الأقباط يحتفلون بأحد السعف اليوم.. وأسعاره تقفز من 2 إلى 10 جنيهات

كتب: ميلاد حنا زكي السبت 12-04-2014 21:18

يحتفل ملايين الأقباط، اليوم، بعيد «أحد السعف»، وهو تقليد بدأه الأقباط منذ دخول السيد المسيح إلى أورشليم فى فلسطين، واستقباله بسعف النخيل والورود وسمى «أحد الشعانين»، حيث اعتاد الأقباط الخروج إلى الشوارع، بعد الصلوات، يحملون السعف والورود والسنابل، ويخرج الأطفال يلهون بفرح.

ويعتبر «أحد الشعانين» هو الأحد السابع من الصوم الكبير والأخير، قبل عيد الفصح أو القيامة، وهو يوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة أورشليم، ويسمى الأسبوع الذى يبدأ به هذا الأحد: أسبوع الآلام، ويعرف أيضا هذا اليوم بـ«أحد السعف أو الزيتونة»، لأن أهالى القدس استقبلته بالسعف والزيتون المزين، فارشين ثيابهم وأغصان الأشجار والنخيل تحته، لذلك يعاد استخدام السعف والزينة فى أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم، وترمز أغصان النخيل أو السعف إلى النصر، أى أنهم استقبلوا المسيح كمنتصر.

واستمرت احتفالات الأقباط المصريين بـ«أحد السعف» كما هى دون تغيير، لكن الذى تغير هذا العام هو تصدير سعف النخيل إلى إسرائيل، حيث أحالت النيابة الإدارية قبل أيام قليلة 5 مهندسين زراعيين بالحجر الزراعى بمطار القاهرة إلى المحاكمة الجنائية، بتهمة تسهيل تصدير 14 طنا من السعف إلى إسرائيل، بالإضافة إلى كشف وزارة الزراعة تورط شركة استيراد وتصدير فى أكبر عملية لتهريب سعف النخيل إلى الأردن، تمهيداً لتصديرها إلى إسرائيل.

وتشتهر تجارة السعف بأنها تجارة موسمية، وأغلب العاملين بها يعملون فى مهن أخرى بقية شهور السنة.

وقال صموئيل لمعى، أحد تجار السعف، الذى يعمل أيضا فى محل ذهب: «ننتظر هذا اليوم من كل سنة، حيث يتجمع فيه العائلات، ونتجمع كبائعين للسعف قبلها بأسبوع، وننزل إلى المزارعين، ونتفق معهم على تسلم السعف، مساء الخميس، أى قبل عرضه للبيع بثلاثة أيام لتجهيزه».

وأوضح لمعى أنه كتاجر لم يسمع عن بيع السعف إلى إسرائيل خلال السنوات الماضية، مشيرا إلى أن أغلب التجار يسافرون إلى المزارعين فى قرية «أبورواش» بمحافظة الجيزة لشراء سنابل القمح منها، ويعرف المزارعون هناك موعد هذا الموسم، ويجهزون كميات هائلة لبيعها، أما الورد فيتم إحضاره من المزارع بجسر السويس، والسعف من محافظة الشرقية. وأضاف: «أشترى كل عام حوالى 200 قالب سعف و400 سنبلة، وهذه الكمية تكفى لكى يعم الرزق علينا جميعا، مع العلم بأن هناك تجارا آخرين، ومعهم كميات تقارب الموجودة معى، لكن كلها تنفد فى هذا اليوم، ففى يوم أحد السعف، يذهب التجار إلى كنائس كثيرة، لكننى أفضل الكنائس الموجودة فى المناطق الراقية، لأن البيع يتم هناك بأسعار جيدة، والفصال قليل».

وتابع لمعى: «قالب السعف السنة الماضية كان يباع بـ 150 قرشا للجملة، ونبيعه بداية من 2 جنيه، لكن هذه السنة ارتفع سعره ووصل إلى 10 جنيهات، وتختلف الأسعار طبقا للأشكال المختلفة».

وعن ذكريات يوم أحد السعف قالت دينا، ربة منزل: «يجتمع كل أفراد الأسرة، ليلة أحد السعف، ونشترى سعفتين ونبدأ ورشة عمل، فالكبار يقومون بعمل غوايش وخواتم وقلوب وصلبان وشكل الجحش للأطفال، كما يعلمون الصغار كيفية عمل أشكال السعف المختلفة».

وأضافت: «نحرص على عمل صلبان كبيرة لتكون بركة فى البيت طول السنة، وصلبان صغيرة لوضعها بالحافظة، وفى نهاية اليوم نجهز كل الأشكال من السعف، ونذهب بها إلى الكنيسة، فى الصباح الباكر، للرشم بالماء المصلى».وقالت فيفيان فرانس: «يوم أحد السعف، يستيقظ جميع أفراد الأسرة من الصباح الباكر للذهاب للكنيسة، ونحن اعتدنا على عدم شراء السعف إلا بعد الانتهاء من صلاة القداس، حتى لا يلهو الأطفال بالسعف أثناء القداس، وبعد انتهاء الصلاة نشترى كميات كبيرة من السعف، ونحتفظ بها كتذكار».

وأشار مايكل جرجس إلى أنه يفتقد والده فى أحد السعف هذا العام، خاصة أنه كان ينفذ أشكالا مختلفة بالسعف، موضحا أنه ينتمى لإحدى قرى محافظة المنوفية المشهور عنها عمل أشكال كثيرة جدا من السعف منها الحمار (الأتان) والتاج والصلبان.

وأضاف جرجس: «ونحن أطفال كنا نحسب هذه الأشكال للعب فقط فى هذا اليوم الذى ننتظره كل سنة، وعندما كبرنا عرفنا أنها ترجع لترتيبات وأحداث اليوم من شكل الحمار الذى ركبه السيد المسيح وتاج الشوك». وتابع: «فى الريف يطعمون الخوص بعد جدله بالورد البلدى، ويصبح شكله جميلا، والأسر دائما كانت تتنافس مع بعضها على كيفية عرض السعف وأشكاله، وكانوا يتباهون بذلك».