يدعم المجلس الثقافى البريطانى بالقاهرة برنامج «كايرو كولينج»، الذى أطلقته شركة «100 نسخة» المصرية ومحطة «رينز إف إم» البريطانية، ويعمل على مد الجسور بين موسيقى المهرجانات المصرية والموسيقى الإلكترونية فى لندن، لتقديم المواهب الفردية من مصر والمملكة المتحدة وأيضاً لعرض أفضل الأعمال التعاونية المشتركة من خلال فعاليات عامة للجمهور. أجرت «المصرى اليوم» الحوار التالى مع «كاثى كوستين»، رئيسة قسم الإبداع الفنى والثقافى لمصر بالمجلس، حول المشروع والأعمال الأخرى التى يقدمونها فى مصر.
■ ما الذى سيستفيده المشاركون فى مشروع «كايرو كولينج» من البلدين.
- يوجد جانبان لهذا المشروع: الأول هو الجانب الإبداعى فى إنتاج موسيقى جديدة، وتعرف الفنانين المشاركين على بعضهم البعض، والثانى متعلق بصناعة الموسيقى من خلال مناقشة العملية الإنتاجية للموسيقى وإدارة الفنانين وإقامة فعاليات، والعقود وتوزيع الموسيقى بهدف الربح، بما يمكن المشاركين فى البرنامج من الحصول على المال مقابل ما يفعلونه، لأنهم فى اللحظة الراهنة لا يحصلون على أموال كافية نتيجة أعمالهم التى يستمع إليها الجميع، وأحد الأشياء التى تعلموها فى البرنامج هو كيفية الحصول على دخل مادى من مشاهدة والاستماع إلى موسيقاهم على يوتيوب، خاصة أن مقاطع الفيديو الخاصة بهم يشاهدها الملايين.
■ موسيقى المهرجانات متهمة بالإضرار بالذوق العام، ما رأيك فى هذا النقد؟
- نحن فى المجلس الثقافى البريطانى لا يمكننا أن نقول إن هناك ذوقاً عاماً للبلاد، وبالمثل لا يمكننا افتراض أن هناك ما يمكن أن يطلق عليه «ذوق وطنى» فى أى مكان، فهناك الملايين من البشر يعيشون فى البلد الواحد، ولهم أذواق مختلفة، وهذا التنوع فى الأذواق هو ما يتجاوب معه المجلس البريطانى من خلال الحديث مع أنواع مختلفة من الفنانين، فإلى جانب «كايرو كولينج» نقدم أيضاً الدعم لمشاريع أخرى تركز على الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجاز. وبالنسبة لى فإن موسيقى المهرجانات موجودة فى كل مكان، ولهذا فإنه من الخطأ افتراض أن هناك من يمتلك الحق فى إقرار ما هى «الموسيقى الجيدة» أو أن هناك أذواقاً معينة يجب مراعاتها وأخرى لا. وأعتقد أن نجاح موسيقى المهرجانات يأتى من كونها تعبيراً عما يدور فى أذهان الشباب القادمين من المناطق الشعبية، التى تشكل الأغلبية فى مصر، عما يحدث الآن. كما أن موسيقى المهرجانات تأتى من الشوارع وتعكس ما يراه غالبية المواطنين.
■ ما دور الفن والثقافة فى التحول الاجتماعى من وجهة نظرك؟
- أعتقد أن هناك جانبين فى هذا الإطار، الأول هو استخدام الفن والثقافة لتعليم المواطنين طرقاً مختلفة لإنجاز الأشياء وللتصرف والتحول إلى مواطنين ناشطين، والجانب الآخر هو العمل على التحقق من أن كل الأفراد لديهم إمكانية الوصول للفن والثقافة، بغض النظر عن المستويين المادى والاجتماعى، ولهذا فإن غالبية أنشطتنا تركز على الخروج بالفن، ما يمكن أن نطلق عليه «الأماكن المعتادة للفنون».
■ ما تأثير سياسة الحكومة البريطانية على عملكم فى مصر؟
- أعتقد أن الحكومة البريطانية لا تمتلك سياسة ثقافية محددة، وبالنسبة لعملى فى المجلس الثقافى البريطانى سياستنا تعتمد على بناء الثقة والعلاقات الجيدة بين شعوب البلدين، وخلق فرص لهما معاً، ومن خلال هذا وبشكل عام تتلخص السياسات الخارجية الرسمية فى محاولة خلق عالم أكثر أماناً وتبادل المنافع، وما نفعله على أرض الواقع هو محاولة لمزج هذا فى عملنا دون التأثير على العمل الثقافى والفنى ذاته. وبالنسبة لمصر على وجه التحديد فإنها، فى علاقتها بالحكومة البريطانية، تندرج تحت فئة «المساعدة الإنمائية الرسمية»، وهو ما يعنى باختصار التزام بريطانيا بمساعدة مصر فى تنمية الجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية دون الدفع بأجندة سياسية، ولهذا فإن مائة بالمائة مما نفعله هنا هو ما يصب فى مصلحة مصر وليس حول الأجندة البريطانية.
■ هل تؤثر قرارات وسياسات الحكومة البريطانية، مثل منحها الإذن لقيادات من جماعة الإخوان بالإقامة على أراضيها، على عملكم فى مصر؟
- نسمع أحياناً مثل هذه الأسئلة، ولكننا لسنا مؤسسة سياسية، نحن هنا لمساعدة المصريين على المستوى الفنى والثقافى والتعليمى، ولهذا لم يحدث أن أثرت السياسة على عملنا فى مصر بغض النظر عما يحدث فيها. والمرة الوحيدة التى حدث فيها مثل هذا الأمر كانت منذ فترة طويلة أيام حرب الكويت، ولم تأت من الحكومة المصرية ولا مجمل المصريين، وإنما من فنان كان يستعمل المساحات الموجودة بالمركز فى البروفات الخاصة بفرقته وأخطرنا بأنه لن يستخدمها مرة أخرى اعتراضاً على قرار الحكومة البريطانية المشاركة فى تلك الحرب.