ياسر أيوب يكتب : منير ثابت

الإثنين 10-05-2010 00:00

من بين كثيرين اضطروا مؤخرا لترك مناصبهم ومقاعدهم بعدما عجزوا عن تغيير لائحة الاتحادات الرياضية التى لم تعد تسمح ببقاء أى وجه أو اسم أكثر من ثمانى سنوات.. أتوقف دائما عند رجل واحد فقط.. لم يحاول أن يبقى رغم أنه كان يستطيع.. لم يطلب تغيير اللائحة رغم أنه كان يقدر.. هو اللواء منير ثابت.. الذى ترك الصخب دائرا فى كل مكان حوله وجمع حاجياته فى هدوء وترك منصبه كرئيس لاتحاد الرماية ومقعده كرئيس للجنة الأوليمبية المصرية ومشى فى هدوء..

 ولم يكن منير ثابت مثل غيره مضطرا للاستجداء ومحاولة الالتفاف على أى لائحة وكل قانون أو نظام.. لم يحاول مثل غيره الاستقواء بأى اتحادات أو مؤسسات دولية لإجبار مصر على تغيير لوائحها.. فقد كان باستطاعته أن يطلب ذلك ببساطة من الرئيس مبارك الذى تجمعه به صلة النسب وصداقة العمر.. ولكنه لم يطلب ذلك لا من الرئيس ولا من شقيقته السيدة سوزان مبارك ولا من أى أحد آخر..

 وقد تذكرت ذلك وأنا أتابع كل هذه الجهود والخطط غير المعلنة التى يقوم بها الآن سمير زاهر ومجدى عبدالغنى ومعظم أعضاء اتحاد الكرة لمطالبة الفيفا بالضغط على مصر لتغيير لائحة اتحاد الكرة وإلغاء بند الثمانى سنوات حتى يبقوا على مقاعدهم وفقا لمشيئة الله وإرادته.. ولا أنكر أننى أحس بالضيق من كل هؤلاء الذين لا يريدون أى تغيير فى مصر سواء على الساحة الرياضية أو بقية الساحات الأخرى.. ويسعون بكل قوة لإغلاق أى باب أمام أى فكر أو وجه جديد يأتى معهما التغيير والحيوية والطموحات المشروعة للجميع..

 وليس من أجل هؤلاء فقط تذكرت منير ثابت.. وإنما أردت فقط أن أقول لمحمود أحمد على، رئيس اللجنة الأوليمبية المصرية، إنه بدلا من كل هذه الصراعات السخيفة والمزعجة والفارغة بشأن لجنة الاحتفال بمئوية اللجنة الأوليمبية المصرية، ومَن الذى سيرأس هذه اللجنة، ومَن الذى سيتواجد فى أكبر عدد من الصور وفوق أكبر مساحات متاحة فى الصحافة أو على شاشة التليفزيون..

 أظن أنه لايزال محمود أحمد على ومجلس إدارته إسناد هذه المهمة لمنير ثابت، ليس فقط باعتباره الوحيد فى مصر صاحب العضوية الدائمة فى اللجنة الأوليمبية الدولية، وبالتالى تربطه علاقة وثيقة بكل الشخوص والأسماء الكبيرة هناك وفى العالم كله، وإنما لأن علاقاته أيضا فى مصر تسمح له بالقفز على كثير من الحواجز والموانع،

ففى العالم كله يستفيدون من أصحاب المناصب الكبرى سياسيا أو رياضيا حين يبعدون عن مقاعدهم، فبقيت اللجنة الأوليمبية الإسبانية والحكومة هناك أيضا تسندان مهام عديدة لسامارانش منذ تقاعده وحتى وفاته.. والبيت الأبيض يستدعى أحيانا الرؤساء السابقين للمشورة ولمهام معينة تتطلب خبراتهم وعلاقاتهم.. وأظن أن منير ثابت الآن هو الأصلح لقيادة الاحتفال بمائة سنة لجنة أوليمبية فى مصر.

yayoub@gmail.com