أعرب الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن «قلقه العميق» حيال الأزمة اليونانية وتأثيرها على الاقتصاد الأوروبى والأمريكى.
وقال أوباما فى مقابلة مع محطة التليفزيون الروسية «روسيا»: «أنا قلق جدا حيال ما يجرى فى أوروبا». وأضاف: «لكن أعتقد أن الأوروبيين أدركوا أن الأمر خطير جدا. اليونان اتخذت إجراءات صعبة جدا. وعلى كل حال، لقد وضعوا خطة تدعو إلى اتخاذ إجراءات صعبة».
وأوضح أوباما أنه «فى حال توصلنا إلى جعل الوضع فى أوروبا مستقرا فإن الأمر يكون جيدا بالنسبة للولايات المتحدة وسيكون جيدا أيضا لروسيا»، مشيرا إلى أن الأزمة اليونانية والتأثير الذى تركته على الأسواق العالمية كانا بمثابة «تهديدات جدية» للولايات المتحدة.
وكان قادة أوروبا اتفقوا، مساء الجمعة، فى بروكسل على تفعيل خطة مساعدة اليونان التى ستدفع بموجبها دول «اليورو» 80 مليار يورو ويؤمن صندوق النقد الدولى 30 مليارا أخرى. وستبدأ الأموال بالوصول إلى خزينة الدولة اليونانية فى موعد أقصاه 19 مايو مقابل خطة تقشف صارمة تلقى معارضة شديدة فى اليونان.
ومن جانبه، اعتبر الرئيس البرازيلى لولا دا سيلفا أن أوروبا «تأخرت كثيرا» فى مناقشة الدعم المالى اللازم لمساعدة اليونان على مواجهة أزمة المديونية.
وقال لولا، أمس الأول، إن «اليونان تواجه مشكلات مالية خطيرة منذ عام 2008 ولم يتم آنذاك تبنى تدابير لمساعدة أثينا كالتى تتم مناقشتها، الآن، وهو ما أدى إلى تفجر الأزمة».وفى غضون ذلك، كشف مصدر حكومى أن رئيس وزراء البرتغال تعهد لنظرائه فى الاتحاد الأوروبى بأنه سيخفض العجز فى الموازنة أكثر مما كان مخططا له، هذا العام، بحيث يسجل 7.3 % من إجمالى الناتج المحلى لمحاولة تجنب انتشار أزمة ديون اليونان فى بلاده.
ونقل المصدر عن رئيس الوزراء جوزيه سقراط قوله لزعماء دول الاتحاد الأوروبى الأخرى خلال اجتماعهم فى بروكسل إن حكومة الأقلية التى يرأسها سترجئ بعض خطط الأشغال العامة مما سيمكنها من تسجيل خفض أكبر مما كان متوقعا للعجز فى الموازنة.
وجاءت الخطوة بينما عمل المسؤولون فى الاتحاد الأوروبى على وضع آلية للدعم المالى لمنع انتشار فوضى ديون اليونان إلى دول فى محيط منطقة اليورو مثل البرتغال وإسبانيا. وفى الوقت نفسه، اعتذر رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلسكونى الرئيس الروسى ديمترى ميدفيديف عن عدم حضور احتفالات الذكرى الـ65 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، أمس، وأبلغه بأنه مضطر للبقاء فى إيطاليا بسبب الأزمة فى منطقة اليورو.
وأطلع برلسكونى الرئيس الروسى على «الجهود التى يبذلها بالاتفاق مع القادة الأوروبيين الآخرين لمواجهة الأزمة المالية الحالية». وأوضح أن «المبادرات الجارية تتطلب إجراء اتصالات متواصلة وتنسيقا دائما يتعذر القيام بها خلال وجوده فى موسكو».
وكانت مظاهرات الاحتجاج قد تواصلت، أمس الأول، فى اليونان ضد خطة التشقف التى ستنفذها الحكومة فى إطار الاتفاق مع منطقة اليورو وصندوق النقد الدولى.