في مقال للكاتب ديفيد فروم، الكاتب بـ«سي إن إن»، تحدث فيه عن احتمالية وصول هيلاري كلينتون لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، قال فيه: «كما فعل ميت رومني وجون مكاين (من المحتمل) أن تترشح هيلاري كلينتون أيضاً للرئاسة عام 2016 وهي جدة، وهذه الحقيقة غير الصادمة قد أشعلت جدلاً في وسائل الإعلام يتمحور حول فيما لو كانت كلينتون ضحية للتمييز الجنسي».
يقول «فروم»: «لنفترض بأن الجدة كلينتون فازت بانتخابات عام 2016، فإنها ستصبح ثاني أكبر رئيس للولايات المتحدة الأمريكية عمراً، بعد رونالد ريجان الذي انتخب بعمر 69 عاماً، ولكن هل يمكن بأنها قد تقدمت بالعمر؟ لقد شعر الناس بأريحية في مناقشة عمر جون ماكين عندما رشح نفسه للانتخابات سابقا».
وأشار عنوان عريض ظهر بموقع «صالون» الليبرالي إلى أن «تحديد عمر للرئاسة حتى ولو كان تحديده لفظياً، يمكنه أن ينعكس سلبياً على المرشحات الإناث، اللواتي يعتبرن أكبر عمراً من نظرائهن الذكور عندما يبدأن مشوارهن السياسي».
ويضيف أنه ستظهر أوراق هيلاري كلينتون في هجومها على مونيكا لوينسكي بادعاء جنونها وتعقبها لزوجها الوسيم، وهذا يمكن أن يعتبر خط الدفاع الأول الذي يمكن أن يستعمله البيت الأبيض للتعامل مع الفضيحة الجنسية عام 1998، إذ قاد الساعد الأيمن لهيلاري كلينتون، سيدني بلومينثال حملة انتقام من الصحفيين والسياسيين الذي عارضوا عائلة كلينتون، أبرزهم سوزان شميدت الصحفية في جريدة «واشنطن بوست».
ويشير «فروم»: «ينطبق الأمر ذاته عند ذكر زواج كلينتون، إذ يتوقع أن يطالب المرشح الجمهوري المحتمل راند بول بمساءلة هيلاري عن بعض فضائح فترة رئاسة زوجها وفي الوقت الذي كانت فيه كلينتون غير مسؤولة عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية الجدية خلال فترة حكم زوجها، إلا أنها كانت العقل المدبر لتعيين محققين خاصين وتدر العشيقة السابقة لكلنتون جينيفر فلاورز عندما أعلن عن علاقتهما عام 1992، وفقاً لسيرة ذاتية نشرت عام 2007».
ولا يوجد هنالك ما يؤكد أن فترة رئاسة هيلاري كلينتون يمكنها أن تحقق الازدهار الاقتصادي والسياسي الذي شهدته فترة تسعينيات القرن الماضي، فالسياسة الخارجية التي اتبعتها هيلاري كلينتون كانت غير واضحة ومشكوكا فيها وهو أمر أشارت إليه هيلاري بنفسها، ولكن الأمر غير المشكوك فيه هو أن رئاسة أخرى لعائلة كلينتون يمكنها أن تحرق السياسات باتجاه تدمير ذاتي مثل الذي ترأسته كلينتون قبل 20 عاماً والذي حذرت منه حملة أوباما الانتخابية عام 2008. (إحدى أبرز الطرائف في رئاسة هيلاري كلينتون ستتمثل في اكتشاف الجمهوريين لنزاهة باراك أوباما الخالية من الفضائح).
هيلاري كلينتون تطلب منا أمرين، أولهما هو أن تتم معاملتها والحكم عليها مثل أي رجل ناجح في السياسة، ومن جانب آخر ترغب منا أن نتذكر بأن جميع آمال النساء حول العالم مرهونة بحصولها على الوظيفة التي تتمناها، مثلما قالت في الليلة التي انتهت فيها الانتخابات عام 2008 لصالح أوباما: «رغم عدم قدرتنا على تحطيم اللوح الزجاجي القاسي والمرتفع هذه المرة، إلا أنه وبفضلكم أحدثنا فيه 18 مليون شرخ، ليتخلله الضوء كما لم يحدث من ذي قبل، لنمتلئ أملاً بأن المرة القادمة ستكون أسهل وأننا سنعمل بجد لتحقيق هدفنا، ابقوا معي وقفوا معي لنصنع التاريخ معاً».