فى منطقة السيوفية فى السيدة زينب، التى تضم عدداً كبيراً من الآثار الإسلامية، تعانى «تكية المولوية» ومسرح الدراويش الملحق بها، من اهمال شديد تبدو معالمه منذ الوهلة الأولى، فالأثر الذى يعود تاريخه إلى أكثر من 400 سنة،
ويماثل التصميم الأصلى الموجود فى تركيا، تحيط به المياه الجوفية المختلطة بالصرف الصحى وتنتشر حوله القمامة التى يلقيها سكان المنطفة، إلى جانب وجود «فرن عيش بلدى» مواز لسور المسرح، ويوجد على سطح الأثر براميل بلاستيكية كانت تستخدم فى الفرن، كما أن مئذنته تركت دون ترميم حتى الآن، الغريب أن المنطقة الملاصقة للأثر تحولت إلى «خرابة»، والكلاب الضالة تتجول داخل التكية، مما يخيف الزائرين.
وتعود أهمية «تكية المولوية» ومسرح الدراويش إلى كونهما الوحيدين من نوعهما فى مصر، وهما يؤرخان للطائفة المولوية التى أسسها الشيخ جلال الدين الرومى، وعاشت فى مصر أثناء العهدين العثمانى والمملوكى، وتوجد نسخة من كتابه «المثنوى» تحت المسرح، وهو مكان كان أفراد الطائفة يمارسون فيه الطقوس الدينية من صلاة وتعبد وقراءة للقرآن.
ورغم زيارة فاروق حسنى، وزير الثقافة، والدكتور حمدى زقزوق، وزير الأوقاف، وزاهى حواس، رئيس المجلس الأعلى للآثار للمنطقة لافتتاح مسجد ابن طولون، وسبيل أم عباس اللذين يقعان فى أول شارع السيوفية، ويبعدان أمتارا قليلة عن مسرح وتكية المولوية، فإن الإهمال الذى يتعرض له الأثر مازال قائما ولم يلفت أنظار المسؤولين.
قال د. عبدالخالق مختار، مدير منطقة آثار جنوب القاهرة، إن مشروع ترميم تكية المولوية متوقف حاليا لسفر رئيس البعثة الإيطالية وسوف يستكمل فور عودته، ويشمل المشروع ترميم المئذنة وقصر الأمير ياشباك،
وأضاف: «المياه التى تغطى الجزء الخارجى لسور التكية والمسرح لم يعرف سببها، والمنطقة أرسلت العديد من الإخطارات لهيئة الصرف الصحى التى أرسلت بدورها معاينات للمكان، لكن المشكلة مازالت قائمة، ولكن لا يوجد تأثير خطير على الآثار الموجودة».