سادت حالة من الهدوء على الشريط الحدودي الفاصل بين مدينتي رفح المصرية والفلسطينية بعد الاشتباكات التي استشهد خلالها الجندي المصري «أحمد شعبان»، أمس، إثر إطلاق النار عليه من الجانب الفلسطيني، بحسب مصادر أمنية مصرية.
وأغلقت السلطات المصرية معبر رفح، اليوم الخميس، بعد أن فتحته لأربع أيام متتالية للسماح بعبور الفلسطينيين العالقين على الجانبين، كما تم إدخال وفد فني ليبي وسوري، ومن المقرر أن يعود غداً الجمعة، إلى معبر رفح أعضاء قافلة «شريان الحياة» بعد قضائهم 48 ساعة في غزة، وفقاً للمهلة التي حددتها السلطات المصرية للمتضامنين لتسليم المساعدات الى الفلسطينيين.
وقال العديد من سكان المناطق القريبة من معبر رفح إنهم يتخوفون من عودة الاشتباكات والمظاهرات التي تتم على الحدود خاصة أنها تمثل إرهاقاً مستمراً لهم، بعد الاجراءات الأمنية التي يتعرضون لها، من جانب السلطات الأمنية التي تتخوف دائماً من وجود فلسطينيين داخل الحدود أو محاولة اجتياحها.
وزارت «المصري اليوم» موقع استشهاد الجندي «أحمد شعبان»، أمس، الذي يشهد تواجداً أمنياً كثيفاً حيث انتشرت الحواجز الحديدية، بالقرب من بوابة صلاح الدين.
وقال أحد أصحاب المنازل المجاورة للبرج الذي استشهد داخله الجندي المصري، إنه شاهد الفسطينيين يرشقون الجانب المصري من الحدود بالحجارة، ثم تلا ذلك إطلاق نار متقطع من الجانبين، وهو أمر تكرر في الفترة الأخيرة أكثر من مرة، ثم فوجي الجميع بإصابة الجندي واستشهاده.
وأكد مصدر أمني أن تعزيزات كبيرة وصلت بالفعل إلى المناطق الحدودية، وعلى طول الطريق المؤدي إلى مدينة رفح المصرية، في الوقت الذي عاش فيه سكان رفح المصرية حالة من الترقب والقلق خشية تجدد الاشتباكات بين الفلسطينيين والجانب المصري، وشوهدت أعداد كبيرة من جنود الامن المركزي عند بوابة صلاح الدين، بالإضافة إلى سيارات المطافي للتصدي لأي محاولة لاختراق الحدود.
كانت قافلة «شريان الحياة 3» قد أكملت دخولها عبر معبر رفح البري في ساعة متأخرة من مساء أمس، بعد اشتباكات أمام بوابة مطار العريش، أصيب خلالها 17 من رجال الأمن المصري، ونحو 40 متضامن من أعضاء القافلة، تجددت على إثرها المفاوضات التركية، وتم إدخال 518 متضامن هم جميع أعضاء القافلة بعد الافراج عن المحتجزين على خلفية الاشتباكات، بينما تم السماح لـ159 شاحنة فقط من أصل 201 بالدخول، بعد اعتراض السلطات المصرية على تلك السيارات على أساس أنها لا تحمل مساعادات انسانية بل أدوات بث فضائي وأدوات اليكترونية أخرى، وشددت على ضرورة عبورها من معبر كرم أبو سالم الذي يسيطر عليه الاسرائيليين.
وقال «زاهر الببراوي» المتحدث باسم القافلة، في تصريحات صحفية ، " إن الوفد التركي قرر أن يعيد شحن السيارات التي لم يسمح لها بالدخول، إلى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان أو سوريا، حتى لا يستولي عليها الاسرائيليون.
من جانبه هاجم «جورج جالاوي» عضو البرلمان البريطاني، ورئيس القافلة، السلطات المصرية، بحدة، فور دخوله إلى قطاع غزة قائلا، "أعلنها على الملأ، لن تطأ قدماي أرض مصر مرة أخرى"، وأضاف في تصريحات لقناة «الجزيرة» الفضائية أن "بعض الوزراء المصريين يسيئون إلى صورة مصر وشعبها العظيم عبر مواقفهم في عرقلة المتضامنين الدوليين".
وبرر رئيس حزب «الاحترام» البريطاني، قراره بأنه يشعر أن المسئولين المصريين يعطلون القافلة لتصفيه حسابات شخصية معه، وهو ما يدفعه إلى التخلي عن رئاسته للقوافل القادمة، متهماً وزارة الخارجية المصرية بـ"الكذب" على العالم بحسب قوله.