سفير الهند في مصر يكتب: القاهرة ونيودلهي تعاون ثقافي مستمر

كتب: اخبار الأربعاء 30-04-2014 21:02

وصلت فى شهر 2012 إلى مصر كسفير للهند بعد مرور خمسة وعشرين عاماً على الفترة التى قضيتها فى مصر أول مرة. وبالرغم من تغير المشهد السياسى بصورة جذرية، فإن الروابط الثقافية بين الدولتين التى لمستها ظلت كما هى دون تغير. وانطلاقاً من مشاعر الحب المتبادلة وسعياً وراء إيجاد روابط ثقافية بين البلدين قمنا بتدشين مهرجان استمر لمدة شهر لأول مرة فى ربيع عام 2013 تحت عنوان «الهند على ضفاف النيل». وبالرغم من المخاوف التى تتعلق بعدم ملاءمة التوقيت لإقامة المهرجان، كنا على ثقة بأن طبيعة المشاعر الدافئة لدى الشعب المصرى سوف تمكننا من التغلب على الصعاب- وفوجئنا بالاستجابة الممتازة فى جميع الفعاليات التى تم عرضها بما شجعنا على العمل بجد لإقامة الدورة الثانية للمهرجان هذا العام.

وكانت أول دورة لمهرجان الهند على ضفاف النيل بداية لحدث غير عادى. وقد ازدهر التعاون الثقافى من خلال التفاعل بين الفنانين الهنود والمصريين. عملت د. هبة حندوسة، المدير التنفيذى لشبكة مصر للتنمية المتكاملة، مع الفنانة جايا جاتلى التى قامت بتنسيق معرض للخط، واصطحبت مجموعة من الفنانين من مصر لزيارة الهند هذا الشتاء وتبادلوا خبراتهم حول تطوير المهارات، ومهارات التصدير والتسويق فى مجال الحروف اليدوية. هؤلاء الفنانون والراقصون والكتاب والخطاطون تحدثوا مع نظرائهم الهنود عن طبيعة حرفهم وقاموا بإقامة روابط إنسانية تتجاوز المحادثات الرسمية والاستقبالات الدبلوماسية.

ويبقى هذا النوع من التعاون هو الهدف الأساسى الذى نضعه نصب أعيننا فقد شهدت القاهرة والإسكندرية وغيرهما من أنحاء البلاد مزيجاً فريداً من عروض الثقافة الهندية بروافدها التراثية والحديثة، فى بداية المهرجان قدمت مسرحية بوليوود «قصة حب» وهى مسرحية موسيقية تعرض بدار الأوبرا المصرية وانتقلت إلى الإسكندرية وغيرها من المحافظات. كما تناولت الفنانة الشهيرة شابانا عزمى فى حوارها مع الناقد السينمائى سمير فريد موضوع الأغنياء فى السينما الهندية. بينما دار النقاش بين الشاعر الغنائى الشهير جافيد أختر والشاعر بخيت بيومى حول موضوع الأغنية فى السينما المصرية. كما قدمت مجموعة من العروض التراثية منها رقصة الكاتاك الكلاسيكية والموسيقى الفلكلورية لراجستان، قدمها مجموعة من أفضل الفنانين فى مجالهم. ومن الفعاليات الأخرى المهمة ندوة تحت عنوان «نساء متميزات» حول مجموعة من النساء الهنديات والمصريات حققن إنجازات بارزة، ومعرض خاص للسارى الهندى بمتحف محمود مختار. وحيث إن الثقافة تضم أيضاً الجانب السياسى، عرض رسام الكاريكاتير الساخر سودهير تايلانج مجموعة كبيرة من أعماله بالاشتراك مع الفنان جورج بهجورى وجمعية الكاريكاتير المصرية. وناقشت مجموعة من الكتاب الهنود والمصريين موضوع التحولات التى تشهدها المجتمعات وذلك من خلال ندوة أدارها د. محمد سلماوى.

إن الفعاليات فى هذه الدورة من المهرجان بتنوعها وتعددها لا تمثل فقط عروضاً قائمة بذاتها، ولكنها تمثل أيضاً فرصاً للتبادل الثقافى تفتح آفاقاً جديدة وتؤسس لعلاقات جديدة. إن مهرجان الهند على ضفاف النيل يعد بأن يكون جسراً معاصراً وفعالاً يربط بين الثقافتين العريقتين لكل من مصر والهند.