ألمانيا 2006: من «ماتيراتسي» إلى «زيدان»: شكرًا جزيلا.. سيدي

كتب: الألمانية د.ب.أ الإثنين 05-05-2014 13:33

سيبقى اسم ماركو ماتيراتسي مرتبطا إلى الأبد باسم زين الدين زيدان، فآخر مشهد في المسيرة المظفرة للاعب الفرنسي كان نطحة عنيفة في صدر الإيطالي، ومتى.. في الوقت الإضافي لنهائي كأس العالم في ألمانيا عام 2006، ومنذ ذلك الحين وقصة العداوة بينهما اكتسبت سمات الأسطورة.
وبعد نحو ثمانية أعوام من تلك الليلة من يوليو في برلين.. لا «زيدان» يريد الاعتذار ولا «ماتيراتسي» يبدو أن الأمر يهمه كثيرا.

وأثيرت العديد من الروايات حول ما حدث بين اللاعبين في تلك الثواني العشر، بعضها كوميدية والأخرى جادة، ولكن حتى بعد عشرات المقابلات لم تتضح الواقعة بصورة كاملة، العالم كله يعرف المشهد.. شاشات التلفاز بثته مرات لا حصر لها، لكن بالنسبة لمن لا يعرف، يمكن لموقع «يوتيوب» بثه من جميع الزوايا.





الدقيقة 110 من المباراة، «زيدان وماتيراتسي» يتبادلان الكلام فيما يتواصل اللعب في جانب آخر من الملعب، وفجأة يتوقف الفرنسي، يعود إلى الخلف ويطرح الإيطالي أرضا بنطحة من رأسه إلى صدر «ماتيراتسي».

ولم ير الحكم الواقعة، لكن مساعديه حذروه، ليقوم بإخراج بطاقة حمراء مباشرة إلى قائد المنتخب الملقب بالديوك.. بذلك، تنتهي مسيرة البطل الأكبر للقب الفرنسي الذي تحقق عام 1998. كان «زيدان» قد أعلن أنه سيعتزل عقب كأس العالم في ألمانيا، ولم يعد من حينها إلى ممارسة كرة المحترفين.. منذ اللقاء الذي انتهى بالتعادل «1/1» قبل أن تحمل إيطاليا الكأس بالفوز «5/3» بضربات الترجيح.

وقال «زيدان» البالغ «41 عاما» في مقابلة مع صحيفة «الباييس» الإسبانية بعد هذه الواقعة بسنوات «أطلب الصفح من كرة القدم، من الجماهير، من الفريق.. بعد المباراة دخلت إلى غرف الملابس وقلت: سامحوني.. ذلك لا يغير شيئا.. لكنني أعتذر للكل».

وأضاف: "لكنني لا أستطيع الاعتذار له (ماتيراتسي).. أبدا، مطلقا.. سيكون ذلك مشينا لي.. أفضل الموت». وبطابع حاد ونظرة وحشية وابتسامة قاسية، يتعايش «ماتيراتسي» بصورة جيدة إلى حد بعيد مع شهرته كقاتل، وهو ليس بالرجل الذي قد يطلب اعتذارا لشرفه الملوث، فقد رد على موقعه الشخصي: «لا تعليق» بجوار صورة مركبة كتب عليها ساخرا بالفرنسية: «شكرا جزيلا، سيدي»، للقطة التي ذاعت ذيوعا كبيرا لـ«زيدان» وهو يولي الملعب ظهره مطرودا وإلى جواره كأس العالم التي لن يكتب له لمسها.

ولكن، ما الذي قاله «ماتيراتسي» لـ«زيدان» ليرد على هذا النحو؟. «زيدان، ماذا يحدث؟ لم تخسر بعد ومع ذلك سقط شعرك؟» لو كان الإيطالي قد قال ذلك، ربما كان الفرنسي قد ضحك. ولكن تلك لم تكن سوى واحدة من 249 جملة ساخرة أوردها المدافع في كتابه الذي حمل عنوان «ما الشيء الذي قلته بالفعل لزيدان؟».

ويتعامل «ماتيراتسي» مع الأمر بسخرية، ويمنح عوائد الكتاب إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف»، لكنه يعرف أنه في هذه الحكاية، كما في كل مثيلاتها التي تورط فيها، ينتهي به الأمر بلعب دور الشرير، وبعد تحقيق تضمن استجوابا، انتهى الأمر بالإيطالي بالإيقاف مباراتين، أقل مباراة من «زيدان» الذي لم يكن عليه قط الخضوع للعقوبة.

وبعد شهور من الواقعة، قدم المدافع الإيطالي روايته حول ما حدث.. أوضح «ماتيراتسي» أن المواجهة جاءت بعد أن جذب زيدان من القميص، فقال له الفرنسي: «إذا كنت تريد القميص، سأعطيك إياه بعد المباراة»، وهو ما رد عليه الإيطالي بقوله «أفضل شقيقتك».

وقال لاعب إنتر ميلان المعتزل البالغ «40 عاما»: «في ملاعب الكرة تقال العديد من الأشياء الخطيرة»، قبل أن يعترف بعدها بفترة أنه وضع بعد كلمة «شقيقتك» لفظة «العاهرة»، ولكن «زيدان» أكد أن الإيطالي طال والدته في سبابه.

وكشف نجم ريـال مدريد السابق: «ليس عذرا، لكن والدتي كانت مريضة.. كانت في المستشفى، ذلك لم تكن الجماهير تعرفه.. لكنها كانت في حالة حرجة»، وتابع: «سبوا والدتي في أكثر من مناسبة ولم أرد قط، لكن هناك» وصمت.. وهناك صنعت واحدة من أشهر قصص العداء في تاريخ كأس العالم.

نهائي كأس العالم 2006 ترك صورة مشهورة، فآخر مشهد في المسيرة المظفرة للاعب الفرنسي زين الدين زيدان كان نطحة عنيفة في صدر الإيطالي ماركو ماتيراتسي.