«عندما تفشل الدبلوماسية سيتوجهون إلى الابتزاز».. مقولة تسعى الولايات المتحدة لتطبيقها بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن العقوبات المفروضة على روسيا، على خلفية الأزمة الأوكرانية، لم تؤت ثمارها المأمولة حتى الآن.
فقد بدأت الإدارة الأمريكية البحث عن طرق بديلة للضغط على موسكو، وعلى رأسها توجيه ضربة مؤلمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر توجيه ضربة لثروته الشخصية.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية بدأت البحث مؤخرا عن الثروة السرية للرئيس الروسي، على أمل أن يتمكنوا من تهديده عبرها، وإجباره على تغيير موقفه من الأزمة الأوكرانية.
وبحسب البيانات الرسمية الصادرة عن الكرملين، ربح بوتين العام الماضي 104 آلاف دولار فقط، ولكن التقديرات الغربية تشير إلى أنه يملك ثروة تتراوح بين 40 إلى 70 مليار دولار.
ولكن الكثير من المراقبين يشككون في صحة هذه التقديرات، مشيرين إلى ما روجت له التقارير الغربية بشأن ثروة الرئيس المصري السابق حسني مبارك، والتي قدرتها بـ70 مليار دولار أيضا خلال أحداث ثورة 25 يناير، وهو ما اعتذرت عنه المصادر المروجة لها لاحقا، معترفة بخطأ التقديرات، وعلى رأسها صحيفة «الجارديان» البريطانية.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن إدارة أوباما تفكر في فرض عقوبات جديدة على عدد من العلامات الاقتصادية الروسية الكبيرة المقربة من بوتين، لبعث رسالة إليه بأن الولايات المتحدة تعرف اين يخفي الرئيس الروسي ثروته، وأنه في نهاية الأمر قد يجد نفسها هدفا للعقوبات بشكل مباشر أو غير مباشر.
ويبحث عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي إصدار تشريع يلزم الإدارة الأمريكية بإعلان تقديراتها لثروة بوتين، كي يعلم بها الشعب الروسي، ولكن البيت الأبيض يرفض فعل ذلك حتى الآن.
وتشير بعض التقارير إلى أن البحث عن الثروة السرية للرئيس الروسي بدأت في النصف الأول من العقد السابق، عقب الغزو الأمريكي للعراق. فقد قام أحد المشرفين الأمريكيين الذين أداروا عملية البحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، باكتشاف أن الرئيس العراقي صدام حسين كان يقدم رشاوى للقادة الروس طلبا لمساعدتها من اجل إلغاء العقوبات الدولية المفروضة على بغداد. ورفض وزير الخارجية الأمريكي آنذاك كولين باول الكشف عن هذه المعلومات للرأي العام.
وفي 2007 قدمت الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) تقريرا سريا عن ثروة بوتين، قالت فيه إنه يملك نسبة كبيرة من أصول شركة Gunvor ، التي يقع مقرها في سويسرا، وحققت عائدات بلغت 91 مليار دولار العام الماضي، وتعد رابع أكبر شركة لتجارة النفط في العالم.
ويقول التقرير الاستخباراتي أيضا إن بوتين يمتلك أيضا أسهما في شركة الطاقة الضخمة «جازبروم» التي تستحوذ على أكبر مخزون من الغاز الطبيعي في العالم، وكذلك شركة النفط الكبرى Surgutneftegaz. وقدرت الاستخبارات الأمريكية ثروة بوتين منذ 7 سنوات بنحو 40 مليار دولار.
في المقابل فإن البيانات التي أعلنتها روسيا منذ أسبوعين تبرز بوتين باعتباره أفقر سياسي في الكرملين. فذكرت أن دخه العام الماضي بلغ 3.7 مليون روبل روسي، اي ما يعادل 104 آلاف دولار فقط، ويملك 3 سيارات سناعة روسية، وشقة مساحتها 77 مترا مربعا، وقطعة أرض، وجاراج.
وأعلن الكرملين على موقعه قائمة بثروات سياسيين روس آخرين أكثر ثراء بكثير من بوتين، مثل نائب رئيس الوزراء ايجور شوفالوف الذي ربح وزوجته العام الماضي 13.4 مليون دولار، وتملك أسرته 6 منازل فاخرة وعدد من السيارات الفارهة غالية الثمن.