فرنسا 1998.. «زيدان» يعترف: راودنا الإحساس بأننا في إجازة

كتب: الألمانية د.ب.أ الثلاثاء 06-05-2014 11:39

ذكريات بطولة كأس العالم عام 1998 في فرنسا هي الأروع لدى زين الدين زيدان، الذي لا يزال يدرك حتى اليوم أن حلم تتويج فرنسا بطلة كان من الممكن أن ينهار في دور الستة عشر أمام باراجواي.

ويؤكد اللاعب السابق في كل مرة يواجه فيها سؤالا عن ملحمة مونديال 1998 «كأس العالم تمثل المرحلة الأهم في مشواري الرياضي، وبالطبع أفضل مكافأة يمكن الحصول عليها.. فالفوز بكأس العالم يمثل حلما لأي لاعب، وتسجيل هدفين في المباراة النهائية يمثل أفضل ذكرى في مسيرتي كلاعب كرة».

ولدى زيدان البالغ «41 عاما» تفسير واضح للنجاح الذي حققه منتخب بلاده في كأس العالم التي استضافها «سلاحنا الرئيسي كان بكل تأكيد الأجواء الطيبة التي كانت موجودة بيننا.. لم يكن يراودنا الشعور بأننا نلعب مباريات في كأس العالم.. الأجواء كانت جيدة لدرجة جعلتنا نشعر بأننا في إجازة».

ووصل «زيدان» إلى كأس العالم كلاعب أساسي في تشكيلة المدرب إيميه جاكيه، الذي يصفه بأنه «مدير فني يبث الإحساس بأنه مسيطر على كل شيء، يمنح الأمان لمن حوله»، بعد أن كان قد احتل موقعا في تشكيل يوفنتوس.. وبدأت فرنسا مشوارها في البطولة أمام جنوب أفريقيا حيث هزمتها «3/ صفر» في الشوط الثاني، وهو ما يعود الفضل الأول فيه إلى أداء كريستوف دوجاري، أفضل صديق لزيزو داخل عالم الكرة.

كما احتاجت فرنسا إلى نصف الساعة لدخول أجواء المباراة أمام السعودية، حتى أحرز هنري الهدف الأول وانتهت المباراة بنتيجة «4/صفر»، لكن مع نبأ سيئ حيث تعرض زيدان للطرد بعد أن دهس بقدمه اللاعب فؤاد أنور «دون قصد» كما أكد اللاعب الفرنسي، لكن اللعبة لم تترك أدنى شك لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» والذي أوقف اللاعب مباراتين.

وبعد ثمانية أعوام، في ألمانيا، تعرض زيدان للطرد مجددا، ولكن في ذلك الحين لم يكن من سبيل آخر، فنطحته الشهيرة للإيطالي ماركو ماتيراتسي تركت فريقه بعشرة لاعبين ودون قائد اعتبارا من الدقيقة 110 من المباراة التي خسرتها فرنسا في النهاية بضربات الترجيح.

وفي 1998، كانت فرنسا قد عانت أيضا دون زيدان، أولا أمام الدنمارك، رغم الفوز «2/1»، لكن المباراة الأصعب كانت أمام باراجواي، وفاز أصحاب الأرض في الوقت الإضافي، بهدف ذهبي سجله لوران بلان.

ويقول «زيدان»: «تلك المباراة كانت الأصعب في البطولة، لكنها أيضا التي نبهتنا إلى قدرتنا على الفوز باللقب».

وسقطت إيطاليا في دور الثمانية بعد إثارة أيضا بركلات الترجيح عقب التعادل السلبي، وجاء الدور على كرواتيا في قبل النهائي.

وشدد «زيدان»: «كان الوقت قد حان لوضع نهاية لتاريخ محبط لفرنسا في هذه المرحلة من البطولة، المنتخب الفرنسي العظيم الذي ضم جيريس وتيجانا وبلاتيني لم يكن قد عبر لأكثر من ذلك في الثمانينيات.. كان في مصلحتنا مرور وقت طويل على مشاركاتنا في بطولات دوري عالمية، وهي تجربة مفيدة للغاية».

ويتذكر زيدان فيما يتعلق بلقاء كرواتيا أنه «كان من تلك النوعية التي لا يجب الخسارة فيها».

ويقول متذكرا فوز فريقه «2/1»: «الوصول إلى تلك المرحلة والفشل رغم هذا الاقتراب من نهائي كأس العالم كان يبدو لنا أمرا غير إنساني، لحسن الحظ كان ليليان تورام من أنقذنا بأداء عبقري».

وفيما يتعلق بالنهائي، فإن زيزو وزملاءه للغرابة كانوا يفضلون البرازيل، وقال زيدان: «لو كانت هولندا قد فازت لباتت مشكلة، لأننا كنا متأهبين لنهائي حلم أمام البرازيل.. كانت الإثارة مكتملة، دخلنا إلى المباراة دون تردد».

ولهذا السبب جاء هدفا زيدان المبكرين بسرعة، فيما يرى صاحبهما أن هناك سبب واضح لذلك، حيث أوضح: «خلال الإعداد للمباراة، أكد إيميه جاكيه على أن البرازيليين لا يقومون برقابة جيدة في الكرات الثابتة أو الضربات الركنية».

وكان لهذا الانتصار تبعات سلبية لزيدان في الموسم التالي، وقال: «لفترة، لم تكن لدي رغبة في اللعب.. كل ما كنت أريده كان تذوق الفوز، والراحة، أعترف بأن موسمي مع يوفنتوس كان ضعيفا».

ويرى اللاعب الفرنسي السابق أن الفوز كان بمثابة هدية رائعة إلى البلد كله «في النهاية ساورنا الشعور بصنع شيء رائع يتخطى حدود الكرة.. الجميع انضموا إلى نفس القضية، لم يعد هناك فرنسيون أو سود أو عرب.. بعيدا عن الانتصار، جمع نجاحنا بلدا كاملا في احتفالية واحدة».