دفاعاً عن مصر فى بروكسل

محمد أبو الغار الإثنين 31-03-2014 19:40

فى طريقى إلى أمريكا، توقفت يوم الأربعاء الماضى فى بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبى لإجراء مقابلات للدفاع عن الوطن فى وجه التيار العارم ضدنا منذ 30 يونيو. ويرجع الفضل فى ترتيب هذه الزيارة إلى السفيرة المتميزة فاطمة الزهراء وكيل أول وزارة الخارجية. وكان اللقاء الأول مع رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان البلجيكى، وسألنى عن توقعاتى لمستقبل مصر فى الفترة القادمة وعن الإخوان، ويعتقد أن عودة الاستقرار وتوقف الإرهاب خطوة أساسية. وسأل عن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وموعدها، وأبدى اهتماماً كبيراً بوجود تمثيل حقيقى للشعب وللأحزاب فى البرلمان القادم. وسألنى عن وضع الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى وأسماء الشخصيات المعروفة فيه. وأدان بشدة الإطالة فى حكم رؤساء دول العالم الثالث لأنه بعد مدتين يفقد الرئيس قدرته وينعزل عن الشعب. وبعد ذلك نظم لى الملحق الإعلامى المصرى لقاء مع أشهر صحفى بلجيكى اسمه بدوان لوس، واستمر الحوار ما يقرب من ساعة، وبالطبع شمل الحوار مشاكل مصر حديثاً، وبعض أسئلته كانت مستفزة كمثل كل كبار الصحفيين. وركز كثيراً على الإخوان المسلمين وإمكانية المصالحة معهم. وتطرق الحوار إلى عدم كفاءة الشرطة المصرية والدعوة إلى إعادة هيكلتها وتدريبها. ثم ناقش الأمور السياسية وأبدى تخوفه من ترشيح شخصية عسكرية فى منصب الرئاسة. وقد دافعت عن موقف مصر وأوضحت خطورة إرهاب الإخوان. وكانت أصعب نقطة فى جميع اللقاءات هى الدفاع عن الحكم بإعدام أكثر من 500 متهم فى المنيا. وكنت بالطبع متوقعاً لهذا السؤال، حيث تصدر هذا الخبر كل صحف وتليفزيونات العالم يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وحيث إن التعليق على أحكام القضاء غير مسموح به فى مصر فكان دفاعى أن الشعب المصرى غاضب أكثر منهم على هذا الحكم وأن الحكم غيابى وسوف يسقط تلقائياً فور حضور المتهمين، سوف تعاد المحاكمة بالإضافة إلى أن الجميع لهم حق النقض على الحكم.

ثم ذهبت إلى غداء عمل فى منزل السفير المصرى الدكتور إيهاب فوزى، وهو رجل مثقف واسع الاطلاع والمعرفة ويجيد التحدث والدفاع عن وجهة النظر المصرية بما يناسب العقلية الأوروبية. وقد حضر الغداء سفيرا السويد وفنلندا لدى الاتحاد الأوروبى وهما من أكثر الدول الناقدة لمصر بسبب موقف مصر من حقوق الإنسان. وحضر الغداء الدكتور فيليب ماهو رئيس مجموعة الأحزاب الديمقراطية الاجتماعية وكذلك رئيس لجنة العلاقات الخارجية. وقد بذلنا معاً السفير وأنا مجهوداً كبيراً فى شرح عنف الإخوان التاريخى والحالى وارتباطهم بجماعات إرهابية وإفراجهم عن القتلة الذين يقودون الإرهاب الآن فى سيناء وفى وادى النيل. وأعتقد أن الاجتماع كان له تأثير إيجابى.

وبعد ذلك قابلت السيد لمبردينس، ممثل الاتحاد الأوروبى لحقوق الإنسان وتحدث عن قضية المنيا وشرحت له ملابسات الحكم، ثم شدد على أهمية التمثيل المتوازن فى البرلمان وتحدث عن القبض على النشطاء المدنيين وهو يعرفهم بالاسم، واعترض على حبسهم احتياطياً مددا طويلة دون محاكمة، وأخبرته أن موقفى متطابق معه فى هذا الموضوع. أما عن المصالحة مع الإخوان فأوضحت أن هذا مستحيل مع جماعة إرهابية تحمل السلاح ولكن فى المستقبل قد يتغير الموقف مع السلميين منهم.

وكان اللقاء الأخير مع مديرة الشرق الأوسط فى الخارجية البلجيكية طويلاً تحدثت فيه بصراحة عن الإخوان وتاريخهم وما فعلوه بمصر.

بقى أن أقول إن السفارة المصرية بها طاقم عظيم بقيادة السفير المتميز الدكتور إيهاب.

على مصر دولة ومجتمعا مدنيا أن تكافح الإخوان الذين يرتعون فى جميع أنحاء العالم.

قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.