8 سنوات فقط جعلت منه أحد أفضل المواهب التدريبية الشابة في أوروبا، إنه دييجو سيميوني، الأرجنتينى صاحب الـ44 عامًا، المدير الفني الحالى للفريق الذي قلب الأوضاع في الكرة العالمية على مستوى الأندية، أتلتيكو مدريد الإسباني، والذي يقترب جدًا من تحقيق لقب الليجا بعد غياب 18 عامًا، كما تأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخه بعد 40 عامًا، ويحلم سيميوني ومعه كل عشاق الأبيض والأحمر بقنص لقب لم يتحقق من قبل حيث حل أتلتيكو وصيفًا لبايرن ميونخ موسم «1973/ 1974».
الدولى الأرجنتيني السابق، وأحد أكثر اللاعبين مشاركة بقميص التانجو في 106 مباريات دولية كلاعب، تولى القيادة الفنية لفريق أتلتيكو مدريد في ديسمبر 2011، وخلال ما يزيد قليلًا عن عام واحد، تمكن من قيادة فريقه إلى الفوز ببطولة الدوري الأوروبي للمرة الثانية في تاريخه وكأس السوبر الأوروبي وكأس الملك الإسبانية.
«سيميوني» كان لاعبًا في خط الوسط، وهو ما انعكس على طريقة إدارته الفنية للفرق التي قام بتدريبها، ويظهر ذلك من خلال تطبيقه لخطة لعب «4/ 4 /2» مع اهتمام كبير بخط وسط أتلتيكو مدريد الذي يمتاز بالمرونة الخططية دفاعًا وهجومًا، ويميل «سيميوني» إلى اللعب الهجومي وتناقل الكرة بسلاسة وسرعة بتمريرات قصيرة خاصة في منطقة الوسط، ومهما كان ضغط المنافس، لينقل الهجمة إلى مناطق الخطورة لدى الخصم بسرعة ومهارة.
وتبرز أمواج «سيميوني» الهجومية من خلال تحرك خطوطه ككتلة واحدة يربط بينها خط وسطه ببراعة ظهرت أمام أغلب الكبار فى مواجهات قوية وعنيفة، حيث نقل الأرجنتينى خبرته وقوة شخصيته إلى لاعبيه، وقد يتهم البعض فريق أتلتيكو تحت قيادة دييجو بالأداء العنيف، إلا أن الأمر لم يتجاوز حدود استخدام القوة البدنية وسرعة نقل الهجمة ومعدلات العدو الكبيرة التى يقدمها الفريق بشكل يحمل خليطًا ما بين الطريقتين الإسبانية والأرجنتينية المغامرة التى تنال رضا وإعجاب كل من يتابعها .
أجاد دييجو قيادة فريقه فى المواجهات الكبرى، فحقق الفوز بلقب كأس السوبر الأوروبي عام 2012 على حساب تشيلسى الإنجليزى، ونادرًا ما تنتهى المباريات النهائية الحاسمة بنتائج كبيرة، لكن فعلها سيميونى وحقق مع فريقه فوزًا عريضًا بنتيجة «4/ 1» ليقتنص اللقب بكل اقتدار، ثم عاد ليهزم ريـال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا عام 2013، بعد وقت إضافي بنتيجة «2/ 1» في مباراة قوية وعنيفة شهدت حالة طرد لكل فريق بالإضافة إلى طرد المدير الفنى للملكى وقتها، المثير للجدل جوزيه مورينيو، وهو الفوز الأول لأتلتيكو وقتها فى ديربى مدريد بعد سلسلة من الفشل استمرت 14 عامًا و 25 مباراة.
وهذا الموسم، يسير أتلتيكو مدريد مع سيميونى على نفس النسق الرائع، حيث لم يتلق أى هزيمة فى دورى أبطال أوروبا حتى الآن، ووصل إلى المباراة النهائية بسجل خال تماما من الخسارة، واحتل صدارة المجموعة السابعة قبل أن يتغلب على ميلان الإيطالى بالفوز ذهابا وإيابا فى دور الـ16، ثم أزاح برشلونة من طريقه في ربع النهائى قبل أن يلقن تشيلسى درسًا قاسيًا فى نصف النهائى.
أما فى الدورى الإسبانى، فالكل يتابع مسيرته المظفرة التى اقتربت كثيرًا من أن تكلل بالنجاح وقنص اللقب الغالى، وفى طريقه نحو لقب الليجا لم يتمكن برشلونة أو ريال مدريد من إلحاق الهزيمة به، حيث خسر ريـال مدريد منه ذهابًا وتعادلا في الإياب، كما تعادل معه برشلونة ذهابًا وقد يحتفل أنصار أتلتيكو مع مدربهم المتوهج باللقب فى كامب نو، معقل الكتالونيين، ولعل عدم قدرة الكبار على هزيمة سيميونى وفريقه تكون مؤشرًا لما قد يحدث فى الليجا أو دورى الأبطال.
سيميونى قاد أتلتيكو فنيًا في 143 مباراة، فاز في 95 بنسبة نجاح «66.43%»، وهى أعلى نسبة له مقارنة بكل الفرق التى قام بتدريبها، وتعادل في 26 وخسر 22 مباراة، وكان قد استهل مشواره التدريبى عام 2006 في نادى رايسينج كلوب الأرجنتيني، الذي لعب ودرب فيه في آن واحد، وتنقل بين عدة أندية أرجنتينية ريفر بلات و إستوديانتيسديلابلاتا و سان لورينزو، كما درب أيضًا فريق كاتانيا الإيطالي.
أدار دييجو 348 مباراة مع كل الفرق التى قام بتدريبها، فاز فى 190 بنسبة نجاح (54.60%) وتعادل فى 72 وخسر 86.. وشارك كلاعب فى صفوف المنتخب الأرجنتينى فى ثلاث كؤوس عالم «1994، 1998 و 2002»، كما حقق الفوز كلاعب ببطولات عدة منها الدوري الإسباني والدوري الإيطالى، كأس ملك إسبانيا وكأس إيطاليا، وبطولة كأس أوروبا وكأس السوبر الأوروبي، ولعب لفرق إنترناسيونالى و لاتسيو وأتلتيكو مدريد وإشبيليه.