خبير: تفضيل أغاني «شعبولا» عن «أم كلثوم» دليل على «تصحّر» آذان المصريين

كتب: متولي سالم الجمعة 02-05-2014 15:34

قال الدكتور إسماعيل عبد الجليل، رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق، الخبير الدولي في التصحر، إن آذان المصريين حدث لها تصحر وتدهوّر في سماع الفن الراقي، مدللًا على ذلك بتحوّل أذواق المستمعين من انتظار سماع حفلات «أم كلثوم» خلال الستينيات من القرن الماضي إلى الاستمتاع بسماع أغاني شعبان عبدالرحيم في السنوات الأخيرة.

وأضاف «عبد الجليل»، في لقائه مع برنامج «الحصاد» على قناة «مصر الزراعية»، الخميس، إن الفقر والجهل إحدى نتائج مشكلة «التصحر» التي تعاني منها مصر حاليًا سواء على مستوى الأغاني أو التعامل مع كنز الأراضي الزراعية.

وأشار إلى أن هناك مليونًا و500 ألف فدان صالحة للزراعة، وفقًا لاستراتيجية وزارة الزراعة، التي تم وضعها في عام 1997، جاهزة للزراعة بشروط، موضحًا أنه يجب على رئيس الجمهورية اللجوء لبدروم مجلس الوزراء، حيث توجد به آلاف الملفات والدراسات الخاصة بتنمية سيناء.

وأوضح أن معظم المشروعات القومية التي تم تدشينها في مصر، تم تنفيذ 95% منها، موضحًا أن هذه المشروعات يطلق عليها «مشروع إلا خمسة»، حيث إن ما هو متبقٍ منها أشياء بسيطة، مثل مشروع «توشكى» ومشروع «ترعة السلام»، لافتًا إلى أن الانتهاء من هذه المشروعات سيوفر مليونًا و500 ألف فدان.

وأضاف «عبدالجليل» أن إسرائيل تعقد مؤتمرًا سنويًا لدعم أفريقيا لمكافحة التصحر، مشيرًا إلى أن التصحر «عرض وطلب»، على حد قوله، بينما تحول الساحل الشمالي الغربي من سلة الغلال أيام الرومان إلى مناطق أكثر تصحرًا وتدهورًا في الإنتاجية الزراعية.

وشدد «عبدالجليل» على ضرورة عرض الواقع العلمي والحقيقة، فهناك بعض الأقاويل بوجود مليوني فدان صالحة للزراعة بسيناء، وهو كلام يصدر عن جهة مسؤولة عن التخطيط العمراني، ويعد ضحكًا على المواطنين، مشيرًا إلى أن مشروع ترعة السلام كان من المفترض أن ينتهي عام 2001، ولكنه حتى الآن لم ينته رغم مرور أكثر من 13 عامًا، نتيجة لعدم اتباع دراسات الجدوى والحقائق العلمية، رغم أهمية التوزان البيئي بمنطقة سيناء.

وأكد ضرورة أن تحترم الدراسات العلمية وأن تعمل كل جهة في تخصصها، مشيرًا إلى أن التصحر يحدث عندما تتجاوز الأحلام الواقع، مضيفًا: لدينا مساحة زراعية محدودة، وعدد السكان يتزايد بشكل كبير، ونصيب المواطن من الأرض الزراعية لا يتجاوز عُشر الفدان، بالإضافة إلى وجود مظاهر للتعدي على هذه الأرض المنتجة بالبناء.

وأوضح «عبد الجليل» أنه في فترة الستينيات كانت لدينا 5.5 مليون فدان في منطقة الدلتا، لافتًا إلى أن ظاهرة التصحر تحتاج للرصد المبكر، وأن أراضي في الدلتا والنوبارية تعاني من سوء الصرف.

وطالب «عبدالجليل» وزير الري بالذهاب لهيئة الصرف والتعرف على أسباب تأخر مشاريع الصرف الزراعي بالدلتا والنوبارية، مشيرًا إلى أن المنطقة بين الشيخ زويد ورفح تعتمد على المياه الجوفية، التي تطفو على المياه المالحة، ونتيجة الاستخدام الخاطئ لهذه المياه والسحب الجائر لهذه الآبار والتوسع الزراعي، أدى إلى حدوث تصحر برفح والشيخ زويد، وأصبح غير متاح زراعة بعض النباتات الطبية، كما أدى إلى تدهور زراعة الخوخ بمنطقة الشيخ زويد ورفح.