«المصرى اليوم» تروى تجربتها فى الصحافة الاستقصائية فى المؤتمر العالمى للصحفيين الاستقصائيين

السبت 01-05-2010 00:00

أن تجلس بين نخبة من أساتذة الصحافة الاستقصائية فى أوروبا وأمريكا، وتقضى بصحبتهم 5 أيام لتبادل الخبرات والآراء حول الآلية المثلى لتنفيذ بعض التحقيقات، هى تجربة رائعة بكل المقاييس، لكن أن تجد صحيفة عربية وحيدة يتم اختيار اثنين من محرريها ليلقيا محاضرات لأكثر من 500 صحفى جاءوا من جميع أنحاء العالم، رغم الحقيقة المؤكدة أن العرب حديثو العهد بالصحافة الاستقصائية، فهذا هو الجديد.

كان الموعد المحدد لإطلاق هذا المؤتمر هو 21 من أبريل الحالى، ليستمر حتى 25 من الشهر نفسه، إلا أن نشاط بركان أيسلندا، وإغلاق أغلب مطارات أوروبا كانا بمثابة إشارة قوية لتأجيل المؤتمر العالمى السادس للصحافة الاستقصائية الذى من المقرر أن تستضيفه العاصمة السويسرية جنيف، أو إلغائه تماماً، كلها خيارات مطروحة طوال 5 أيام سبقت موعد الإطلاق، حتى بدأت شركات الطيران فى مراوغة البركان أملاً فى إيقاف نزيف خسائرها، وكانت الخطة البديلة لنا هو الطيران إلى برشلونة أو باريس، حيث مازالت الفرصة سانحة لاستقبال الرحلات القادمة من أفريقيا، ثم تكتمل الرحلة إلى جينيف بالقطار الدولى، لكن تحسناً مباغتاً عشية موعد إطلاق المؤتمر، أعاد الخطط الأولية إلى حيز التنفيذ.

ولم يستطع منظمو الحدث الدولى استضافة الـ600 صحفى من قارات العالم الست ـ كما كان مقرراً ـ بعد تخلف 25٪ منهم بسبب البركان وحضر أغلب المشاركين إلى مقر المؤتمر على نفقتهم الخاصة، باستثناء المتحدثين الرئيسيين، حيث نظم حفل استقبال للتعريف بهم وتقديمهم إلى المشاركين: هذا مارك هانتر الصحفى الأشهر مزدوج الجنسية «أمريكى ـ فرنسى» وذاك سيمور هيرش، الذى كشف عمليات التعذيب الممنهج للجيش الأمريكى فى سجن أبوغريب العراقى ومذبحة ماى لاى فى فيتنام، والإيطالى روبرتو سفيانو، مؤلف كتاب «جومورا» الأكثر مبيعاً فى معظم دول أوروبا، والذى كشف فيه أسراراً خطيرة تتعلق بالمافيا الإيطالية، دفعته للعيش متخفياً تحت حماية الشرطة منذ أربعة أعوام، والعراقى منتظر الزيدى، صاحب واقعة الحذاء الشهيرة وبين هؤلاء.. كانت «المصرى اليوم» حاضرة.

اختار منظمو المؤتمر «المصرى اليوم» ممثلة فى كاتبى هذه السطور ـ هشام علام ودارين فرغلى ـ للمشاركة كمتحدثين رئيسيين، واستعراض تجربة تحقيقهما الاستقصائى الذى أثبتا خلاله تلوث مياه النيل بفعل الصرف الصناعى.

«ربما كانا الأصغر سناً بين المتحدثين فى المؤتمر، لكنهما أكدا من خلال ما قدماه أن العالم العربى به مستوى راق من التحقيقات الاستقصائية يستحق طرحه على المستوى الدولى وليس مجرد الإشادة به» هكذا علق جون فيليب سيبى، رئيس المؤتمر، بعد المحاضرة مشيداً باستخدام «المصرى اليوم» تقنيات «الفيديو» البسيطة وغير المكلفة من أجل الجمع بين التحقيقات الاستقصائية المكتوبة وتوثيقها عن طريق الفيديو، وهو ما جعله يقدم الدعوة لمحررى الجريدة للمشاركة فى الاجتماع التحضيرى للمؤتمر المقبل فى العاصمة الأوكرانية «كييف».

وأبدى «سيبى» سعادته بانضمام زملاء من العالم العربى لهذا الحدث العالمى، معتبراً ذلك فرصة قوية لتبادل الخبرات والاطلاع أكثر على تفاصيل المنطقة العربية، لافتاً إلى أن 75٪ من الصحفيين المدعوين تمكنوا من الحضور رغم تعطل حركة الطيران بعد ثوران بركان أيسلندا، فيما أشادت رنا الصباغ، المدير التنفيذى لشبكة أريج، بالجهود التى تبذلها «المصرى اليوم» للارتقاء بمستوى التحقيقات الاستقصائية فى مصر، لافتة إلى أن إدارة تحرير الجريدة تعد الأفضل بين الإدارات التحريرية التى تعاملت معها فى العالم العربى».

وبدأت المحاضرة بعرض للفيلم الذى يبين خطوات إجراء تحقيق تلوث النيل والذى حاز على جائزة أريج للصحافة الاستقصائية نهاية العام الماضى والمرشح لجائزة دبى للصحافة العربية، فيما قامت بتقديم الزميلين فيفيان والت، الصحفية بجريدة «التايمز» الأمريكية،

وبعدها تم شرح كيفية التعامل مع العقبات التى تواجه المحقق الاستقصائى وكيفية التغلب عليها وتوثيق المعلومات، واستخدام الطرق الجذابة لعرض الموضوعات، وامتدحت دانكا ديرفاج، مقدمة برنامج عن التحقيقات الاستقصائية فى تليفزيون بروسيا، أسلوب تنفيذ التحقيق وقالت إنها ستلجأ إليه لإثبات حالة مماثلة فى موطنها، فيما قالت مريان سيبو الصحفية بمجلة «لو بروجريه» الفرنسية إنها تقوم بتوثيق الطرق المبتكرة فى التحقيقات الاستقصائية عبر فيلم وثائقى ينتجه التليفزيون الفرنسى، وأنها ستضمنه تحقيق «المصرى اليوم».

وفى اليوم الأخير للمؤتمر، وعقب عشاء رسمى، أقيم حفل موسيقى كبير على نهر الرون، قدم فيه مارك هانتر نفسه كعازف رائع للجيتار، وقدم مجموعة من الأغانى باللغتين الإنجليزية والفرنسية لتبدأ بعدها رحلة العودة.