«التعايش مجرد شعار.. مدينة عكا مثل كفار سابا ورعنانا وحيفا، يجب المحافظة على هويتها اليهودية».. بهذه العبارة التحريضية فى حق عكا التى تعتبرها «اليونسكو» نموذجا للطراز العثمانى الإسلامى، جاهر الحاخام «يوسى شطرين» بدعوته للحفاظ على «التاريخ اليهودى الممتد لآلاف السنوات فى عاصمة الجليل». ورغم تصنيفها الدولى، تجرأ الحاخام على قول: «نحن هنا لنحافظ على الهوية اليهودية ونقف فى الامتحان القومى الصهيونى باحترام وجدارة».
جاء ذلك وسط تزايد حدة الممارسات الصهيونية فى المدينة، بهدف نزع طابعها الفلسطينى العربى. وتُنفذ هذه الممارسات من قبل أذرع المؤسسة الإسرائيلية المختلفة، من خلال عدة أساليب أبرزها، العمل على طرد الفلسطينيين الذين صمدوا فى مدينة عكا، البالغة نسبتهم قرابة 29%، ومعظمهم يقطنون فى عكا القديمة، قلب المدينة النابض بالجمال، والذى يعتبر مركزا سياحيا، لما يحمله من إرث تاريخى أهلها للانضمام إلى قوائم «اليونسكو» العالمية.
وعلى ضوء الخطر المحدق لتهويد مدينة عكا، نظم مركز إعلامى معنى بالمجتمع الفلسطينى داخل دولة إسرائيل جولة للمدينة بالتعاون مع جمعية «الياطر» للتنمية الثقافية والاجتماعية.
أقيمت الجولة بهدف توفير مصادر جديدة وواقعية للصحفيين، بعيدا عن الشرطة والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، لاستعراض واقع سكان المدينة من الفلسطينيين، وطرحها على أجندة الإعلام المختلفة، ومن ثم تشكيل وسيلة ضغط فى محاولة لتغيير الوضع القائم فيها.
شارك فى الجولة صحفيون من وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية والأجنبية، وقدم خلالها سامى هوارى من جمعية «الياطر» شرحا وافيا عن الوضع القائم فى المدينة من إهمال جارف فى حق السكان العرب، وإجحاف تجاه الآثار والمبانى التاريخية الفلسطينية فى المدينة، ومحاولات تهويدها.
ولا تعترف إسرائيل بحى بساتين الرمال الفلسطينى فى عكا، القائم قبل عام 1948، ويعيش به قرابة 200 شخص، ويُمنع الأهالى فى هذا الحى من البناء، وبيوتهم الحالية مبنية من الخشب وألواح الزينكو، ويفتقر الأهالى لمؤسسات طبية ومدارس، وبنى تحتية، وفقط فى الآونة الأخيرة تم إيصال البيوت بشبكة الكهرباء بقواهم الذاتية دون أى مساعدات من بلدية عكا.