في بون بألمانيا وفي 17 ديسمبر 1770 ولد «لودفيج فان بيتهوفن» أحد أبرز عباقرة الموسيقى في تاريخ الموسيقى الكلاسيكية العالمية، والذي أبدع أعمالاً موسيقية خالدة، كما كان له الفضل الأعظم في تطوير الموسيقى الكلاسيكية.
وظهر تميز «بيتهوفن» الموسيقي منذ صغره، فنشرت أولى أعماله وهو في 12 من عمره سنة 1783، واتسعت شهرته كعازف بيانو في سن مبكرة، ثم زاد إنتاجه وذاع صيته كمؤلف موسيقي.
وعانى «بيتهوفن» كثيراً في حياته، عائلياً وصحياً، فبالرغم من أن والده كان معلمه الأول الذي وجه اهتمامه للموسيقى ولقنه العزف على البيانو والكمان، إلا أنه لم يكن الأب المثالي، فقد كان مدمناً للكحول، كما أن والدته توفيت وهو في 17 من عمره، بعد صراع طويل مع المرض، تاركة له مسؤولية العائلة، مما منعه من إتمام خطته في السفر إلى فيينا، عاصمة الموسيقى في ذلك العصر.
في 1787 تحقق حلمه أخيراً، فقد أرسله حاكم بون إلى فيينا، وهناك تتلمذ على يد «هايدن» ولكن «بيتهوفن» واجه بعض الخلافات مع معلمه، وعندما سافر «هايدن» إلى لندن، تحول «بيتهوفن» إلى معلمين آخرين مثل «ساليري» و«شينك» و«ألبريشتبيرجر» وقد أسهمت كل هذه الدروس والاحتكاكات في تكوين شخصية بيتهوفن الفنية.
وحاول «بيتهوفن» أن يشق لنفسه طريقًا كعازف في عاصمة الموسيقى، وسرعان ما لقى مكانة كبرى خاصة في الأوساط الأرستقراطية، فقد حاز على إعجاب الأسرة الملكية وعومل كصديق أكثر منه مؤلفاً، بالرغم من ذلك فقد عاش ومات فقيراً، ولعل غناه هو أعماله الفنية المتميزة.
وقد أصيب «بيتهوفن» بالصمم، فبدأ في الانسحاب من الأوساط الفنية تدريجيًا، وأمضى حياته بلا زواج يرتبط بعدة علاقات عاطفية إلا أنه لم يتوقف عن الإنتاج الفني، ولكن أعماله اتخذت اتجاهًا جديدًا، ومع ازدياد حالة الصمم التي أصابته، امتنع عن العزف في الحفلات العامة وابتعد عن الحياة الاجتماعية واتجه للوحدة وقلت مؤلفاته وأصبحت أكثر تعقيداً حتى إنه رد على انتقادات نقاده بأنه يعزف للأجيال القادمة.
وبالفعل مازالت أعماله حتى اليوم من أهم ما أنتجته الموسيقى الكلاسيكية العالمية، واكتسبت اثنان من السيمفونيات التي كتبها في صممه أكبر شعبية وهما السيمفونية الخامسة والتاسعة، كما أنه أحدث الكثير من التغييرات في الموسيقى، وأدخل الغناء والكلمات في سيمفونيته التاسعة إلى أن توفي في فيينا زي النهاردة في 26 مارس 1827.