جازف السيرك الأوكراني - السوري بتقديم عروضه لمدة أسبوع في النادي الاجتماعي في بلدة جرمانا (10 كم شرق دمشق)، وهو الذي لم يحتضن منذ بدء الحرب في سورية إلا الجنازات تقريبا، بعد أن أوغل الموت والخوف في يوميات السوريين جراء الحرب المتواصلة في بلدهم.
ووفقا لتقرير نشره شوكت أبوفخر، على موقع «هنا صوتك» التابع لإذاعة هولندا العالمية، فإن الأطفال السوريون ذهبوا للسيرك، على أمل مشاهدة اللاعبين الأوكرانيين الذين يتقنون ألعاب الخفة والهواء والحركات البهلوانية، إلا أن اللاعبين الأوكرانيين لم يحضروا.
ويقول أنس نكد، مدير السيرك: «جئنا إلى جرمانا، لأنها الوحيدة في ريف دمشق التي نستطيع تقديم العروض فيها، لكننا تفاجأنا بأصوات القصف والقذائف من كل الاتجاهات».
ويضيف نكد: «ظروف الحرب التي تعصف بسوريا، حالت دون قدوم الفريق الأوكراني، والعرض هنا لم يحقق غاياته المادية، إذ لكل مهنة مردود مادي، نخشى نصب خيمة كبيرة لممارسة ألعاب الهواء في هذه الظروف، لذلك نعمل في الصالات والقرى، وبالكاد وجدنا ركنًا صغيرًا في حارة شعبية في جرمانا أقمنا عليها سيركنا الخاص».
ويؤكد نكد أنهم لا يستطيعون إقامة السيرك خارج دمشق العاصمة لاعتبارات أمنية كثيرة، بالإضافة إلى أن أجور اللاعبين الأوكرانيين الكبيرة بالقياس بأجور السوريين، وصعوبة تأمين تحركهم وانتقالهم من منطقة إلى أخرى وسط كل المخاوف الأمنية، هو ما يعيق ذلك. وحول فريقه يقول نكد: «نحن خمسة سوريين عملنا مع السيرك الروسي – الأوكراني في فترة سابقة، وقدمنا حفلات في لبنان والأردن وليبيا».
بدوره يقول المهرج تيتو: «تخرجت من أوكرانيا عام 2005 وعملت في السيرك هناك، وعشت في روسيا بعد ذلك لمدة عام واحد، أنا متخصص بألعاب التوازن والاكروبات». أما اللاعبة كريستينا فتقول: «أقوم بلعبة القطار ورقصة البطة، نتمنى أن نستطيع زرع البسمة على وجوه الحضور». مغامرة ألعاب الخفة وفقرات من برامج الأطفال، زرعت البسمة على وجوه الجميع، وخاصة الأطفال الصغار، الجمهور الأكبر للسيرك إذ استمتع الجميع بالفقرات المسلية بمشاركة الصغار.
وتقول منيرة درويش، مديرة روضة أطفال: «هذه أول مرة نغامر بإخراج الأطفال خارج الروضة، ولسوء حظنا فقد سقطت عدة قنابل هاون هذا اليوم، لكن الأطفال فرحوا كثيرًا بالفرجة، والمشاركة بالألعاب مع المهرج». وتضيف درويش: «ما قدمه أعضاء الفريق، جميل ويناسب هؤلاء الصغار، ولا يوجد أفاع وحيوانات كاسرة، كما جرت العادة في السيرك، والألعاب من وحي عالم الصغار».
وأعربت الطفلة علا أبودرغم عن سعادتها لمشاهدة عروض السيرك، وقالت: «أعجبني عرض المهرج، لكني خشيت من المحارب، وهو يرمي السكاكين على اللوح الخشبي».
أما الطفل اياس الخطيب (5 سنوات) فقال: «أتيت مع والدي ووالدتي من منطقة قريبة من جرمانا، تسمى الدويلعة لرؤية السيرك، وصادفت قريبي هنا، وكنت سعيداً بذلك». بدوره قال شادي سلوم أحد الحضور: «جئت برفقة أطفالي للتسلية، وهذه أول مرة أحضر فيها سيرك على أرض الواقع، العروض جميلة، فيها تسلية وترفيه للأطفال».
في النادي الاجتماعي سرق فريق السيرك والأطفال ساعة من زمن الحرب للتسلية والفرح ليلوذ الجميع بعدها من جديد كما كل السوريين في خوف وقلق عميقين.