هذا الملف نستعرض حظوظ المنتخب الكرواتي، لاعبه الذي يحمل الكثير من الآمال فوق أكتافه، تاريخ مشاركاته بكؤوس العالم، والطريقة التي وصل بها في تلك المرة.
منذ تفكك يوغسلافيا السابقة في 1991 ظل المنتخب الكرواتي هو الأكثر جذبا للاهتمام والأكثر نجاحا من بين منتخبات الدول التي أسفر عنها هذا التفكك.
وانضم الاتحاد الكرواتي لكرة القدم إلى عضوية الاتحاد الدولي «فيفا» بعد أقل من عامين من انفصالها عن يوغسلافيا، ومنذ ذلك الحين، ترك المنتخب الكرواتي بصمة واضحة على ساحة كرة القدم الأوروبية والعالمية. ولذلك يشعر أنصار الفريق بالحزن ويغضبون من الإشادة التي يصبها نيكو كوفاتش، المدير الفني للفريق، على المنتخب البرازيلي، حيث يعتبره المرشح للفوز في المواجهة بين الفريقين بالمباراة الافتتاحية لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.. المزيد
«نحن أمة صعبة جداً، ليس لدينا سوى 4 ملايين شخص، ولكن توقعاتهم كبيرة منا، يريدون أن نصنع أشياء ضخمة، وإذا لم نفعل ذلك.. سيشعرون بخيبة الأمل».
عداد الوقت يُشير إلى الدقيقة 118 من مباراة كرواتيا وتركيا في رُبع نهائي أمم أوروبا عام 2008، عداد النتيجة 0-0، هجمة كرواتية غير جادة لإنهاء الوقت حتى ركلات الجزاء، فقط تلك اللمسة من «لوكا مودريتش» جعلت الفريق يأخذ الهجمة الأخيرة على محمل مُختلف، تمريرة وضعت «كلازينيتش» في مساحة يمنى فارغة مُتسعة، تحرك الفريق بأكمله للأمام، ورغم العرضية اليائسة التي ارتطمت بلاعب تركي، إلا أن «مودريتش» لم ييأس، لَحق بالكرة قبل أن تعبر لضربة مرمى، طَوَّعها تماماً، التفت بجسده، رَفع عينيه، عرضية مثالية على رأس البديل «كلازينيتش»، هدف، كرواتيا تضع تسعة أصابع في نصف النهائي للمرة الأولى بتاريخها، ويتبقى فقط 90 ثانية.. المزيد
تمكّن المنتخب الكرواتي من عبور منافسات شاقة في طريقه إلى مونديال البرازيل، وحل ثانيًا في المجموعة التي ضمت منتخبات مقدونيا وبلجيكا وويلز وصربيا وأسكتلندا، تعرف على رحلة المنتخب الكرواتي خلال التصفيات.. المزيد
تأسس الاتحاد الكرواتي لكرة القدم في عام 1912، وانضم إلى «فيفا» نفس العام، وتأهلت كرواتيا لنهائيات مونديال البرازيل 2014 بعد خوضها لمباراة الملحق أمام أيسلندا، تعرف على مشاركات كرواتيا الثلاثة السابقة في كؤوس عالم 1998، 2002 و2006.. المزيد