كلما طالعت شيئاً عن العلاقة الحميمة بين إسرائيل وقطر أتذكر شاعراً عربياً ذاب عشقاً فى معشوقته فقال:
وأحبها وتحبنى .. ويحب ناقتها بعيرى
فعلاقة العشق مع أمريكا التى تمتلك مقراً للقيادة المركزية الأمريكية وأيضاً أكبر قاعدة لسلاح الجو الأمريكى فى الشرق الأوسط تغطى قرابة نصف مساحة الدويلة تفسر عشقها لإسرائيل، وعندما نشاهد معلومات مصورة لقصور أمراء قطريين فى المنتجعات الإسرائيلية وزيارات القادة القطريين لإسرائيل للترفيه والعلاج لا نتعجب فعلاقة الارتباط القطرى- الأمريكى الوثيقة تملى عشقاً قطرياً مع إسرائيل.. وأتذكر قول الشاعر:
أمر على الديار ديار ليلى..
أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبى..
ولكن حب من سكن الديارا
وهكذا فإن القبضة الأمريكية تكمل إرادتها بعشق قطرى- إسرائيلى تفرضه وتحميه أمريكا. وقد بدأت العلاقات الرسمية بين البلدين عام 1996 مع افتتاح إسرائيل بعثة اقتصادية فى الدوحة ثم زيارة شيمون بيريز رئيس وزراء إسرائيل ثم عديد من كبار المسؤولين. ثم كان اللقاء الحميم فى منتدى داقوس [فبراير 2008] بين عبدالله خليفة آل ثان رئيس الوزراء وأهود باراك كخطوة حاسمة تستهدف سحب الملف الفلسطينى من مصر لتحتكر قطر إدارة هذا الملف وبدأت وساطة قطر للإفراج عن شاليط.. وتتوالى آليات التعاون القطرى الإسرائيلى ولعل أخطرها كانت محاولة قطرية للتداخل فى ملف الغاز. وأعلن فى إسرائيل أن وزير التجارة والصناعة القطرى اتصل تليفونياً بنظيره الإسرائيلى ليبلغه استعداد قطر لتصدير أى كميات غاز ولمدة مفتوحة وبأسعار السوق، وكانت المفاجأة أن صدر بعد فترة تقرير مشترك عن معهد أبحاث الأمن القومى الإسرائيلى ومركز ديان لدراسات الشرق الأوسط إفريقيا جاء فيه «نحن لم نخطط أبداً لشراء الغاز من قطر وإنما كانت قطر تلعب دور الكرباج للضغط على مصر كى تبيع الغاز لإسرائيل بسعر مقبول». وبعد ثورة 25 يناير كانت قطر مخلب التدخل الأمريكى فى مصر فيكتب يعقوب هاداس الرئيس الأسبق لممثليه إسرائيل فى قطر «تتزايد تدخلات قطر فى مناطق الاحتكاكات والصراع فى الشرق الأوسط بشكل يتناسب عكسياً مع حجمها الصغير جداً» وتواصل قطر لعب دور المخلب الأمريكى. وأذكر أن صحفياً سألنى كيف نوقف التحريض والتمويل والعدوانية القطرية ضد ثورة 30 يونيو فأجبت «قطر هى الشجرة المسمومة التى تخفى غابه المؤامرات الأمريكية فى المنطقة، وعصمتها ليست فى يدها فوجهوا ضغوطكم ضد أمريكا وساعتها ستسكت قطر وقناتها وعملاؤها فالمال القطرى له حنفية يمسك بها السيد الأمريكى، أما رأيى الشخصى فى حكام إمبراطورية قطر العظمى فقد سجلته من زمن سابق عندما أدلى وزير الخارجية السابق بتصريح يقول إن رمز مصر هو كباريهات شارع الهرم وقلت له:
هبك كما تدَّعى وزيراً
وزير من أنت يا وزير
والله ما للأمير معنى
ما بالمن أوزره وزيراً
وأخيراً تصمم قطر على اتهام 30 يونيو بأنه انقلاب وقد اشترك فيها 30 مليون مصرى بينما مجموع سكان قطر أصغر من سكان حارة فى مصر ثم هم جميعاً انقلابيون الجد انقلب على أبيه ثم الأب على الجد ثم الابن على الأب.. مش كده؟